* الجزيرة - ياسر الكنعان:
انتهز الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش الاحتفال السنوي لمنظمة (إيباك) اليهودية والتي تمثل اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة الأمريكية ليظهر مزيداً من الولاء والتأييد المطلق للكيان الإسرائيلي على حساب حقوق الشعب الفلسطيني، وساق العديد من الحالات التي لم تكن مطابقة للحقيقة إرضاءً للحضور الذين يمثلون غلاة اليهود في أمريكا، والذين قاطعوا خطاب الرئيس بوش بعاصفة من التصفيق لم يحظ بها أي رئيس أمريكي سبق وأن حضر اجتماعات هذه المنظمة اليهودية النافذة التي يحرص مرشحو الأحزاب الأمريكية الساعية للرئاسة إلى استمالتها ولذا جاءت أقوال بوش في الخطاب مطابقة تماماً مع ما يردده ويسعى إليه الإسرائيليون وبالذات المتشددون منهم، خاصة فيما زعم من تحالف بين واشنطن وتل أبيب ونجاحهما في مكافحة الإرهاب متجاهلاً إرهاب الدولة التي تقوم به إسرائيل.
أما فيما يتعلق بالدولة الفلسطينية فقد أصر على أنه لايزال يسعى إلى تحقيق بنود خطته (خارطة الطريق) لإقامة دولتين يهودية وفلسطينية، متجاهلاً ذكر ما يقوم به حليفه رئيس الوزراء الإسرائيلي من عرقلة ونسف لبنود خطة خارطة الطريق ومن تقتيل يومي لأبناء الشعب الفلسطيني.
واعتبر الرئيس الأمريكي أن تجدد العنف في قطاع غزة (عودة العنف في قطاع غزة أمر مقلق) و(أن الدولة الفلسطينية لن تبصر النور طالما لم تتخل جميع الأطراف عن العنف وتعتمد الديموقراطية) متناسياً أن من يجدد هذه الأحداث ويتعمد إشعالها متى ما خمدت هو الطرف الإسرائيلي الدموي سواء بتهديم المنازل الفلسطينية اليومية أو بسياسة الاغتيالات التي انتهجتها إسرائيل ولم يرد الرئيس الأمريكي خلال هذا الخطاب أن يشير إليها مجرد الإشارة.
وزعم بوش (أن الولايات المتحدة ملتزمة بحزم، وأنا ملتزم بحزم بأمن إسرائيل بصفتها دولة يهودية. إسرائيل ديموقراطية صديقة ولها كل الحق في الدفاع عن نفسها).
وأنهى السيد بوش خطابه بتأكيد على أن السلطة الإسرائيلية بحاجة إلى (شريك موثوق) في المفاوضات وأن (الفلسطينيين يستحقون قادة ديموقراطيين)، ملمحاً إلى أن القادة الفلسطينيين الآن ليسوا كذلك وهو ما يجلب الكثير من علامات الاستفهام، حيث إن الوقائع التي حصلت متزامنة مع خطابه في نفس اليوم أكدت قتل 16 فلسطينياً على يد أرباب الديمقراطية الإسرائيلية!!.
|