خلال تخريج الدفعة من طالبات جامعة الملك عبدالعزيز بجدة
الأميرة الجوهرة: دور المرأة المسلمة يتعاظم في هذا العصر (عصر الفضائيات)

* جدة - سامية العباسي:
رعت حرم خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - صاحبة السمو الأميرة الجوهرة بنت براهيم آل البراهيم ووسط لفيف من صاحبات السمو الأميرات احتفل قسم الطالبات بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة بتخريج كوكبة جديدة من زهراته للفصل الدراسي الثاني 1423-1424هـ والفصل الدراسي الأول 1424-1425هـ حيث بلغ إجمالي الخريجات (2408) خريجة منهن ثلاث طالبات في مرحلة الدكتوراه و(69 خريجة) حاصلات على درجة الماجستير و(48 خريجة) حاصلات على درجة الدبلوم التربوي وذلك مساء يوم الأحد الماضي 16 مايو 2004م بقاعة الاحتفالات والمؤتمرات بالجامعة بجدة هذا وقد بلغ إجمالي الخريجات (2291).
وكان في معية سموها عند تشريفها للحفل عدد من صاحبات السمو الأميرات وحرم معالي وزير التعليم العالي د. خالد العنقري موضي بنت إبراهيم آل البراهيم حيث كان في استقبال سموه حرم معالي مدير الجامعة د. سمر بنت محمد بن عمر السقاف عميدة قسم الطالبات بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة وأستاذات الجامعة وعضوات هيئة التدريس والخريجات المحتفى بهن وأمهات الطالبات اللائي عبرن عن سعادتهن بتشريف صاحبة السمو الأميرة الجوهرة بنت إبراهيم آل البراهيم حرم خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز بالزغاريد والتصفيق والهتاف.
هذا وقد بدأ الحفل بمسيرة الخريجات وعضوات هيئة التدريس تتقدمهن د. سمر بنت محمد بن عمر السقاف عميدة قسم الطالبات بالجامعة ووكيلات الكليات ثم كانت مسيرة الخريجات الحاصلات على درجة الدكتوراه ثم الماجستير ثم الحاصلات على الدبلوم التربوي والبكالوريوس. بعد ذلك ألقت سموها كلمة قالت فيها: أخواتي من أعضاء هيئة التدريس والأمهات.. بناتي الكريمات خريجات جامعة الملك عبدالعزيز.. أخواتي الحاضرات.. أحييكن بأجمل تحية وأطهرها تحية المحبة والأمن والإيمان.. تحية الإسلام.. سلام الله عليكم ورحمته وبركاته.. ما أجمل الفرحة وما أطيبها حينما تتعدد أطرافها وما أحلى التهنئة حينما نتقاسمها وان كنا نحظى بأوفر نصيب منها.. كريماتنا اللاتي اجتهدن بصدق وأدين واجباتهن بأمانة وإخلاص حتى اجتزن مراحل التعليم مرحلة بعد مرحلة من خلال ارتياد دروبه المتنوعة ونلن شهادات التخرج التي نجتمع في عرس الاحتفال بها اليوم.
كريماتي العزيزات.. أكرر تهنئة النجاح والتخرج.. وأذكركن أيتها الخريجات بما أحرص عليه من توصيات للخريجات بأن يكن عند حسن الظن بهن متمسكات بثوابت ديننا الخالدة وأعرافنا الإسلامية الفاضلة وتقاليدنا الأصيلة العريقة. ان دور المرأة المسلمة وأهميته يتعاظم في هذا العصر.. عصر الفضائيات التي يجتاز بثها الإعلامي كل الحواجز والتي تواصل هجماتها المتلاحقة وحملاتها المسعورة المتواصلة على المرأة المسلمة بصفة عامة والمرأة السعودية بصفة خاصة وتستهدف تلك الهجمات والحملات إقصاء المرأة المسلمة عن ساحة فضائلها وتقاليدنا الاسلامية العريقة لكي ترتمي في أحضان التقاليد الغربية.
وهنأت سموها الأمهات والمعلمات تهنئة عظيمة وقالت لهن: أنتن جديرات بها بما أديتن من رعاية واهتمام وتعاون واحتفالنا بالخريجات هو احتفال كذلك بتكامل رسالة التربية بين الأسرة والجامعة ونموذج سلوكي لقول الله عز وجل: {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى}وما أثمن هذا التعاون الذي يسهم في إعداد أجيال المستقبل الأكثر خيراً وأمناً وسلاماً بإذن الله تعالى.
