لقد زرت صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن طلال عبدالعزيز آل سعود بقصر سموه في الرياض وتشرفت بلقاء سموه والتعرف عليه وعرض بعض الأفكار والمشاريع الخيرية المستقبلية لإحدى الجمعيات الخيرية عليه.
فلمست حرص الأمير واهتمامه بصنائع المعروف وعنايته الفائقة بأعمال الخير والبر تأييداً معنوياً ودعماً مادياً وبذلاً للجهود في كل ما من شأنه بالعلم الدعوي والإغاثي والخيري في بلادنا بل ان المستمع لحديث سموه الكريم يشعر بأن التفكير في العمل الخيري ونفع المجتمع وكل أبناء الوطن يشغل فكر هذا الأمير الموفق حتى انني لاحظت ان سموه الكريم مستبشر خيراً بالقرار الذي أصدرته قيادتنا الحكيمة في فصل وزارة الشؤون الاجتماعية عن وزارة العمل وجعلها وزارة مستقلة ويأمل سموه في ان يكون في هذا القرار عون كبير لمعالي وزير الشؤون الاجتماعية على التفرغ للمشاريع والأعمال الخيرية في سبيل خدمة الوطن.
سمو الأمير هنيئاً لكم هذه الأخلاق الفاضلة والتواضع الجم والأريحية ورحابة الصدر والكرم العظيم الذي غمرتمونا به خلال زيارتنا لكم فمع ان هذه الزيارة والمقابلة لسموكم الأولى إلا أننا وخلال مجالستنا لسموكم الكريم لاحظنا اهتماماً بالغاً بنا وكأننا معروفون لديكم منذ زمن بعيد.
وقد تكرم علينا أبو الوليد على الرغم من أعماله ومشاغله الكثيرة بمجالسة ممتعة أخذنا فيها من وقته الثمين ما يرقب من ثلاث ساعات تجاذبنا فيها أطراف الحديث فكان فيها الطرح الهادف والنقاش المفيد والحوار العلمي المثمر والصريح فإن مما يتميز به سموه الاطلاع الواعي والثقافة الواسعة وفقه الواقع وسعة الأفق والنهج المستقيم والفكر النير الصحيح لذا لا يمل حديثه حفظه الله ولا يكتفى بالوقت اليسير في مجالسته ولقد استفدت شخصياً من مجالستنا لسموه ومحادثتي له الشيء الكثير فضلا عن انني قد اكتسبت أخاً كريماً وناصحاً مخلصاً وموجهاً صادقاً وهذا خير ما اكتسب المرء لنفسه.
سمو الأمير الموفق ليس بمستغرب من سموكم الكريم اتصافكم بالأخلاق الحسنة واتسامكم بالتواضع الذي لا يرفع الله إلا أهله والمتخلقين به فأنت أحد أبناء أسرة آل سعود العريقة المباركة وأحفاد جلالة الملك عبدالعزيز رحمه الله فهذا هو نهجكم وهذه هي سيرتكم فلا عجب ولا غرابة في أن يقتدي به أبناؤه وأحفاده من بعده أمثال الأمير خالد ومن يشابه أبه فما ظلم.
وأقول لعلك أبا الوليد تعذرني فيما أقول لأنني رأيت في سموكم أخلاقاً وفضائل وصفات نبل لا أستطيع السكوت عنها بل إنني أرى انه من الواجب إبراز الصفات الطيبة والأخلاق الفاضلة التي أراها في الأخيار والفضلاء أمثال سموكم حتى يتذكر الغافلون ويقتدي المقتدون فنحن في هذا الزمان نعاني من أزمة في التعامل والأخلاق ولن نقضي على هذه الأزمة الكبرى أو على الأقل نخفف منها إلا بإبراز النماذج المشرقة والمواقف المشرفة للقدوات في هذا المجال.
|