اطلعت على ما نشر في (عزيزتي الجزيرة) حول زيارة الأطفال للمستشفيات وتضارب الآراء في هذا.. فمن مؤيد للزيارة تأييداً كاملاً ومطلقاً.. ومن معارض معارضة شديدة!.. ثم قرأت في صفحة الجزيرة الأخيرة عدد (11535) تأكيداً من معالي وزير الصحة (أن السماح بزيارة الأطفال لذويهم المنومين في المستشفيات هي تجربة في سنتها الأولى وأن الإيجابيات أكثر..).
ولا يشك أحد في أثر زيارة أبناء المريض.. وما ينعكس بعدها إيجابيا على نفسية المريض مما يسهم في ارتفاع معنوياته.. وكما يقال (نصف العلاج النفسي!).. فالمريض حبيس غرفته وآلامه.. ينتظر موعد الزيارة كل يوم.. ويعد ويحسب الساعات والدقائق.. ليرى أقاربه وأحبابه.. فيأنس بهم ويرتاح.. ومن أعظم من تهمه رؤيتهم هم أهله وأطفاله.. وهذه حقيقة لا جدال فيها.
لكن أن يفتح الباب على مصراعيه لزيارة الأطفال!! فهذا يحتاج إلى وقفات وإعادة نظر.. لأن بعض الزوار قد يحضر أطفاله وهم لا يمتون بصلة للمريض!! وقد يكونون عالة على بعض المرضى!. ولاسيما أن أغلب النساء كنَّ يجدنّ حرجاً تجاه أطفالهن إذا أردنَّ زيارة المستشفى! أما الآن فقد وجدنَّ المخرج.. وستأخذنهم معهنَّ!.. ولكم أن تتخيلوا!..غرفة بستة أسرة إذا تمت زيارة خمسة أطفال على الأقل لكل مريض يومياً فستصبح الغرفة (روضة أطفال!) وستمتلئ بالإزعاج!!.. فهذا يرفع السرير!! وذلك يفتح الأدراج ويغلقها.. وآخر يعبث في محتويات الغرفة!.. ورابع يجر أسلاك بعض الأجهزة الطبية مما قد يفسد ضبطها ونظامها..! والعوائل تختلف في تربية أبنائها وتوعيتهم بأهمية صحة وراحة المريض!!.
والذي أقترحه على معالي وزير الصحة.. أن يتم تنظيم زيارة الأطفال لآبائهم وأمهاتهم.. فلا نطالب بالإلغاء! وإنما بالتنظيم بحيث لا يفتح باب زيارة الأطفال للمرضى.. إلا لمن قرر الأطباء أن فترة تنويمه أكثر من أسبوع أو عشرة أيام.. ويتم تدوين مدة التنويم المحددة من قبل الأطباء وتسجيلها لدى أقسام التنويم.. لأن بعض المرضى لا يتجاوز تنويمه أربعة أيام.. أو ثلاثة.. ! فهنا لا يسمح للأطفال بالزيارة.. وبهذا نقلل من عدد الأطفال في المستشفى.
أما من تكون فترة تنويمه تتجاوز الأسبوع أو العشرة أيام.. فهذا له الحق في زيارة أطفاله له.. ويكون ذلك بالتنسيق مع شؤون المرضى.. بأن تضبط الزيارة على حسب عدد المرضى المنومين في الغرفة.. فإذا كانوا ستة مرضى في غرفة واحدة فيسمح بزيارة الأطفال لثلاثة منهم فقط في اليوم.. ثم المرضى الآخرين في اليوم التالي.. حتى لا ينزعج المرضى من كثرة الأطفال وضجيجهم..!!.
ولا مانع من حصر زيارة الأطفال بأبناء المريض فقط.. بأن تتم الزيارة بأخذ كرت من قسم التنويم.. ويعطى للمسؤولين عن الزيارة في اليوم التالي..
أيضا هناك جانب مهم ألا وهو وقت الزيارة فلعله يكون فترتين.. لا كما هو الحال لأن (فترة واحدة طويلة!!) تتسبب في الكثير من الإحراج أثناء حاجتهم إلى القيام أو التنقل!!.. وبالإمكان أيضا أن نجعل زيارة الأطفال مسموح بها في الفترة الأولى فقط.. علاوة على التنظيم السابق.
ولعله بهذه الحلول تتم معالجة تسيب الأطفال الحاصل بالمستشفيات!.. لأنك تجد بعض الأمهات ما أن تغلق الستارة عند المريض.. إلا وتترك أطفالها يعبثون في ممرات المستشفى.. ويروحون ويمرحون.. ويضايقون المرضى الآخرين بالصراخ أو اللعب.
هذا ما أردت أن أشارك به حيال هذا الموضوع.. والسلام.
عبدالعزيز بن عبدالله السعدون/بريدة
|