Tuesday 18th May,200411555العددالثلاثاء 29 ,ربيع الاول 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "الاقتصادية"

الهايبرماركت القادم بقوة في قطاع تجارة البيع بالتجزئة الهايبرماركت القادم بقوة في قطاع تجارة البيع بالتجزئة

*سلطان بن محمد المالك:
يشهد قطاع تجارة البيع بالتجزئة للمنتجات والسلع الاستهلاكية على مختلف أنواعها (مواد غذائية، ملبوسات، أجهزة كهربائية والكترونية وأجهزة تقنية المعلومات وغيرها) في المملكة العربية السعودية العديد من التحولات والتغيرات والتوجهات الجديدة من خلال دخول أسماء عالمية جديدة ذات سمعة إقليمية وإمكانيات ومقدرات هائلة وطموح غير محدود. هذا التوجه الحديث سوف يكون له تأثير وبشكل كبير جداً على السوق بشكل عام وعلى المستهلك والتاجر بشكل خاص حيث يتميز هذا القطاع بحجمه الكبير ونموه السريع المستمر.
تلك التحولات والتوجهات الجديدة هي نتاج طبيعي لمجموعة من العوامل المؤثرة مثل معدل النمو السكاني المتنامي، زيادة القوة الشرائية للمستهلكين، زيادة الوعي لدى المستهلكين عن السابق، ميل العديد من المستهلكين إلى الرغبة في التغيير في أساليب الشراء والاتجاه للأساليب الحديثة في التسوق التي توفر متعة خاصة وحرية في التسوق تلبي كل احتياجاتهم ورغباتهم ضمن بيئة تسوق مثالية.
وتأكيداً لما سبق، نستعرض بعض الأمثلة لتلك التحولات الجديدة في السوق السعودي، ففي التاسع من شهر ربيع الأول للعام 1425 هـ تم تدشين وافتتاح أكبر سوق تجزئة في منطقة الرياض خاص بشركة جيان الفرنسية الشهيرة وهو ما يطلق عليه حديثاً هايبرماركت وهذا المصطلح يستخدم لمراكز بيع التجزئة الكبيرة في حجمها التي توفر أكبر قدر ممكن من السلع والمنتجات الاستهلاكية وبأفضل الأسعار وتلبية رغبات العملاء وفقاً لأحدث الطرق الحديثة في عالم التسويق. بمعنى آخر هذا المركز يتيح للمتسوق أن يحصل على جميع متطلباته واحتياجاته من مختلف السلع والخدمات تحت سقف واحد من دون أن يتكبد العناء والبحث والتنقل من محل لآخر. وحسب تصريحات المسئولين في الشركة فإن هذا المركز هو نواة للعديد من الفروع التي تعتزم الشركة افتتاحها في مختلف مناطق المملكة خلال الفترة القادمة. (جريدة الجزيرة 10 ربيع الأول 1425). إضافة إلى هذه الشركة تعتزم شركة كارفور الفرنسية الشهيرة بتجارة التجزئة كذلك الدخول إلى الأسواق السعودية خلال هذه السنة بافتتاح مجموعة من مراكز الهايبرماركت المعروفة معززة تواجدها في منطقة الخليج، حيث لاقت نجاحاً منقطع النظير في السوق الإماراتي. ومن الأمثلة الأخرى، سعي شركة العزيزية بنده إلى التصدي للمنافسة الخارجية القادمة من شركات خارج المملكة وكذلك المحافظة على حصتها السوقية في قطاع تجارة البيع بالتجزئة وذلك بتدشين واحد من أكبر أنواع الهايبرماركت على مستوى المملكة في شمال مدينة الرياض ويتوقع افتتاحه قريباً.
وفي مجال تجارة البيع بالتجزئة للمنتجات الإلكترونية والكهربائية وأجهزة تقنية المعلومات شهدت الرياض في يناير 2003 تأسيس أحد أضخم متاجر البيع بالتجزئة في الشرق الأوسط تحت اسم اكسترا بصالة عرض تبلغ مساحتها 5500 متر مربع وتبعها افتتاح فرع آخر في منطقة جدة مع الاتجاه إلى افتتاح أفرع أخرى في مختلف مناطق المملكة خلال الخمس سنوات القادمة كذلك تم الأسبوع الماضي في مدينة الرياض افتتاح نموذج مميز من شركة ساكو أطلق عليه اسم (عالم ساكو)، كواحد من أكبر المراكز المتكاملة التي تختص بجميع مستلزمات مواد البناء والكهرباء والعدد والآلات.
ولوعدنا بالذاكرة للوراء لوجدنا أن الوضع التجاري السائد قديماً في بلادنا الغالية محدود للغاية حيث تواجد عدد محدود جداً من تجار الجملة والتجزئة التقليديين فيما يطلق عليه ب(السوق) وغالباً ما يكون موقع السوق في وسط البلد، حيث يقصدهم المشتري لشراء احتياجاته اليومية. وفي ذلك الوقت كان لتاجر الجملة دور كبير في الحركة التجارية في مجتمع القرية والمدينة وذلك نظراً لقلة المتاجر المتخصصة والبقالات وعدم وجود ما يسمى حالياً بمراكز التسوق أوالسوبرماركت. ومع تطور أسلوب الحياة المعيشية وتزايد العدد السكاني وكذلك النمو العمراني الكبير داخل المدن بدأت حاجات الناس اليومية بالتزايد خصوصا من يسكن بعيداً عن موقع السوق. فانتشرت البقالات الصغيرة في زوايا الأحياء وعلى الطرق الرئيسية خارج نطاق السوق التقليدي لخدمة احتياجات الناس اليومية التي لاتستدعي ذهابهم إلى سوق الجملة ووسط البلد.
ظهور أول سوبرماركت في السوق السعودي
في بداية السبعينات الميلادية ظهر أول مركز تجاري كبير يطلق عليه السوبرماركت في السوق السعودي، حيث كان الهدف منه توفير أكبر قدر ممكن من البضائع والمنتجات الاستهلاكية للمشتري في مكان واحد وكذلك لجذب الخبراء الأجانب الذين قدموا للعمل في المملكة في ذلك الوقت. ومع مرور الوقت نشط القطاع التجاري وتطورت مراكز البيع وانتشرت البقالات الصغيرة والسوبرماركت والمراكز التجارية الكبيرة في المدن حيث يمكن تقسيم مراكز البيع الحالية إلى ما يلي: بقالة صغيرة، بقالة كبيرة (تموينات)، بقالات الخدمة الذاتية، سوبر ماركت، مراكز جملة لبيع التجزئة، مراكز ومخازن كبرى (Giant Store) وأخيراً القادم بقوة الهايبرماركت.
وعلى الرغم من الانتشار السريع والتوسع الكبير في البيع في التجزئة إلا أن هناك عدداً لا يستهان به من المستهلكين لا يزال يفضل التسوق من محلات الجملة التقليدية ونادراً ما يذهب للتسوق من السوبرماركت (غالباً ما تكون هذه الفئة من كبار السن).
وبنظرة سريعة إلى قطاع البيع بالجملة والتجزئة في قطاع المواد الغذائية خلال السنوات الأخيرة على سبيل المثال، نجد أن السوق السعودي قد شهد منافسة قوية بين العديد من التجار في فتح مراكز تجارية كبيرة محاولة للتنافس فيما بينهم في كسب أكبر قدر ممكن من شرائح المستهلكين. هذه المراكز تأخذ طابع تجارة الجملة ولكن بمستوى متحضر ومتطور حيث تتيح للمشتري الشراء بالجملة أوبالتجزئة بسعر الجملة. هذا النوع من مراكز البيع أول ما بدأ ظهوره في الدول الغربية ويطلق عليها (Cash Carry ). ومن أمثلة هذا النوع من المراكز التجارية والمنتشرة في العديد من المدن السعودية في الوقت الحاضر (العثيم وبنده، بلشرف في الرياض، وطني في جدة، المخازن الكبرى في الدمام وأبها).
المميزات التى تقدمها المراكز التجارية الكبيرة لبيع المنتجات الاستهلاكية: إضافة إلى ما توفره المراكز التجارية الكبيرة للعديد من الأصناف والأنواع من السلع والمنتجات فإنها كذلك تتميز بتقديمها للعديد من المميزات والخدمات الإضافية للمتسوقين التي يمكن إيجازها فيما يلي:
-(منح بطاقات عضوية للزبائن تمكنهم من الحصول على خصومات إضافية عند الشراء)
-التواصل بريدياً مع الزبائن بإرسال بروشورات التخفيضات والمهرجانات بشكل دوري
- توفير بيئة مريحة للتسوق داخل المراكز.
- ترتيب جذاب للبضائع داخل الأرفف.
- توفير خدمات إضافية للمتسوقين مثل ملاعب للأطفال ومقاهٍ ومطاعم خدمة ذاتية.
- توفر مواقف واسعة للسيارات.
- المساعدة في توصيل الطلبات إلى السيارة.
- تقديم وعرض المنتجات بصورة مناسبة وأسعار مغرية وبوسائل مريحة تضمن وصولها للمستهلك بسهولة.
- الارتقاء بخدمات ما بعد البيع من حيث توفير خدمات الصيانة والاسترجاع دون الحاجة لمراجعة الوكيل العام للسلعة في حالة بيع منتجات وسلع كهربائية والكترونية.
- تقديم خدمات التقسيط لجميع فئات المجتمع بإجراءات ميسرة وغيرها الكثير
الأسباب التي ساعدت على انتشار مراكز البيع الكبيرة والهايبرماركت
إن من أهم الأسباب التي ساعدت على انتشار مراكز البيع الكبيرة التي دفعت المشترين بالتالي إلى العزوف أوالإقلال من الذهاب إلى البقالات الصغيرة ومحلات الجملة التقليدية العوامل التالية:
1- تغير نمط التوزيع من قبل المصانع والموردين من توزيع غير مباشر إلى توزيع مباشر لمحلات التجزئة وكذلك للمنازل.
2- تخفيضات الأسعار المستمرة والعروض الترويجية التي قد تكون بشكل يومي، أسبوعي أوشهري.
3- التغير المستمر للعادات الشرائية للمستهلكين وزيادة الوعي العام للمتسوقين.
4- رغبة المستهلك في البحث عن الأفضل والحرية في التسوق.
5- النظر إلى الذهاب للتسوق من المراكز الكبيرة كمتعة وترفيه يتشارك فيه الأب مع أفراد أسرته .
6-تغير تركيبة أفراد الأسرة حيث اصبح الابن ينفصل بذاته بعد الزواج وغاب دور الأب السابق بتأمين احتياجات كل أفراد الأسرة.
7- اتجاه تجار الجملة التقليديين إلى البيع بالتجزئة (تجزئة الجملة).
8- توفر عوامل جذب ومميزات يتم توفيرها للمتسوقين لدى المراكز الكبيرة لا تتوفر لدى تاجر الجملة والتجزئة التقليدي.
9- تزايد خدمات ما بعد البيع مثل التوصيل المجاني والصيانة والاسترجاع والاستبدال.
