دمشق: العقوبات تزيدنا تمسكاً بالحقوق العربية المشروعة
أوروبا تعزز تعاونها مع سوريا نافية وجود أية ضغوط أمريكية

  * دمشق - أف ب:
يمضي الاتحاد الاوروبي قُدماً من اجل التوصل الى اتفاق شراكة مع سوريا دون ان تكبل خطواته السياسات الامريكية المناوئة لسوريا، ونفت رئيسة المفوضية الاوروبية ان تكون واشنطن، التي تفرض عقوبات على سوريا، قد مارست اي ضغوط على المفوضية لمنع تعاونها مع دمشق مؤكدة على استقلالية القرار الاوروبي.
واعلنت مساعدة رئيس المفوضية الاوروبية لويولا دي بلاثيو خلال زيارة الى دمشق ان الاتحاد الاوروبي عازم على مواصلة تعاونه مع سوريا والتوصل الى اتفاق شراكة.
ومن جهة اخرى، نفت بلاثيو خلال مؤتمر صحافي مساء الاحد ان تكون الولايات المتحدة مارست ضغوطا لمنع توقيع الاتفاق بين سوريا والاتحاد الاوروبي، وقالت ان الاميركيين (لم يقولوا لنا شيئا.. لم يمارسوا اي ضغط.. نحن نطبق استراتيجيتنا الخاصة بنا) مجددة التأكيد على ان (رغبة الاتحاد الاوروبي هي انهاء المفاوضات مع سوريا باسرع وقت ممكن لانه لا تزال هناك مسائل عالقة تتعلق باسلحة الدمار الشامل).
وكان الرئيس الاميركي جورج بوش قرر الثلاثاء فرض عقوبات اقتصادية على سوريا التي تتهمها الادارة الاميركية بدعم الارهاب وزعزعة الاستقرار في العراق والسعي الى امتلاك اسلحة دمار شامل.
واكدت لويولا دي بلاثيو المكلفة ملفات الطاقة والنقل في المفوضية في اعقاب لقاء مع رئيس الوزراء السوري محمد ناجي العطري (ان الاتحاد الاوروبي عازم على تعزيز التعاون مع سوريا في اطار اتفاق الشراكة) الذي يجري التفاوض بشأنه.
وفي رد على سؤال حول موقف اوروبا من العقوبات الاقتصادية الاميركية المفروضة على سوريا منذ الثلاثاء قالت المفوضة حسبما جاء في بيان لوفد الاتحاد الاوروبي في دمشق، ان (الاتحاد الاوروبي سيتابع استراتيجية النفس الطويل) مع سوريا.
واعربت لويولا دي بلاثيو عن الامل في ابرام الاتفاق بين سوريا والاتحاد الاوروبي (قريبا).
وسوريا وليبيا هما الوحيدتان من الدول المطلة على البحر المتوسط اللتان لم توقعا بعد على اتفاق الشراكة مع الاتحاد الاوروبي الذي ينص على انشاء منطقة للتبادل الحر اوروبية متوسطية.
وبعد مفاوضات طويلة مع سوريا أدى خلاف بشأن احد البنود المتعلقة باسلحة الدمار الشامل الى ارجاء التوقيع على هذا الاتفاق بعد ان كان متوقعا في مطلع 2004 وجاء في بيان الاتحاد الاوروبي ان المناقشات بين السيدة بلاثيو والعطري وعدة وزراء منهم وزير النفط ابراهيم حداد تناولت ايضا (تطوير التعاون في مجالات الغاز والكهرباء والنقل).
واضاف ان المناقشات تناولت خصوصا مسألة (انضمام سوريا الى شبكة الطاقة الاقليمية) واعتبرت بلاثيو انه (من المُلح ان تسرّع سوريا عملية الاصلاحات الهيكلية واعادة بناء قطاع الطاقة لديها).
واوضحت ان (انشاء سوق اقليمية للغاز هو عنصر استقرار في الشرق الاوسط).
واوضح البيان ايضا ان البنك الاوروبي للاستثمارات وهو مؤسسة مالية تابعة للاتحاد الاوروبي، كان منح سوريا قروضا بقيمة 190 مليون يورو لقطاع الطاقة وخمسين مليون يورو لقطاع النقل.
الى ذلك أدان مجلس الشعب السوري يوم الاحد العقوبات الاميركية على سوريا وذلك خلال جلسة عقدها برئاسة رئيسه محمود الأبرش وحضور رئيس الحكومة محمد ناجي العطري، حسبما ذكرت وكالة الانباء السورية.
ونقلت الوكالة عن الابرش قوله ان العقوبات التي فرضتها الادارة الاميركية بحق سوريا (غير منطقية وجائرة وتشكّل خرقا فاضحا لجميع القوانين والاعراف الدولية).
واكد ان (سوريا ستبقى بقيادة الرئيس بشار الأسد متمسكة بثوابتها على الرغم مما يمارس عليها من ضغوط بهدف ثنيها عن مواقفها القومية حيال جميع القضايا العربية العادلة).
واضافت الوكالة ان (اعضاء المجلس اكدوا ان العقوبات التى فرضتها الادارة الاميركية ضد سوريا لن تزيد سوريا الا تمسكا بالحقوق العربية المشروعة التى تكفلها القوانين الدولية).