وأكدت سموها ان هجمات أعداء الإسلام والذين يتبعون خطاهم من ضعيفات النفوس لا تكف عن محاربة تقاليدنا الاسلامية ومعظمها يسعى لتحريض المرأة المسلمة على التخلي عن التقاليد الاسلامية بحجة انها قيود تحد من حرية المرأة المسلمة ويدعون - لحرية المرأة - وهذه الدعوة التي يتسترون وراءها دعوة زائفة تسعى لتحرير المرأة من الآداب والقيم والأخلاق. ان ما يدعون إليه ليس شيئاً جديداً فقد عاشته المرأة في جزيرة العرب منذ أكثر من أربعة عشر قرناً في جاهليتها حتى أشرقت أنوار الإسلام الذي رفع مكانة المرأة وأعطاها بسخاء فكرَّمها وصان عفافها وأحاطها بالفضائل.
وأضاف سموها بقولها: يا أمهات المستقبل احترسن من تلك الأقوال ذات البريق الكاذب التي تدعوكن إلى ردة أخلاقية تنطوي على مخاطر ومفاسد لا حدود لها وأوصيكن بحسن رعاية الأبناء والحرص على التنشئة الإسلامية لإعداد أجيال جديدة بالانتساب للمملكة مهد الإسلام وقبلة المسلمين.
وأشارت سموها إذا كانت المرأة توصف بانها نصف المجتمع فهي التي تتولى تربية النصف الثاني ومن هنا وان دوركن عظيم ولتحرصن يا أمهات الغد على تربية الأبناء بأنفسكن بقدر الإمكان وان اقتضت الظروف الاعتماد على الخادمات فينبغي عليكن ألا تحرمن أولادكن من حسن الرعاية والمتابعة واعلمن ان الأب يستطيع ان يأتي بعشرة خادمات متخصصات في تربية الأطفال لكنه من المحال ان يستطيع العثور على قلب يضاهي قلب الأم التي ترضع طفلها رحيق الأمومة ليس فقط لبناً وإنما أمناً وطمأنينة وحناناً وانتماء.
كما أكدت سموها على ان ما تنعم به مسيرة تعليم الفتاة في مملكتنا الكريمة من مزايا عديدة تستوجب الشكر للمولى عز وجل الذي يسرها لنا وتستحق بكل صدق الثناء على أولي الأمر الذين يولون تعليم الفتاة السعودية اهتماماً وافياً ويوفرون لها دعماً سخياً ورعاية واعية متواصلة في ظل التمسك بالتقاليد الاسلامية التي تحرص على الحشمة والوقار؛ مما مكن لهذه المسيرة ان تصبح نموذجاً إسلامياً طيباً لتعليم الفتاة.
وركزت سموها.. أكرر تهنئتي لكنْ جميعاً خريجات ومعلمات وأمهات ويسعدني ان أبلغكن تهنئة كريمة عزيزة حانية تهنئة الوالد الكريم خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه رائد مسيرتنا التعليمية. ويشرفني بهذه المناسبة ان أتقدم بوافر الشكر باسمي وباسمكن خريجات ومعلمات وأمهات لمولاي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز (يحفظهما الله) لما يوليان من اهتمام ورعاية ولما يوفران من دعم سخي لتعليم البنات. كما يطيب لي ان أتوجه بوافر الشكر لأعضاء هيئة التدريس والعاملات بجامعة الملك عبدالعزيز ولكل من أسهم أو شارك في إعداد هذا الحفل الذي جمع بيننا بمحبة وفرح وسعادة.. أكرر تهنئتي لكن أيتها الخريجات وأدعو الله لكن بالتوفيق في سعيكن لخدمة ديننا وإخلاصكن لخير وسلامة وطننا.
عقب ذلك ألقت وكيلة عمادة القبول والتسجيل د. جميلة بنت محمد علي فارسي كلمة بهذه المناسبة شكرت الأميرة الجوهرة على تشريفها الحفل.
ثم ألقت د. سمر بنت محمد عمر السقاف عميدة قسم الطالبات بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة كلمة شكرت فيها سموها لمشاركتها بناتها الطالبات فرحة التخرج.
هذا.. وقامت سموها بتوزيع الشهادات على الخريجات . بعد ذلك قامت سموها بتوزيع خمس جوائز على الفائزات في مسابقة (جائزة الجوهرة للتفوق العلمي) للعام الرابع. كما تفضلت حرم خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - بتسليم درع الجامعة وهدية تذكارية لحرم معالي وزير التعليم العالي موضي بنت إبراهيم آل البراهيم .. ثم قدمت د. سمر بنت محمد عمر السقاف عميدة قسم الطالبات بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة هدية تذكارية لسموها بمناسبة تشريفها ورعاية سموها لحفل الخريجات.