يعد الإعلان التجاري وسيلة من الوسائل المستخدمة في ترويج السلع، والتعريف بها، وجذب الناس الى استهلاك السلع المعلن عنها، وفي خضم الكثرة الملحوظة في السلع الاستهلاكية أخذت الشركات تتبارى في تصميم إعلانات تعتقد من وجهة نظرها أنها جذابة وأنها تيسر لها التغلغل بين شريحة كبيرة من الناس مما ينمي أرباحها.
ونشاهد اليوم كماً كبيراً من هذه الاعلانات التي تنتشر في الوسائل الإعلامية المقروءة والمسموعة والمرئية وفي اللوحات المنتشرة في الشوارع.
ولا شك أن من حق التاجر أو الشركة الإعلان عن سلعها، غير أن ليس من حق التجار أو الشركات الاستخفاف بالإنسان وقيمه، ونشر ثقافة إعلانية هابطة لا تخدم العقل البشري ولا تقيم وزناً لقيم المجتمع وأخلاقياته ولا تخدم في بعض الأحيان لغته فتأتي بلغة ركيكة سيئة.
إن مثل هذه الإعلانات قد تكون مضرة بالقيم الخاصة بالعلاقات الأسرية عامة، وعلاقة الأبناء بأمهاتهم، وفيها الكثير من الاستهزاء والسخرية التي يفترض ألا تكون، والتي أيضا قد تسهم في إخراج نشء لا يحترم أفراد أسرته وخاصة الأم لأن قيمتها ترتبط بتحضير طبق، أو استخدام سلعة من السلع.
إنها دعوة صادقة للشركات لتجنب مثل هذه الاعلانات المضرة وما أكثرها فترويج سلعة يجب ألا يكون على حساب قيم المجتمع وأخلاقياته.
إن ما نتمناه أن تكون لدينا صناعة إعلان تتوافق مع قيمنا وأخلاقنا وقبل ذلك مع متطلبات الدين الإسلامي فلا تكون فيها مغالاة ولا كذب ولا تضليل ولا خروج عن المألوف ولا استخفاف بالعقول والقيم والروابط الاجتماعية وإمكانية تحقيق صناعة إعلان إيجابية هي مسألة قابلة للتحقيق من خلال التعاون بين شركات الإعلان والمتخصصين وممن يملكون الخبرة في هذا المجال، ومن قبل ومن بعد أن ترضى الشركات بإخراج إعلانات تعزز القيم لا تفسدها.
|