كنا في حارة المريح بالدرعية نسرح ونمرح في نخيل الطالعية، ونقضي معظم الوقت في بركة الطالعية، وكنا في العصرية ننزل لوادي حنيفة الذي يشق الدرعية ونتسابق (نتمازح) نتطارح هناك، وكان اسبقنا عبد الرحمن الراشد فأطلقت عليه لقبا هو (حصان الشيوخ) على أساس أن الخيول التي تفوز بالسبق غالباً تعود ملكيتها للأسرة الكريمة.
وما زلت كلما رأيته قلت يا أبا مصعب يا حصان الشيوخ، وكانت وسيلة النقل من الدرعية إلى الرياض هي أوتوبيس يعود ملكيته لابن عبد ربه وكان ، الطريق صعباً كطلعة الناصرية، وأذكر أننا إذا سافرنا على هذا الأوتوبيس (الملاحة) ينزل الركاب حتى يطلع الطلعة ثم نركب، ولا يوجد آنذاك خط معبد (مسفلت) يربط الدرعية بالرياض رغم قربها منها وقصر المسافة بينهما، أقول هذا لكي يتخيل الجيل الحاضر كم بذلت الدولة من أموال وجهود لشق وتعبيد الطرق ليس بين المدن فحسب، بل بين كافة أنحاء وأطراف المملكة المتباعدة، فلله الحمد والشكر.
في العمارية
شاءت الظروف في وقت يتزامن مع وجود أهلي في الدرعية ولست أدري أيهما قطنوا قبل؟! أهي العمارية أم الدرعية؟المهم شاءت القدرة الإلهية انتقالهم إلى العمارية، وكانت وسيلة المجيء منها إلى الرياض الجمل لندرة السيارات وعدم توفر طريق معبد. فاستأجر أخي جملاً وركبناه عصراً متجهين إلى الرياض، وكان الطريق السالك هو بطن الوادي (حنيفة) الذي يشق الدرعية كما تقدم، وكان الليل قد أسدل ستاره وأخذت الشمس في المغيب والظلام يكاد يطبق مع اكتظاظ صفوف النخيل تحتضن الوادي من دفتيه، إلى جانب التفاف الجبال مع انحناءات وتعرجات الوادي حتى إذا ما وصلنا فيضة الجامع ثم فيضة المريح قال لي أخي وكان نظره غير حاد.. إذا مررنا بأحد أخبرني لأقرأ عليه السلام فانهم يعرفونني، وتجاوزنا الفيضتين دون أن أرى أحداً، إلا أنني على سبيل المزاح عندما مرننا بحصى في وسط الوادي، قلت لأخي هؤلاء ناس(مستلقين)، فرفع صوته قائلاً: السلام عليكم. وعندها ضحكت ملء ما حولنا من فراغ، فأوقف الجمل ونزل وضربني على ما أذكر (وهذا جزاء الكذابين) وكنا متجهين إلى طلعة الناصرية فنزلنا كي يصعد الجمل أسوة بالملاحه (الأتوبيس). و
في الحلقة القادمة سأعود بكم إلى الدمام؟!
الرياض
|