*القاهرة - مكتب الجزيرة - محمد العجمي:
ما اثار وانعكاسات توسيع الاتحاد الاوروبي على المستقبل الاقتصادي للدول العربية؟ .. هذا هو التساؤل الذي طرح نفسه في الاونة الاخيرة بعد انضمام 10 دول جدد الى الاتحاد هي: قبرص ومالطا وجمهورية التشيك وبولندا والمجر واستوينا وسولكفاكيا ولانقيا وليتوانيا، ليصبح الاتحاد 25 دولة حيث يرى الخبراء ان هناك اثار سلبية ستتعرض لها الدول العربية خاصة الموقعة على اتفاقيات المشاركة الاوروبية، في حين يرى اخرون انها ستتطور بشكل يخفف من حدة الانعكاسات السلبية خاصة ان عددا كبيرا من الشركات الصناعية في الدول العربية لم تحسن من مستويات انتاجها منذ توقيعها على اتفاقيات المشاركة حتى تستطيع مواجهة المنافسة الحادة الحالية والتي بدأت بانضمام الدول العشر وبعد رفع الحواجز الجمركية بشكل نهائي في عام 2006 وهو ما دفع الدول العربية الى التخوف من هذه التوسعات، فقد اعلنت تونس عن تخوفها من الانعكاسات القادمة على صادراتها من المركبات الالكترونية والتجهيزات الكهربائية للسيارات التي تصدرها الى السوق الاوروبية وطلبت الجزائر من المفوضية الاوروبية في ابريل الماضي التريث في تطبيق بنود اتفاق المشاركة مع اوروبا وتأجيل ذلك حتى نهاية العام القادم في الوقت الذي سيتأثر قطاع النسيج بالمغرب مع حصول المصانع البولندية على تسهيلات اضافية بعد اتمامها للاتحاد الاوروبي حيث تعتبر بولندا المنافسة الرئيسية للمغرب في الاسواق الاوروبية خاصة بعدما اعلن ان الاوروبيين يفضلون استيراد الملابس الجاهزة والنسيج من بولندا في حين تغزو فيه منتجات الصين وباكستان والهند اسواق اوروبا وصولا الى المغرب.
ويشير الخبراء الى ان الانعكاسات السلبية لتوسيع الاتحاد ستكون اكثر حدة على مصر من الاردن ولبنان ذات الكيانات الاقتصادية الصغيرة حيث لا تتمتع مصر بشروط تفضيلية للتصدير سواء في الميدان الزراعي او الصناعي كالتي تحصل عليه اسرائيل في الوقت الذي ستصبح معظم الدول الاوروبية الجديدة منافسة لمصر التي لم يتمكن اقتصادها من جذب الاستثمارات الاوروبية المنتجة وهو ما دفع مصر الى توقيع بروتوكول مواءمة اتفاقية المشاركة المصرية الاوروبية كما يتوقع بدء محادثات بين الدول العربية الاعضاء في اعلان اغادير الذي يضم المغرب ومصر وتونس والاردن للتقدم بصيغة مشتركة لتصورات العلاقات مع الاتحاد الاوروبي بعد توسعه شرقا وتأخذ في الاعتبار مصالح دول جنوب البحر المتوسط ومساهمتها في تطوير واستقرار المنطقة وذلك قبل مناقشة الاتحاد لمشروع الشرق الاوسط الجديد في يونيو القادم.
تغير كبير
دخول عشر دول للاتحاد سيغير خريطة الاتحاد الاوروبي وهو التوسع الخامس للاتحاد كان اخرها في 1995 بانضمام النمسا والسويد وفنلندا و 1986 بانضمام اسبانيا والبرتغال و 1981 بانضمام اليونان و 1973 بانضمام المملكة المتحدة وايرلندا والدنمارك وتتفاوض حاليا بلغاريا ورمانيا على الانضمام وتنتظر تركيا بداية المفاوضات وبانضمام العشر دول يصبح مساحة الاتحاد 4.15 ملايين كيلومتر ويصل عدد سكانه الى 454.7 مليون نسمة بزيادة 74.7 ملايين نسمة ويصل اجمالي الناتج المحلي للدول العشر نحو 388 مليار دولار سنويا وقد سجلت هذه الدول نموا ملحوظا خلال فترة الانتقال من الاقتصاد الموجه الى اقتصاد السوق.
| 
"الاقتصادية"