عودا على مقال الأسبوع الماضي الذي تناولت فيه الفرق بين الخطاب التأسيسي الذي يقدم مشروعاً عملياً (ديني، سياسي، ثقافي، اجتماعي) يعكس بريقاً حضارياً لقيمنا الدينية يضعنا في الصورة الأفضل لدى الجماهير ويحقق لنا نسبة استجابة أكبر. وبين الخطاب الاحتجاجي الذي ينتهي بانتهاء الحدث، على اعتبار أن لغتنا - الآن - يسمعها العالم في وقت متزامن ويقيمها بجميع أدوات النقد.
أقول ذلك في الوقت الذي نؤكد فيه جميعاً على أهمية التطرق لبعض الأخطاء الفضائية التي أفرزتها العولمة ومناقشتها بخطاب العولمة ذاته، ليكون خطابنا في مستوى المناقشة شكلاً، ومستندا على ثوابتنا مضمونا. فليس من المعقول أن نترك الأساليب الجماهيرية والبرامج المؤثرة لأصحاب الفضائيات الهابطة، لأن أصحاب القيم والمبادىء والأخلاق أكثر حاجة لأساليب الخطاب الجماهيري المؤثر بكامل أسسه وفنونه.
كانت هذه النقطة هي المحور الأساس في المقال السابق مدعومة بأمثلة واقعية من حيث هي خطاب وليس من حيث الأشخاص. ولكن ثمة لبس حصل لدى عدد من الإخوة الأفاضل جعلهم يعقبون على المقالة هاتفياً وبريدياً بصورة جعلتني أوضح محتوى المقالة بصورة أدق.
التعقيبات كانت محل تقديري كونها أتت من إخوة أحترمهم كثيراً قدموها من باب التواصي بالحق والتعاون على البر والتقوى، فلهم مني كل الشكر والتقدير.
ويبقى أهل الدعوة من العلماء الأفاضل محل تقديرنا لجهودهم الكبيرة في إحقاق الحق ، وبيان ما تشابه على الناس من إفرازات العولمة.
|