Monday 17th May,200411554العددالأثنين 28 ,ربيع الاول 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

التهاب الأنف التحسسي التهاب الأنف التحسسي
د0 أحمد حسن قعقع ( * )

لابد وأنك مررت بصديق أو قريب أو حتى عانيت من هذا المرض شخصياً؛ لكثرة انتشاره, وخاصة في هذا البلد. ويقسم التهاب الأنف التحسسي إلى قسمين:
فصلي، ويظهر غالباً بين الانتقالات الفصلية؛ حيث يتعلق بغبار الطلع.
سنوي، ويظهر على شكل رشوحات متكررة على مر السنة، وهو شائع جداً.
أكثر المواد المثيرة للتحسس:
الغبار المنزلي بالدرجة الأولى, الصوف والريش للحيوانات المنزلية الأليفة, الروائح والمستنشقات, غبار الطلع والأعشاب مع أبواغ العفن, وكذلك قد يمكن لأي مادة أخرى أن تثير تحسساً عند بعض الأشخاص.
وبشكل مختصر، إن الأساس في التهاب الأنف التحسسي هو تفاعل بين المواد المحسسة مع المعقد المناعي (IgE), وذلك على بعض الخلايا المعينة (mast cell) بالقرب من الغشاء المخاطي للأنف, وهذا يؤدي لتحرر عدد من الموادالوسيطة الكيمائية, مؤدية لأعراض تحسسية في الأغشية المخاطية التنفسية.
وكذلك هناك بعض العوامل المساعدة على التحسس, حيث يكون للوراثة والعوامل الغدية، وخاصة الاضطرابات الهرمونية عند النساء, وأيضاً العوامل النفسية والعوامل الإنتانية دور لا يستهان به.ونتيجة لهذا التحسس وتحرر المواد تحدث تبدلات على مستوى الغشاءالمخاطي الأنفي؛ مثل تسمك الغشاء المخاطي, وسيلان غزير من الأنف, مع احتقان وعائي.
مع استمرار الحالة، خاصة التسمك بالغشاء المخاطي, نجد انتقال المشكلة إلى الجيوب الأنفية, وهذا ما يسمى التهاب الجيوب التحسسي. وأيضاً بعد فترة أطول من استمرار التحسس يحدث فرط تصنع وزمي بالغشاء المخاطي مؤدياً لتشكل البوليبات الأنفية.
لا بد من التكلم ولو بشيء من الاختصار عن (السليلات الأنفية polyps), وهي عبارة عن كتل داخل الأنف تخرج من مخاطية الأنف نتيجة لاستمرار توزم الغشاء المخاطي, وتكون هذه الكتل رخوة معنقة تتدلى بالأنف وتسده, متحركة وغير نازفة, وقد تأخذ أحجاماً مختلفة, وغالباً ما تكون بالجهتين, وفي أغلب الحالات تترافق مع ضخامة بقرينات الأنف.
لنعد قليلاً ونستذكر معاً أهم الأعراض المرافقة لالتهاب الأنف التحسسي, والتي تتلخص بنوبة عطاس فجائي (15-20) مرة؛ حيث يحاول الشخص الخروج من الغرفة, الحكة والسيلان الغزير, تترافق مع نقص بحاسة الشم والذوق.إن تشخيص المرض يكاد يكون سهلاً على طبيب ذي خبرة؛ حيث يتم التركيز على القصة السريرية والسوابق التحسسية, وطبيعة المهنة, ويعتمد أحياناً على إجراء بعض الاختبارات التحسسية لمعرفة طبيعة المواد المحسسة.
أما العلاج فيكون بالأساس وقائياً وعرضياً؛ حيث يطلب من المريض الابتعاد عن السبب المحسس؛ مثل (الغبار، الحيوانات الأليفة, غبار الطلع، بعض الروائح، مع تجنب بعض الأطعمة). غالباً نلجأ للعلاج الدوائي مثل مضادات الهيستامين وتطبيق الكورتيزون الموضعي، وأحياناً يستعمل الكورتيزون بالطريق العام. وفي حالة ضخامة القرينات التحسسي أو وجود السليلات الأنفية polyps يكون للجراحة دور مهم؛ حيث تستخدم الأجهزة الحديثة والجراحات التنظيرية وحتى الليزر للتخلص من ضخامة القرينات والبوليبات الأنفية مع تنظيف الجيوب الملتهبة.
ولا بد أثناء التكلم عن التهاب الأنف التحسسي أن نذكر وبشيء من التفصيل (التهاب الأنف الوعائي الحركي)؛ لما له من تشابه كبير بينه وبين التحسس. وآلية هذا الالتهاب ناتجة عن اضطراب التوازن الوعائي الحركي للغشاءالمخاطي الأنفي، ومن أهم الأسباب: عوامل وراثية, إنتانية, نفسية, عاطفية, ظاهرة الشدة stressphenomena, غدية، وخاصة أثناء البلوغ, الطمث الحملي, وأيضاً التنبهات الجنسية (التهاب أنف شهر العسل), والتقدم بالسن. ومن العوامل التي تزيد الأعراض وجود انحرافات الحاجز الأنفي التي تزداد وذلك بسبب احتقان الأنف, وأيضاً للأسباب الدوائية دور مهم.
أما الأعراض فهي مشابهة لالتهاب الأنف التحسسي: عطاس شديد, سيلان أنفي، وخاصة سيلان أنف خلفي, انسداد أنف متناوب، وخاصة أثناء الاضطجاع والنوم. وبالفحص نشاهد زيادة في الاحتقان على مستوى الغشاء المخاطي مع ضخامة القرين السفلي.
أما العلاج فيعتمد على مضاد الهيستامين والأدوية الحاوية على الكورتيزون, أما استعمال القطرات الأنفية المقبضة الموضعية فهي تفيد بالبداية, ولكن مع مرور الزمن يزيد من الاحتقان والضخامة، وندخل في التهاب الأنف الدوائي, ويصبح للجراحة دور مهم في هذه الحالات, وذلك إما بكيِّ القرينات أو خزعها.
مما تقدم نجد أن هذه الأمراض مزعجة, ولكنها بسيطة إذا تمت السيطرة عليها بالنصائح الطبية والعلاج الدوائي, وذلك باستمرار مراجعة الطبيب المختص, ولكي لا نصل لمراحل متقدمة مزعجة، وقد نحتاج للجراحة.

( * ) إخصائي أمراض الأنف والأذن والحنجرة


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved