* الدمام - حسين بالحارث:
اختتمت مساء أمس الاثنين أعمال منتدى الغاز السعودي الأول الذي أقيم في مبنى الغرفة التجارية الصناعية بالمنطقة الشرقية بتنظيم منها وبمشاركة فعالة من قبل وزارة البترول والثروة المعدنية وارامكو السعودية، حيث بدأت فعالياته يوم السبت 26 ربيع الأول 1425هـ (15مايو 2004م) ورعى حفل افتتاحه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز - أمير المنطقة الشرقية -، بحضور ومشاركة معالي وزير البترول والثروة المعدنية المهندس، علي بن إبراهيم النعيمي، وعدد كبير من الضيوف ورجال الأعمال والمستثمرين المحليين والعالميين، من أكثر من 50 دولة.
وقد ناقش المنتدى خلال جلساته ستة محاور رئيسة تناولت اتفاقيات الغاز الجديدة، والبيئية التنظيمية للاستثمار في الغاز، وفرص الاستثمارية الواعدة في قطاع الكهرباء وتحلية المياه والصناعات البتروكيميائية الأولية والثانوية ومشتقاتها المرتكزة في الأساس على وفرة إنتاج الغاز في المملكة كوقود لتلك الأنواع من الصناعات، وناقش كذلك سبل خلق وتهيئة بيئة مناسبة لتمويل مشاريع الطاقة في المملكة، وأخيراً دور خدمات الطاقة في زيادة تفعيل صناعة قطاعات الغاز والبتروكيميائيات والطاقة والتحلية.
فعن اتفاقيات الغاز الجديدة، قدم صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن تركي، المستشار في وزارة البترول والثروة المعدنية في كلمته الافتتاحية لأولى جلسات المنتدى في اليوم الأول، أبرز ملامح تلك الاستراتيجية وأهدافها على المديين القريب والبعيد.
وشاركه في الجلسة متحدثون يمثلون الشركات العالمية الست التي وقعت اتفاقيات استكشاف وإنتاج الغاز مع حكومة المملكة في جنوب وشمال الربع الخالي، عرضوا مجمل رؤى شركتهم وخططها للمراحل المقبلة من الاتفاقيات.
وقد اعتبر سموه في كلمته، ان توقيع تلك الاتفاقيات يمثل أحدث إنجاز في سلسلة مترابطة ومتكاملة من الخطوات والإنجازات التي تهدف الى الاستغلال الأمثل لموارد المملكة من الغاز لدعم الاقتصاد المحلي وتمكينه من المنافسة وتحفيز نمو قطاعات متعددة فيه، وتوفير هذه الموادر لمجالات الاستخدام التي تحقق أعلى قيمة مضافة للمملكة.
وأوضح سموه ان استراتيجية الغاز قد حددت السياسات الرئيسة لتطوير صناعة الغاز ومنها: تعزيز دور القطاع الخاص بدعوة المستمثرين للمشاركة في فرص الاستثمار في جميع مراحل أعمال الغاز على أسس اقتصادية وتنافسية للقيام بدور أكبر في تحقيق النمو لهذه الصناعة.
وقد استهدفت الاستراتيجية - حسبما اشار- قطاعات استهلاكية متعددة مثل صناعة البتروكيميائيات والاسمدة والمصاهر، كما استهدفت تزويد مشاريع توليد الكهرباء وتحلية المياه بالوقود المناسب اقتصاديا وبأقل تكلفة وذلك للإسهام في إنتاج الكهرباء والمياه بأسعار ميسرة للمستهلك مع الأخذ في الاعتبار متطلبات الوفاء بالمعايير البيئية.
وناقشت الجلسة الثانية موضوع البيئة التنظيمية للاستثمار، حيث بحث المؤتمرون، وهم يشكلون مجموعة من التنفيذيين والاقتصاديين في مصلحة الزكاة والدخل، وعدد من البنوك المحلية والعالمية وبيوت الخبرة نواحي إمدادات الغاز ومتطلبات التسعير وضريبة الدخل، وضريبة الاستثمار في الغاز الطبيعي، وتأثير توافر الغاز على الاقتصاد السعودي.
أما بشأن الفرص الاستثمارية الواعدة في قطاع الكهرباء والتحلية، فقد نوقشت خطط التوسع في التوليد الكهربائي وبرامج التنمية من خلال عدة محاور، منها: الطلب على الكهرباء والماء والتوقعات المستقبلية والهيكل التنظيمي للاستثمار الخاص في قطاع الكهرباء، ودراسة لتجربة شركة صدف، وتجربة ارامكو السعودية لمشروعات الكهرباء.
وفي اليوم الثاني من أيام المنتدى تناولت الجلسة الأولى الفرص الاستثمارية الواعدة في قطاع البتروكيماويات الأساسية التي تعد رافداً أولياً من روافد وثمرات مشاريع الغاز الجديدة في المملكة، فقد استعرض عدد من المشاركين يمثلون مراكز إدارية عليا في ارامكو السعودية وسابك وشيفرون وبعض شركات البروكيماويات خطط المملكة لتطوير قطاع البتروكيماويات في العشرين سنة المقبلة وتأثيرها على اقتصاد المملكة.
حيث استعرض رئيس الجلسة الأستاذ خالد الفالح، نائب رئيس أرامكو السعودية للتنقيب، في كلمته النمو الهائل لقطاع البتروكيماويات في المملكة الذي توفر له أرامكو السعودية اللقيم اللازم.
كما ناقش بقية المشاركين في تلك الجلسة الخبرات وآفاق العمل الجديدة لاستثمارات القطاع الخاص، والفرص الاستثمارية المتاحة في عملية التصدير، وناقشوا حجم العرض والطلب على اللقيم لصناعة البتروكيماويات.
وقد اختتمت فعاليات المنتدى بكلمة لرئيس مجلس الغرفة التجارية الصناعية بالمنطقة الشرقية، الأستاذ عبدالرحمن بن راشد الراشد، أعرب فيها عن عميق شكره لكافة الجهات التي شاركت في رعاية ودعم ومساندة أعمال هذا المنتدى، وخص بالذكر وزارة البترول والثروة المعدنية للدور القيادي الذي قامت به خلال الفعاليات والتحضير لها، وكذلك كلا من ارامكو السعودية، وشركة شل ولوك اويل، وبنك الرياض، وشركة عبدالله فؤاد، وشركة عبدالهادي القحطاني واولاده، ما قدم شكره للرعاة المشاركين السبع، والرعاة الإعلاميين، وعبّر عن تقديره البالغ لكل من أسهم في إثراء جلسات المنتدى من اطروحات ورؤى كانت محل استفادة واستلهام للمشاركين في رسم خريطة العمل المشترك والتأطير النظري لبناء منظومة صناعية متكاملة في عصر الغاز تعزز وتدعم اقتصاد المملكة للأجيال المقبلة
وأشار في ختام كلمته الى ان هذا المنتدى سيعقد بصفة دورية لتسليط الضوء على قطاع الغاز والفرص التجارية المتاحة في هذا الإطار.
من جانبهم عبّر المشاركون في أعمال المنتدى عن شكرهم الجزيل للغرفة التجارية الصناعية بالمنطقة الشرقية ووزارة البترول والثروة المعدنية وارامكو السعودية على ما قامت به من جهود شكلت علامة بارزة في نجاح أعمال المنتدى وتحقيقه أهدافه بشكل متميز.
|