في مثل هذا اليوم 17 مايو من عام 1990 وفي محاولة لثني ليتوانيا عن اعلان استقلالها عن الاتحاد السوفيتي، قام الرئيس السوفيتي جورباتشوف بمقابلة رئيس الوزراء الليتواني كازيميرا برونسكيني.
ومن المعروف ان ليتوانيا خضعت للسيطرة السوفيتية منذ عام 1939 واستمرت تحت الحكم السوفيتي لما يزيد على 50 عاماً.
في عام 1989، رفض جورباتشوف الاعتراف بميثاق برجنيف، ذلك الميثاق الذي تم اعلانه عام 1968 لتبرير التدخل العسكري السوفيتي للقضاء على أي حركة مضادة للحكومة الشيوعية في أي دولة تابعة للاتحاد السوفيتي. وقد جاء هذا الرفض من قبل جورباتشوف لتحسين العلاقات المتوترة بين بلاده و دول أوروبا الشرقية.
اما في ليتوانيا، فقد فسر زعماء الحركة الوطنية بها اعلان جورباتشوف على انه موافقة ضمنية منه على استقلال الدول التابعة للاتحاد السوفيتي.
وبالتالي اعلنت ليتوانيا استقلالها في الحادي عشر من مارس من عام 1990.
لكن جورباتشوف لم يكن ينوي الاستغناء عن أي من جمهورياته، لذلك اجتمع ورئيس الوزراء الليتواني في السابع عشر من مايو لمناقشة الوضع.
وقد اوضحت المحادثات ان ليتوانيا لا تنوي التفريط في استقلالها. بعدها بدأ الاتحاد السوفيتي في فرض عقوبات اقتصادية ضدها، كما شن هجوماً عسكرياً في يناير عام 1991.
وكان للصراع السوفيتي الليتواني اثره الكبير على الساحة الدولية، حيث سارعت الولايات المتحدة الى وقف مساعداتها الاقتصادية للاتحاد السوفيتي. فشلت كل الجهود السوفيتية لاسترداد ليتوانيا، وبحلول ديسمبر من عام 1991، كانت قد استقلت إحدى عشرة جمهورية من جمهوريات الاتحاد السوفيتي، وشكلوا معاً اتحاد الجمهوريات المستقلة، الكومنولث. بعدها ببضعة اسابيع، قدم جورباتشوف استقالته.
|