* تحقيق وتصوير -صالح النازل:
يعاني سكان مدينة سكاكا من مشكلة ثلاثية الأبعاد تتمثل في.. تلوث مياه الشرب لعدم وجود صرف صحي، والبعد الثاني قيام بلدية الجوف بعمل مكب للنفايات السائلة والصلبة على حدود المدينة داخل النفود بمسافة لا تبعد عن المساكن كثيراً، مما تسبب في تلوث تلك الرمال الذهبية والتي كانت متنزهاً جميلاً للأهالي، أما ثالثة الأثافي فهي ندرة صهاريج الشفط وهذه أيضاً أوجدتها بلديتنا الموقرة، حيث إن مكب النفايات السائلة كان يقع شمال سكاكا بحوالي 30 كم وكانت الأمور تسير بشكل طبيعي بالرغم من وجود حالة عدم رضا، ولكن بعد تغيير الموقع إلى النفود حصلت وفرة في الصهاريج، بل تعطل أكثرها عن العمل نتيجة لقرب الموقع وانخفاض السعر، مما اضطر أصحابها إلى بيعها أو تغيير النشاط فتقلَّص العدد إلى النصف، وبما أن بلدية الجوف عوَّدتنا على اتخاذ قرارات مفاجئة فقد قامت بإعادة (الوايتات) إلى المكب الشمالي بحجة أن السد الرملي الجنوبي قد انهار، وهي بذلك أي البلدية قد تسببت في كارثتين.. أولاهما تلوث تلك الرمال الجميلة، والثانية طفح مياه المجاري في الشوارع نتيجة لقلة الوايتات الأمر الذي أجبر المواطنين على الوقوف في طابور طويل تحت أشعة الشمس الحارقة لساعات طوال بغية الحصول على صهريج لشفط حفر الامتصاص، وبما أن هذه المشكلة تتعلق بصحة الناس وترتبط مباشرة بحياتهم وأرواحهم فقد تعالت أصوات المواطنين مطالبة بوضع حل عاجل لهذه الكارثة الحقيقية ونحن نتمنى أن تجد هذه الأصوات الصدى الكافي لدى بلدية الجوف الموقرة وألا تقذف في مرمى النفايات وإليكم آراء بعض من أهالي مدينة سكاكا ننقلها بكل أمانة وحياد.
وقد كان أول اللقاءات مع المواطن زياد بن إبراهيم الشبيب الذي قال لقد فرحنا كثيراً نحن أهالي مدينة سكاكا عندما بدأ مشروع الصرف الصحي بالعمل وتفاءلنا خيراً لعله ينسينا جزءًا من معاناتنا الطويلة مع سيارات الصرف الصحي ولكن حتى الآن ومع مضي الوقت لم نلمس أي تقدم في هذا وقد بدأت المشكلة تزداد وتظهر أكثر وأكثر في كل (شارع وسكة) فقد ترى الشوارع الداخلية للمدينة تطفو من مياه (البيارات) في كل مكان وكأنها أنهار جارية، وذلك بسبب قلة صهاريج الشفط والتي ندفع لها أكثر من قيمة الماء الذي نشتريه رغم أن المدينة تطفو على بحر من المياه، وكذلك عدم تأمين البلدية لهذه الصهاريج فقد تقف أياماً أو تذهب إلى صاحب (الوايت) وتتوسل إليه أو تذهب إلى السائق في بيته وتدفع له المزيد لكي يخلصك من هذه (الأذية) المستمرة.
وأضاف الشبيب بأن المواطن أصبح يخاف من تفاقم المشكلة وتحولها إلى مشكلة بينية ينتج عنها الأمراض والأوبئة نتيجة لتكون البؤر الملائمة لتكاثر الحشرات مثل الذباب والبعوض وقال إن المواطن قد تأذى شخصياً منه وقد تزيد البلدية من معاناته بتغريمه المال في مخالفة لا يملك لها حلاً.
أما المواطن صالح إبراهيم الدهيمان فقد استغرب ما فعلته بلدية المنطقة وذلك بأن جعلت أجمل الأماكن مكباً للنفايات السائلة والصلبة حيث إن في ذلك تلوثاً للبيئة وتخريباً للرمال الذهبية والتي تعتبر متنزهاً جميلاً يرتاده الكثيرون وقد حُرموا منه نتيجة لانبعاث الروائح الكريهة.