التصور المستقبلي لتجارة الجملة والتجزئة في بيع المنتجات الاستهلاكية
إن المتتبع لقطاع تجارة البيع بالتجزئة والجملة للمنتجات الاستهلاكية على اختلاف أنواعها وأشكالها يستطيع أن يلاحظ التغير الكبير الذي حدث في هذا القطاع خلال الفترة الماضية وهو ماسبق الإشارة إليه مسبقاً حيث إن الاتجاه الحديث في السوق السعودي يميل إلى التوسع في البيع بتجزئة الجملة وتحول العديد من تجار الجملة التقليديين إلى البيع بتجزئة الجملة كنتيجة طبيعية للتغيرات والتطورات التي حدثت في هذه الأسواق التي من أهمها زيادة حدة المنافسة بين العديد من التجار وتغير العادات الشرائية للمستهلكين. هذه التغيرات والتطورات تقودنا إلى البحث عن إجابة لسؤال مهم يتعلق بمستقبل تجارة الجملة والتجزئة التقليدية والتحديات المستقبلية التي سوف تواجهها بعد دخول مراكز الهايبرماركت بقوة للسوق السعودي!! وفيما يلي نستعرض أهم التوقعات والتحديات المستقبلية لهذا القطاع:
1- من المتوقع أن يتقلص دور تاجر الجملة التقليدي ويقل عدد التجار بسبب زيادة حدة المنافسة القادمة من المراكز الكبيرة المتخصصة في البيع في تجارة التجزئة وتجزئة الجملة.
2- اتجاه تجار الجملة الحاليين إلى التوسع في محلاتهم والبيع بتجزئة الجملة لتدارك أوضاعهم قبل أن يرغموا على الخروج من السوق أواتجاههم إلى الاندماج فيما بينهم لتكوين جبهات محاولة للتصدي للهجوم القادم من المراكز الكبيرة.
3-حدوث بعض الاندماجات بين بعض المراكز الكبيرة الحالية المتخصصة في بيع المنتجات الاستهلاكية بالجملة والتجزئة لمواجهة الشركات الأجنبية الجديدة(الهايبرماركت) التى دخلت للسوق.
4- اتجاه أصحاب المراكز التجارية الكبيرة الحالية إلى إتاحة الفرصة للمشاركة في الاستثمار لكبار المستثمرين من غير ذوي العلاقة.
5- زيادة دخول شركات أجنبية كبيرة ذات أسماء معروفة وذات باع طويل في تجارة التجزئة والجملة لأسواق المملكة في حال انضمام المملكة لمنظمة التجارة العالمية وكأحد نتائج العولمة.
6- حدوث تقلص في عدد البقالات الصغيرة التي ستدفعها المنافسة إلى الخروج من السوق.
7- زيادة اتجاه المصانع والموردين إلى أسلوب التوزيع المباشر نتيجة لتقلص دور الجملة.
8- اتجاه أصحاب الجملة التقليديين إلى زيادة خدمات التوصيل إلى المنازل كأحد الخيارات المتاحة لمواجهة المنافسة من المراكز الكبيرة.
9- اتجاه أصحاب المراكز التجارية الكبيرة إلى زيادة الخدمات المقدمة للمتسوقين وتقديم مزايا أخرى إضافية بسبب زيادة حدة المنافسة بينها وذلك سعياً لكسب أكبر شريحة من المستهلكين.
ما سبق ذكره هي مجرد توقعات تعبر عن وجهة نظر كاتبها قد يجانبها الصواب أوالخطأ تم وضعها من واقع ما حدث من تطورات في هذه القطاعات على المستوى المحلي والدولي خلال الفترة الماضية وغيرها كثير.
وفي الختام، وخلاصة لما تم ذكره نخلص إلى أنه قد حدث تغير ملحوظ في الآونة الأخيرة في تنظيمة تجارة البيع بالجملة والتجزئة للمنتجات الاستهلاكية في السوق السعودي مما ساهم في انتشار المراكز التجارية لبيع المنتجات الاستهلاكية بالجملة والتجزئة ومن المتوقع مستقبلاً زيادة واستمرار التغير والتطور في هذه القطاعات نتيجة لزيادة الوعي لدى المستهلكين وتغير عاداتهم الشرائية.
السؤال المطروح: هل بإمكان تاجر الجملة والتجزئة التقليدي الصمود والاستمرار في ظل التغيرات والتطورات الحديثة في زيادة الاهتمام بنظام التوزيع المباشر للمنتجات الاستهلاكية في السوق السعودي وكذلك في ظل تغير النمط الشرائي للمشترين ودخول عمالقة البيع بالتجزئة (الهايبرماركت) أم أنهم سوف يكونون ضحايا لعمالقة السوق الجدد؟


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved