أَشَاغِلَةَ القُلُوبِ وَعِذْرُ كِسْرَى
لَدَى النُّعمانِ أَنَّكِ مَنْ يُرِيدُ
يُجَلّلُكِ الهَوَى النَّجْدِيُّ حُسْناً
يَجرُّ رِدَاءَهُ لحَْظٌ وجِيدُ
هَضَيمُ الكَشْحِ يَرْفُلُ في عُيُونٍ
تَرَى رُوحَ الجََمَالِ بها تَجُودُ
وَيَوْمَ رأيتُهَا سَبَّحْتُ ربّي
وَخَرَّت في المحارِيبِ الشُّهُودُ
فَيَا عَجَباً لِكسْرَى وهْوَ صَادٍ
بإيوانٍ تُزَخْرِفُهُ البرُودُ
وَطَارتْ دُونها شَيْبَانُ حَتّى
تَصَابَى مِنْهُمُ الرَّجُلُ الرَّشِيدُ
حديدٌ كالقَضَاءِ على جَنَاحٍ
يَلِينُ بِبَطْنِ كَفَّيْهِ الحَدِيدُ
وحُرِّمَ بَعْد ذي قَارِ التَّمَنّي
وَأنْ تُرْجَى بِشَيْبانَ العَنُودُ
وَيَبْقَى العِرْضُ في شَرَفٍ إذا ما
تَنَادى دُونَهُ قَوْمٌ أُسُودُ
دَعيني يا ابنةَ النُّعْمانِ إنّي
على سُلْطانَ تُشْغِلُني الوُعُودُ
أَتَعْشَقُكِ القُلُوبُ وَقَدْ تَتَرَّى
بأَرْكانِ الجَوَى مِنْهَا الوَرِيدُ
جَرَى في تِبْرِهَا مَوْلايَ حَتّى
تَنَفَّسَ في حُمَيَّاهَا الخُلُودُ
فَلَمَّا جَاءَنا مِنْكُم بَشِيرٌ
وَقَفْنَا بَعْدَ أَنْ طَالَ القُعُودُ
فَحَمْداً للذي عَافاكَ مِنْهَا
وجُرْحُ الأَرْضِ عُوفِيَ والوُجُودُ
رَأَيْنَا الفَرْقَدَينِ على جَبينٍ
مِن السلطانِ يَحْرُسُهَا السُّعُودُ
سُهَيْلٌ والسُّهَا وبَنَاتُ نَعْشٍ
وذاك الجَدْيُ يَرقُبُهَا الشَّرِيدُ
وَيَضْرِبُ في الفيافي كُلَّ كَبْدٍ
تَرَى آلاً مِنَ الشِّعْرَى تَرُودُ
وَلَجَّتْ ثم نَاحَتْ منِ سوافٍ
عِطَاشٍ حينَ تَزْجُرُهَا النُّفُودُ
فَبُشْرَاكَ التي قَدْ بَلَّلَتْهَا
وَتَابَتْ من ضَنَى عَطَشٍ يَزيدُ
أَلَسْتَ ابنَ الكُماةِ أَضَأْتَ خُلْقاً
تَمَدَّدَ في الرّضا كَرَماً يَسُودُ
فَتُعْطي ثم تُعْطِي دون مَن
كَأَنَّ النَّفْسَ في كَفَّيْكَ جُودُ
وَتَسْري المَكْرُمَاتُ إلى الثُّريا
بنوركَ أَيُّها القَمَرُ الوَحِيدُ
وَتُبْصِرُ في ثَرَاك المَجْدَ يَزهو
عُرُوشاً في جَدِيدَيْهَا العُقُودُ
سَلِمْتَ لَنَا وَلَوْ كانَتْ بِحَرْبٍ
سَتَفْدِيكَ الكَتَائِبُ والحُشُوْدُ