واستطرد الدهيمان قائلاً أما فيما يخص الصرف الصحي فإن مشروع المجاري قد اعتمد قبل حوالي عشرين عاماً ثم تم إلغاؤه مما جعلنا نعيش مأساة حقيقية خصوصاً عند نزول الأمطار واختلاطها بمياه المجاري.
واختتم حديثه بالقول أعان الله أهالي (جوف الحضارات) على ما أصابهم من أمراض بسبب هذه المشكلة الكبيرة.
كما اعتبر المواطن جزاع بن علي العنزي خروج مياه المجاري من المنازل إلى الشوارع، مُشكِّلة أنهاراً ومستنقعاتٍ، أمراً خطيراً وهو بالتأكيد لا يحدث قصداً من معظم المواطنين ولكن ذلك بسبب أزمة (وايتات الشفط).
وقال: إن الشاهد في قوله هو الخطر الداهم الذي يهدد المياه الجوفية جراء تلك المستنقعات حيث إن المنطقة تعتمد على مخزون المياه الجوفية التي تتعرض للتلوث عندما تنفذ إليها مياه حفر الامتصاص وهذا له تأثير كبير ومباشر على صحة أبناء المنطقة ويهدد بحدوث كارثة صحية.
وقال: إنني انطلاقاً من إيماني بوجود هذا الخطر فإنني أناشد المسؤولين في البلدية بوضع حل لهذه القضية.
واستطرد الراشد: لقد أخطأت بلدية الجوف حينما تدخلَّت في حركة صهاريج الصرف الصحي، حيث عرقلت الأمور وتحولَّت شوارع المدينة إلى برك من المياه الآسنة والملوثة، مما ساعد على قيام مشروع التلوث الصحي بدلاً من الصرف الصحي.
وكان آخر اللقاءات مع المواطن موفق الرميح الذي استهل حديثه معنا قائلاً:
لا يخفى على أحد أهمية الصرف الصحي لأي منطقة، وقد بدأ العمل في هذا المشروع مؤخراً ولله الحمد وقد يحتاج إلى وقت ليس بالقصير للانتهاء منه وإنجازه، مما يتطلب لجوء أهالي منطقة الجوف إلى الاستعانة بالسيارات الخاصة بسحب وشفط حفر الامتصاص عند امتلاكها، ولكننا لاحظنا في الفترة الأخيرة وجود أزمة ومشاكل يعاني منها المواطنون بسبب قلة هذه السيارات ولا ندري من المسؤول، فالمواطنون يقضون وقتاً طويلاً قد يصل لعدة أيام حتى يتمكنوا من الحصول على وايت للشفط وبأسعار مضاعفة .
وقد قامت البلدية قبل فترة بسيطة بتغيير المكان الذي تفرغ فيه هذه الوايتات حمولتها إلى الشرق من المنطقة الصناعية الجديدة الواقعة على الطريق الإقليمي وما نتج عن ذلك فيما بعد حيث كانت تصب في أماكن مكشوفة مما يسبب أذى وأضراراً للمواطنين، وقد لاحظنا انتشار وظهور البعوض بكثرة نتيجة لذلك، مما يؤدي إلى انتشار الأوبئة والأمراض الكثيرة التي ينقلها البعوض بالإضافة للرائحة الكريهة الناتجة عن ذلك.
ويقع على البلدية بصفتها الجهة المخولة والمسؤولة مسؤولية كاملة عما يحدث، والمطلوب حل هذه المشكلة بأسرع وقت ممكن قبل أن تستفحل لما تقتضيه المصلحة العامة وبما يرضي الله سبحانه وتعالى أولاً ويرضي المواطنين ثانياً.
وأرى من وجهة نظر شخصية أن يتم فتح مكاتب تشرف عليها البلدية لتسيير وتنظيم عملية الطلب على سيارات الشفط من خلال إعطاء المواطنين أوراقاً تُسجَّل عليها أسماؤهم بالترتيب منعاً للعشوائية والفوضى، كما أرى أن على البلدية أن تعالج مشكلة المكان الجديد المخصص للتفريغ من خلال إنشاء أماكن مخصصة أو برك كبيرة ومحكمة وغير مكشوفة لتلافي السلبيات التي ظهرت سابقاً ومنع تكرارها مستقبلاً.
|