رايس التقت قريع وأبلغته شروط واشنطن للتعاون مع السلطة
أربعة شهداء جدد وإسرائيل تدمر المزيد من المنازل لإقامة نفق برفح

  * غزة - رام الله - برلين - بلال أبو دقة - الوكالات:
استشهد أربعة فلسطينيين برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلية التي شرعت أمس في تنفيذ خطة جديدة لعزل مناطق في غزة عن بعضها تحت مزاعم توفير الأمن، وتتضمن الخطة إقامة نفق عميق في جنوب القطاع وتدمير العديد من منازل مواطني المنطقة..
وفي ألمانيا أبلغت مستشارة الرئيس لشؤون الأمن القومي رئيس الوزراء الفلسطيني أن واشنطن مستعدة للتعاون إذا أفلحت الحكومة الفلسطينية في التصدي لما تسميه واشنطن الإرهاب..
وأفاد مصدر أمنى فلسطيني أنه تم العثور صباح أمس على جثامين ثلاثة شهداء قرب معبر المنطار (كارني) شرق مدينة غزة وأحدهما مقطع أشلاء نتيجة إطلاق قذائف الدبابات والآخرون يبدو عليهم أثر إطلاق نار وشظايا قذائف دبابات، (وأوردت كتائب شهداء الأقصى المنبثقة عن حركة اسمي اثنين من الشهداء هما: عبد العزيز غازي الكيلاني (19عاماً) من مخيم النصيرات وسط قطاع غزة والاستشهادي إبراهيم شفيق شاهين (20 عاماً) من مشروع بيت لاهيا شمال قطاع غزة).
وأضافت الكتائب في بيان لها (لقد تمكن الاستشهاديان المجاهدان من اختراق السياج الإلكتروني الصهيوني على حدود 1967، من أجل تنفيذ عملية استشهادية في قلب الكيان المسخ).
وفي الضفة الغربية استشهد محمد حامد (22 عاماً) بنيران الجيش الإسرائيلي خلال توغله في بلدة سلواد قرب رام الله في الضفة الغربية.. وكان جيش الاحتلال قام صباح أمس الاثنين بعملية توغل واسعة النطاق في رفح جنوب القطاع شاركت فيها دبابات وجرافات ومروحيات.
وقالت المصادر إن القوات الإسرائيلية توغلت مئتي متر داخل رفح، وأنها كانت تطلق النار خلال توغلها.. وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن الجيش نشر تعزيزات كبيرة في جنوب قطاع غزة لعزل رفح الواقعة على الحدود مع مصر (للإعداد لعملية واسعة النطاق) فيها.
ونشرت دبابات وآليات ثقيلة مثل الجرافات التي يستخدمها سلاح الهندسة العسكرية ميدانياً في قطاع بين مدينة خان يونس ورفح. وقالت الإذاعة إن هذه العملية تهدف إلى منع نقل أسلحة أو انتقال ناشطين فلسطينيين إلى رفح، حيث يعتزم الجيش شن عمليات بحث لاعتقال فلسطينيين ملاحقين أو تدمير أنفاق تستخدم لتهريب الأسلحة من مصر. وأكَّدت الإذاعة العسكرية أن الجيش الإسرائيلي سيدمر المنازل التي زعم أن قناصة يستخدمونها في رفح.
ورداً على سؤال لوكالة فرانس برس اكتفى متحدث باسم الجيش الإسرائيلي بالقول إن تعزيزات أرسلت إلى قطاع رفح (منذ عدة أيام) بدون أن يذكر أي تفاصيل. غير أن محطة تلفزيون إسرائيلية أفادت مساء الأحد أن إسرائيل ستحفر خندقاً كبيراً في جنوب قطاع غزة من أجل حماية الدوريات العسكرية من الهجمات الفلطسينية وأنها ستدمر من أجل ذلك منازل فلسطينية. وقالت الشبكة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي (خاصة) أن الجيش قرر حفر خندق بعمق عشرين متراً وبعرض ما بين ستين وثمانين متراً على الحدود مع مصر. ولم يتحدد بعد مدى طول الخندق. وأشارت المحطة إلى أنه ما بين هذا (الخندق) والمنازل الفلسطينية الأقرب إليه والمواجهة للحدود مسافة 150 مترا ويجب إزالتها كما سيقام عدد من الجسور لتمكين الجنود الإسرائيليين الذين يشرفون على الحدود من اجتياز الخندق.
وأوضحت المحطة أن هذا المشروع سيؤدي إلى تدمير عدد غير محدود من المنازل التي توصف بأنها غير مأهولة. وأكدت أن مشروع هذا الخندق عرضه يوم الأحد رئيس الأركان الإسرائيلي موشيه يعالون على الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء. ولم يمكن الحصول على أي تأكيد من مصدر عسكري مساء الأحد.
ومن جهة أخرى أعلن متحدث باسم السفارة الأميركية في برلين أن مستشارة الرئيس الأميركي لشؤون الأمن القومي كوندوليزا رايس بدأت أمس الاثنين محادثات في برلين مع رئيس الوزراء الفلسطيني أحمد قريع.
وتأتي المحادثات في أعقاب لقاء بين قريع ووزير الخارجية الأميركي كولن باول في الأردن السبت كان أول اجتماع يعقده رئيس الوزراء الفلسطيني مع مسؤول أميركي منذ توليه منصبه العام الماضي.
وأفاد الممثل الدبلوماسي الفلسطيني في ألمانيا عبد الله فرنجي في مقابلة أجرتها معه إذاعة (انفو راديو) في برلين أمس الاثنين أن اختيار ألمانيا لعقد اللقاء بين رايس وقريع (ليس من قبيل الصدفة).
وأضاف أن ذلك يدل على أن (ألمانيا تدعم عملية السلام في الشرق الأوسط وأعتقد أن الألمان يمكن أن يفعلوا الكثير في المنطقة).
وكانت رايس قالت الأحد عقب وصولها العاصمة الألمانية إنها ستجدد خلال لقائها مع قريع تعهد واشنطن بقيام دولة فلسطينية إذا ما قامت قياداتها بمكافحة ما تسميه (الإرهاب)، على حد قولها.