أفل النجم ولم يأفل.. أفل النجم من دنيانا الفانية.. أستاذنا فهد العلي العريفي ولم يأفل من القلوب المحبة الصادقة لمن عرفه.. وقرأ له في القرب والبعد على امتداد هذا الوطن الغالي.. رحل فهد العلي وعاش ما قدِر له أن يعيش من حياته حافلة بالعطاء الخير.. آمن بالحق وقول الحق.. وإن كان صاحب الحق أحياناً يتكلّف الكثير من التعب والإرهاق المحبط.. ورغم كل ما عاناه ظل كالجبل الصلد.. سلاحه قلمه.. حبر الكثير ووعاه الكثير.. وأعجب به الكثير.. من عرفه عن قرب يدرك مكنوناته.. وعندما يكتشفها سامعه قبل أن يلفظها.. تتسع بسمته تتبعها الضحكة العميقة.. فهد العريفي الذي رحل عن دنيانا.. وودع بكل تجلة وتكريم من جميع الأوساط داخل الوطن ومن عرفوه من خارجه.. لا شك أن الكل يدعو الله له بالرحمة والمغفرة.. إن له من المآثر الحميدة والسمعة الخيرة الكريمة ما تعجز عن وصفه الأقلام.. فهو صاحب القدح المعلى من خلال ما كتب في أكثر من مجال في حب وخير الناس على امتداد هذا الوطن العزيز.. فهو الواضح الصريح.. إيمانه في الثبات على المبدأ الأخلاقي لا يجامل ولا يحابي.. ولا يتزلف.. أكتب هذه الأحرف وكأنه - رغم رحيله- أمامي إما صامتاً أو مستمعاً لكلامي أو مستقرئاً.. حين يصمت لأشياء في امداء عوالمه الروحية.. والنفسية.. وكثيراً ما يطلق الآهة.. ليردد لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم, إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ.
أيها الحبيب ها أنت قدمت إلى العلي العظيم الذي نرجوه أن يتغمدك برحمته.. ويجزيك أحسن الجزاء.. فأنت بحول الله وقوته من أهل الخير.. ومن أرومة خير تحب الخير للناس ما تحب لنفسك.. وكثيراً ما آثرت الناس على نفسك ف (خير الناس أنفعهم للناس) كما قال رسولنا الحبيب عليه أفضل الصلاة والتسليم.
أيها المحب والمحبوب معاً.. رحلت عن عالمنا الفاني.. ولم ولن ترحل مآثرك التي تبقى ما بقي الخيرون في هذه الحياة فها أنت في ذمة الله.. وفي أمانه.. ولن يضيعك الله بحوله وقوته.. بأن يغفر لك.. ويجمعنا بك بدار الكرامة.. دار البقاء.. عند كريم مقتدر جلّت قدرته وتبارك اسمه.. ولا حول لنا ولا قوة إلا به.
عاشق عيسى الهذال - حائل |