* بغداد / د.حميد عبد الله:
اتخذت سلطات الاحتلال بالتنسيق مع محافظ كربلاء وأطراف شيعية ممثلة في مجلس الحكم أول خطوة لتطويق ومحاصرة جيش المهدي في مدينة كربلاء من خلال البدء بتحويل جامع المخيم الى مركز صحي لزوار العتبات المقدسة.
وقال احمد الشيباني أحد أعوان مقتدى الصدر ان الجامع المذكور كان المقر الديني الرئيس في كربلاء الذي يرتاده مقلدو السيد محمد محمد صادق الصدر منذ عشر سنوات وهو الجامع الذي يتحصن فيه أنصار مقتدى الصدر في مواجهاتهم مع قوات الاحتلال لقربه من ضريح الإمام الحسين عليه السلام ولاعتقاد أنصار الصدر ان الامريكان لن يجرؤا على قصف ذلك الجامع خشية استفزاز المشاعر الدينية في المدينة.
لكن محافظ كربلاء سعد صفوك قال ان المسجد سيتحول الى مركز صحي يقدم خدماته لزوار العتبات المقدسة مؤكدا ان الوقف الشيعي المسؤول عن إدارة جميع العتبات والمؤسسات الدينية الشيعية في العراق قد وافق على تحويل الجامع الى مركز صحي، فيما تساءل الناطق باسم محمد بحر العلوم العضو الشيعي في مجلس الحكم قائلا :
أليس من الأجدر تحويل هذا الجامع الى مركز صحي خاصة وان زوار العتبات المقدسة ظلوا محرومين من هذه الخدمة طيلة اكثر من 30 عاما؟ الأمر الذي فسره جماعة مقتدى الصدر بانه كلمة حق يراد بها باطل.
الشروع بتحويل جامع المخيم الى مركز صحي تزامن مع قيام قوات الاحتلال بتدمير مؤسسة الصدر الدينية وهي المقر الرئيس لجيش المهدي في كربلاء.
من جهة أخرى أعلن محافظ النجف الجديد الذي عينته القوات الامريكية عدنان الذرفي انه شكل قوة قوامها 4000 عنصر لحفظ الأمن في النجف بالتنسيق والتعاون مع قوات الدفاع المدني والتصدي لاي تحركات مخالفة للقانون في المدينة في إشارة صريحة لانصار مقتدى الصدر.
اما في مدينة البصرة فقد أعلن عضو مجلس الحكم ومحافظ البصرة القاضي وائل عبد اللطيف عن تشكيل قوة من 150 عنصرا لحماية امن البصرة وان هذه القوة تم تجهيزها بأحدث الأسلحة والمعدات مؤكدا ان أحكاما بالسجن مدى الحياة ستصدر بحق كل من يحمل سلاحا غير مرخص في إشارة اكثر وضوحا لجماعة مقتدى الصدر.
في هذه الأثناء قالت عضو مجلس الحكم سلامة الخفاجي ان قوات الاحتلال تسعى لكسب المزيد من الوقت لتفتيت قوة الصدر وتخطط في الوقت نفسه على تحريض الشيعة ضد الصدر الأمر الذي قد يؤدي الى صراع شيعي شيعي.
وقالت الخفاجي: ان هناك مبادرة يقودها عدد من أعضاء مجلس الحكم وعدد من المحامين وأساتذة الجامعات العراقية ورؤساء العشائر لنزع فتيل الأزمة بين الصدر وقوات الاحتلال موضحة ان المبادرة تتضمن 20 فقرة وان الصدر وافق عليها والكرة ما تزال في ملعب سلطات الاحتلال.
لكن جميع الوسطاء الذين اتقيناهم أكدوا ان قوات الاحتلال لا تريد التوصل الى حل سلمي مع الصدر وتسعى الى تدمير جيش المهدي والقبض على الصدر بأي ثمن وهو ما ينبئ بحرب شرسة سيشهدها جنوب ووسط العراق.
|