Wednesday 19th May,200411556العددالاربعاء 30 ,ربيع الاول 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "عزيزتـي الجزيرة"

العنف الموجّه للمرأة موجود ويشكل (ظاهرة)!! العنف الموجّه للمرأة موجود ويشكل (ظاهرة)!!

قرأت ما كتبه الأخ محمد راكد في يوم الجمعة العدد 11551 وقد تحدث الأخ محمد عن العنف الموجّه للمرأة وأشكره على طرحه الجيد ولكني لا أتفق معه بأن العنف الموجّه للمرأة لا يشكل ظاهرة، فالعنف الموجّه ضد المرأة يعتبر ظاهرة واضحة للمجتمع وتستحق النقاش ووضع الحلول المناسبة والسريعة للحد منها والقضاء عليها.
فكثيراً ما نسمع عن أزواج يعاملون زوجاتهم وكأنهن جاريات في بيوتهم وتكون وسيلة هؤلاء الأزواج للتفاهم مع زوجاتهم هي الشتم والسب والضرب وكذلك نسمع عن كثير من الأمور التي تحدث للفتيات من إخوة لهم وقد تسلطوا عليهن وكأنهم هم الرقيب الأول والأخير لأخواتهم فيوجهون لهن كلمات الشتم لأتفه الأسباب، ناهيك عن العقاب الجسدي والمتمثل بالضرب المهين.. وفي هذه الحالة لا تملك الفتاة أو الزوجة سوى البكاء أو اللجوء للأقارب أو الجيران لحل مشكلتها في ظل عدم وجود هيئة أو مؤسسة تحميها من تسلط الزوج أو الأخ.
هل بعد هذا كله وإلى حد الآن لا يعتبر العنف ضد المرأة ظاهرة؟! إذن متى ستكون ظاهرة؟؟ هل سيصبح العنف الموجّه للمرأة ظاهرة.. إذا سمعنا بزوجات أو فتيات قد أدخلن المستشفى بسبب ضرب الزوج أو الأخ أو عندما نسمع عن زوجة توفيت نتيجة ضرب الزوج لها ضرباً مبرحاً!! نعم إن مجتمعنا قد ألقى على عاتق الرجل الكثير من المسؤوليات، ومن ضمن هذه المسؤوليات الإشراف على البيت والعائلة ولكن ذلك لا يعطي الرجل الحق بإهانة المرأة، فالمرأة بالنهاية هي جسد وروح لديها مشاعرها وكرامتها والتي لها الحق في الدفاع عنها، فالمرأة هي نصف المجتمع وهي الأم والزوجة والأخت.
والمجتمع لا يقوم ولا ينهض بالرجل فقط، فلابد من وجود المرأة ومشاركتها في بناء المجتمع، كل ذلك ضمن شروط وتعاليم ديننا الإسلامي والذي يصون كرامة المرأة ويعطيها الكثير من الحقوق والتي يجب على الجميع عدم تجاهلها أو رفضها.. ولن تتم هذه المشاركة الفعالة للمرأة في المجتمع إلا إذا كان لها حقوقها واحترامها وتقديرها، وأنا من خلال مقالتي هذه أتوجه بالنداء لكل رجل يستخدم العنف ضد المرة سواء أكانت زوجة أم أختاً.. وأقول: اتقوا الله معشر الرجال في زوجاتكم وأخواتكم فرسولنا الكريم يقول: (خيركم.. خيركم لأهله) ويقول صلى الله عليه وسلم: (رفقاً بالقوارير) فالتعامل مع المرأة لا يكون بشتمها وضربها وإهانتها، بل يكون بالحوار معها واحتوائها ومحاولة إصلاح الخطأ إذا بدر منها بالحكمة والموعظة الحسنة.. ولكن للأسف فهناك بعض الرجال لا يزالون يعاملون المرأة وكأنها جسد بلا روح يجب عليها أن تسمع دون أن تتكلم وأن تطيع ولا تناقش وأن تقوم بشؤون بيتها وأولادها دون أن تقول تعبت.
فكيف نطالب المرأة بالمشاركة في بناء المجتمع دون احترام حقوقها وصيانة كرامتها.. لذا يجب أن يعلم الجميع أن للمرأة حقوقاً أقرّتها شريعتنا الإسلامية ومن ضمن هذه الحقوق عدم احتقار المرأة أو إهانتها.. فنحن نعلم الأعباء الكثيرة الملقاة على عاتق المرأة من القيام بشؤون البيت والأبناء إلى غير ذلك من الأمور الكثيرة والتي يجب على الرجل أن يعلمها وأن يقدّرها بدلاً من توجيه الشتم للمرأة أو ضربها.
وأخيراً أدعو الله أن يديم علينا أمننا ووطننا وأن يعم الاستقرار والحب على جميع الأسر في مجتمعنا، فالأسرة هي اللبنة الأولى في المجتمع وصلاحها هو صلاح للمجتمع.

فايز بن ظاهر الشراري
الجوف - طبرجل


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved