ميلاد إعلان: وفاة قيمة!!
سهم الدعجاني

لا أحد يعترض على مكانة (الإعلان) التسويقية، ولا أحد يجرؤ على رفض مبدأ (الإعلان) وقيمته في (غزو) الآخرين، والكل يجمع على تفوق (الإعلان) كوسيلة (جذب) للشرائح المستهدفة، ويكفي (الإعلان) تفوقاً تحول مادة الإعلانات التجارية مؤخراً في وسائل الإعلام العربية المختلفة إلى تجاوز منطقة (الجذب) إلى فخ المنافسة، ولكن الرفض أو الاعتراض على الأقل هو أمام اكتساح الإعلان التجاري الرديء الذي طغى على مختلف قنوات التواصل الإعلامي والذي نتج عنه العديد من الضحايا، بدءاً من (اللغة المسكينة) وانتهاءً بالقيم الاجتماعية ومروراً بالسلوكيات الدخيلة على مجتمعاتنا العربية التي بدأت تشهد سقوطاً أخلاقياً للإعلان مادة وتنفيذاً، مما أدى إلى جعل (الإعلان) ظاهرة تستحق الدراسة من علماء الاجتماع ومراكز البحث للتقليل فقط من عدد ضحاياه، وتجفيف منابعه الاستهلاكية للمحافظة على البقية الباقية من حياة (القيمة) الأخلاقية و(شرف) الذات، لأنه بات من الواقع المؤلم في (إعلامنا المعاصر) أن شهادة وفاة (القيمة) الاجتماعية تكتب بمداد (الإعلان) والنهاية معروفة والضحايا في ازدياد، عندما يسدل الستار على مسرح (الإعلان) التجاري، والبقية في حياة المتفرجين طبعاً.