في مثل هذا اليوم 17 مايو من عام 1943م، بدا للعيان وتكشفت آثار الدمار الشديد الذي أوقعته الغارات الجوية التي قامت بها القوات الجوية الملكية البريطانية في الليلة السابقة (ليلة 16 مايو).
ففي احدى أقوى العمليات الجوية، قامت القوات الجوية الملكية البريطانية بالإغارة على أشهر المناطق الصناعية الالمانية، مما نتج عنه تدمير ثلاثة سدود للمياه، تلك السدود التي تغذي منطقة وادي الرور غرب نهر الراين. كما ادى هذا الهجوم إلى قطع المياه والكهرباء عن احدى المناطق الحيوية لتصنيع الذخائر الحربية.
وقد علق سير اركيبالد سينكلير، قائد القوات الجوية البريطانية، على الأمر قائلاً:(كان ذلك الهجوم دفعة قوية للنصر). يذكر انه تم اختيار اعضاء فريق العمل القائم بالهجوم بكل دقة وبعد خضوعهم لتدريبات سرية ومكثفة لمدة عدة شهور متتالية. اضافة إلى ان القنابل التي استخدمت في الهجوم صنعت خصيصاً لهذه المهمة كي تستطيع اختراق الدفاعات المقامة حول السدود.
جدير بالذكر ان منفذي العملية قاموا بالطيران على مستوى منخفض، أقل من 100 قدم، فوق المياه الالمانية حتى يتمكنوا من اصابة الاهداف بدقة. تمثلت الاهداف في ثلاثة سدود مائية كبيرة، اثنان منها على نهري مون وسورب والثالث على نهر ادير. وقاد العملية القائد جاي جيبسون.
من المعروف ان سدود نهري مون وسورب تتحكم في حوالي 70% من امدادات المياه لمنطقة وادي الرور، وانشئت هذه السدود اساساً بهدف توفير المياه لتلك المناطق اثناء فترات الجفاف في الصيف.
وصف أحد الضباط المشاركين في الهجوم المشهد قائلاً:(نجح القائد جيبسون في اصابة هدفه بدقة حتى ان الانفجار ادى إلى اندفاع المياه إلى أعلى حوالي 300 قدم في الهواء. ولم يدمر السد إلا بعد القاء القنبلة الثالثة). كما نجحت العملية في تدمير سد ادير، أكبر السدود الأوروبية، وتسببت في اغراق الكثير من المصانع والمنازل ومحطات توليد الطاقة.
|