إن المشاركات الوجدانية بين أبناء المجتمع واجبة والتعبير عنها يتم بالطريقة التي يرونها مناسبة وجريدة (الجزيرة) منذ تأسيسها أعطت هذا الجانب اهتمامها إيماناً منها برسالتها تجاه أبناء هذه الأمة باعتبارها منهم وإليهم فحالات الفرح والحزن لها نصيب في ذلك وصفحات الجريدة شاهدة في مواكبتها لمشاعر المواطنين الوجدانية بإعطائهم الحرية للتعبير عن نوعية هذه المشاركة ولا سيما في حالة الوفاة التي تتجسد فيها الموعظة والعبرة وهي سنة الله في خلقه (كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام) واليوم عندما أتحدث عن فقيد مدينة المجمعة الشيخ علي بن عبدالله الدبيكل (الصنع الله) الذي انتقل إلى رحمة الله منذ أيام فإنما أتذكر سجايا كثيرة اتصف بها طيلة حياته قوامها: تقوى الله في السر والعلن وجعلها هي غايته في مشواره في هذه الحياة بالرغم من عمله في التجارة هو وأخوه عبدالعزيز الدبيكل حيث إنهما من أوائل التجار في هذه المدينة في تجارة المحروقات وأسهما في خدمتها بشكل جيد وكان حريصا على أن تكون تجارتهما من الكسب الحلال بعيدة عن الشبهات وفي السنوات الأخيرة من عمره تفرغ للعبادة بوظيفة مؤذن في أحد مساجد مدينة المجمعة واستمرت أكثر من أربعين سنة في ظل هذه الحياة الطويلة التي امتدت لأكثر من خمس وثمانين سنة عانى الكثير من الأمراض ولكنه صابر محتسبا الأجر والمثوبة عند الله رحم الله الشيخ علي رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته والهم أسرته وأخويه عبدالعزيز ومحمد وأبنائه: عبدالرحمن وأحمد وإخوانهم وأخواتهم الصبر والسلوان {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ } وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
|