في مثل هذا اليوم 18 مايو من عام 1989م، خرج حشد من المتظاهرين يصل عددهم إلى أكثر من مليون شخص، في مسيرات حاشدة في شوارع بكين يطالبون بنظام سياسي أكثر ديمقراطية. وبعد أسبوع من المظاهرات تحركت الحكومة الصينية لقمع المتظاهرين.
هذا وقد بدأت الاعتراضات في الصين منذ منتصف الثمانينات عندما أعلنت الحكومة الشيوعية عن عزمها تخفيف أو رفع بعض القيود على الاقتصاد لتسمح بتطوير سوق أكثر حرية. ونتيجة لهذا القرار، بدأ العديد من الصينيين (خاصة الطلبة) يطالبون بقرار مماثل علي الصعيد السياسي. ومع بداية عام 1989، بدأت بعض المظاهرات السلمية في بعض الضواحي الكبيرة في الصين. وكانت أكبر هذه التظاهرات في ميدان تينانمين في وسط بكين. وفي منتصف مايو 1989، خرجت حشود كبيرة إلى الشوارع يهتفون بالشعارات والأغاني ويمسكون اللافتات مطالبين بديمقراطية أكبر وكذلك تنحية بعض المسؤولين الصينيين الاستبداديين. وردت الحكومة على ذلك باتخاذ إجراءات أشد صرامة شملت إلقاء القبض على المتظاهرين وضرب بعضهم. وفي 3 يونيو-حزيران 1989 اجتاحت القوات المسلحة الصينية ميدان تينانمين لتفريق المظاهرات. وتسبب ذلك في قتل آلاف المتظاهرين واعتقال أكثر من 10.000آخرين فيما أُطلق عليه بعد ذلك مذبحة ميدان تينانمين.
وقد جذبت المظاهرات انتباه العالم. وقام الزعيم الروسي ميخائيل جورباتشوف بتأييد المتظاهرين وأعلن أن الإصلاح ضروري بالفعل في الصين الشيوعية. وفي الولايات المتحدة وصفت الصحف الأمريكية الطلاب الصينيين بالأبطال. وبعد مذبحة ميدان تينانمين أوقفت الحكومة الأمريكية مبيعات الأسلحة إلى الصين وفرضت عليها عقوبات اقتصادية. ورغم ذلك، رفضت الحكومة الصينية أن تتراجع، وكانت تشير إلى المتظاهرين على أنهم «عناصر خارجة عن القانون» في المجتمع الصيني.
|