أمعنت إسرائيل في القتل وتدمير المنازل طوال أكثر من أسبوع في قطاع غزة، وهي تفعل ذلك مطمئنة إلى أنَّ لا أحد يستطيع وقف جرائمها، بل الأحرى أن هناك من يبارك ما تفعل، حيث إن أمريكا لا تكف عن ترديد عبارتها المثلى (على إسرائيل أن تفعل كل ما يمكنٌها لحماية نفسها).
وتتزامن المذابح الإسرائيلية وحرب الإبادة التي تشنها على الشعب الفلسطيني مع فظائع أخرى في الجوار على أيدي القوات الأمريكية في العراق وحالات تعذيب لا مثيل لها في التاريخ.
ويعكس تزامن الأحداث في العراق وفلسطين أن فكَّيْ الكماشة يطبقان فعلاً على الشعب العربي، وأن ما يحدث في العراق يعزز القبضة الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني، وأن ما يحدث في العراق يدعم سياسات الهيمنة على كامل المنطقة.
وعلى ذلك فإن الفوضى التي تحدث في العراق تسمح لدعاة الحروب من كل التوجهات الولوج الى الساحة العراقية، وبين هؤلاء خصوصاً الإسرائيليين الذين لا يخفون مطامعهم في ذلك البلد, والذين يتصرفون وفقاً لاستراتيجية ترمي الى احباط أي تحرك جماعي عربي، إن وُجد، وإسكات أي صوت عربي قوي وسحق أي مكامن محتملة للقوة قد تتحرك.
ويمثل الوجود العسكري الأمريكي الفرصة المثلى للتسلل الإسرائيلي، كما ان واشنطن حريصة على توفير الغطاء الدبلوماسي للجرائم الجارية الآن في رفح، فإسرائيل تشعر أن ظهرها محمي بذلك الوجود، وبتلك الضغوط العسكرية في العراق فضلاً عن الضغوط الأمريكية على سوريا وسيف العدوان المسلط عليها.
|