كثيرمن الناس تنتهي حياتهم بلحظة الممات، غير أن القليلين منهم تظل حياتهم ممتدة حتى مع مماتهم، ذلك أنهم يضيفون أعماراً وآثاراً، تبقى شاهدة على امتداد حياتهم. ومن هؤلاء يأتي - ولاشك - الأستاذ فهد العريفي، هذا الفارس الذي رحل عنا بجسده، غير انه باق بأعماله وآثاره، كاتب من الكتاب المبرزين على الساحة الإعلامية في بلادنا، نشأ وترعرع على أرض هذا الوطن، وتسلح بما فيه من قيم وأخلاق وأعراف، هضمها هضماً جيداً واعتصرها دما أفاد منه في بناء شخصيته، بناء جعله بحق نموذجاً للمواطن الذي يستحق أن يكون منتمياً لبلادنا، شرفت به منطقة حائل ليكون أحد أبنائها، وراعى هو حق البنوة بكل ما أوتي من قدرات، فترجم هذه المراعاة إلى واقع حاول من خلاله أن يقيم تواصلاً بين أبناء المنطقة والمسؤولين، فكان قلمه جسراً انتقلت عليه هموم المنطقة وآمالها لتظهر إلى النور، تبحث عن مزيل ومحقق، مزيل للهموم ومحقق للآمال، كل هذا من خلال ما كان يكتبه من مقالات في كبريات الصحف في بلادنا، مقالات صريحة واضحة، لا مداراة فيها ولا موارية، لا نفاق فيها، ولا رياء، ولا سمعة إنما هو الانتماء للمكان، والإحساس بأبناء الوطن ومحبتهم.
فكم من احتياجات تم تلبيتها، وكم من آمال تم تحقيقها، وكم من هموم تمت إزالتها، كل هذا بسبب مصداقية الطرح، والإيمان بما يكتب.
لقد مثل فارسنا الراحل نموذجاً في الكتابة الجريئة الصريحة، على كل من أراد أن يكون بحق ابناً لهذه البلاد المباركة أن يحذو حذوه، ويفري فريه.
ولا يسعني في النهاية إلا أن أضرع إلى الله عز وجل أن يرحم الفارس الراحل (فهد الهريفي) رحمة واسعة، وأن يدخله فسيح جناته، كما أضرع إليه سبحانه أن يأجر منطقتنا فيه خيرا.
بدر بن عبدالله العردان
مدير عام كليات البنات بمنطقة حائل |