أحسنت صنعاً ما فعلته وزارة الداخلية بإعلانها تفاصيل ما حدث وجرى في سجن الحائر منذ وقوع المشكلة حتى نهايتها لتضع الحقيقة برمتها أمام المواطن والرأي العام ولتقطع حديث ( قالوا ويقولون) وأعتقد أن هذا الإجراء ليس بمستغرب على وزارة يقود دفتها رجل كرس جل وقته وجهده من أجل أن ينعم المواطن والمقيم بأمن وأمان.. إنه صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية وكل العاملين المخلصين في هذه الوزارة المهمة.
ولقد سرنا جميعاً نتائج التحقيقات النهائية وما صدر بشأنها من قرارات نعتبرها عين الصواب والمتمثلة بإعفاء عدد من القيادات الأمنية بعد ثبوت إهمالها وتقصيرها، هذا الإعفاء والإعلان عنه ونشره بوسائل الإعلام لاشك أنها خطوة تجير لصالح وزارة الداخلية التي بدأت على نهج التجديد والتطوير وفق ما يتوافق مع نهج الشريعة الإسلامية وتقتضيه المصلحة العامة ويحقق استتباب الأمن للوطن والمواطن الذي هو هاجس قيادة هذه البلاد حفظهم الله كما يعد هذا الإعلان همسة في أذن كل مسؤول وموظف سواء مدنياً أو عسكرياً إنه لا مجال بعد اليوم للتلاعب أو التهاون والتقصير فيما أوكل إليهم من مهام وما اأنيط بهم من مسؤوليات جسام تحتم عليهم استشعارها وانهم مستأجرون ومستأمنون على مصالح العباد والبلاد في تلك المناصب والمواقع.
وأعتقد أن المسؤول الناجح والإداري المخلص هو الذي يضع نصب عينيه المخافة من الله مدركاً عظم الأمانة وجسامة المسؤولية الملقاة على عاتقه وهو الذي يستطيع معرفة كل شيء يتعلق بمحيط عمله وكل السبل متاحة له وليعرف الصغيرة قبل الكبيرة ان نهج أساليب ادارية متعددة ومنها الزيارة المفاجئة والمباغتة ليجعلها جزءاً لا يتجزأ من سياسة عمله لأن من سمع ليس كمن رأى، وألا يركن لإدارة عمله من خلال اسلوب العمل الإداري المعتاد من خلال مكتبه ويتعاطى مصالح العباد والبلاد من خلال أوراق وتقارير أعدت من المكاتب المجاورة لمكتبه والبعض منها لا يمت للواقع بصلة لا من قريب ولا من بعيد بل انه يتعمد أحياناً بتجميل القبيح وتحسين السيئ كله من اجل إرضاء المسؤول الاول انها رسالة آمل ان يعي الجميع مضمونها وأبعادها لكي تترجم تطلعات قادة هذه البلاد وفقهم الله ويتحقق بها آمال وأحلام المواطنين والمقيمين على هذا التراب الطاهر.
|