استمرت حرب قبيلتي داحس والغبراء أربعين عاماً.. بينما حرب الأهلي والاتحاد مستمرة منذ سبعين عاماً.. ولم تنته إلا بلسان خريش عندما قدّر الله عليه ثم لطف به على يد طبيب الأهلي الذي أخرج لسانه من قصبته الهوائية ولله الحمد.. وكان ذلك نتيجة الدخول العنيف من كريري على زميله خريش.. كما رأى الجميع.. تلك الإصابة متوقعة في ملاعب كرة القدم.. فماجد عبدالله وعدنان عبدالشكور من فريق النصر قد تعرضا لموقف مماثل.. بل ان عبدالشكور خرجت الدماء من عيونه إثر الضربة القوية من لاعب الاتحاد آنذاك المغربي (بهجة).. وكذلك انتقل الى رحمة الله اللاعب التونسي الكبير (ابن رخيصة) عندما بلع لسانه في ملعب المزة ونقل الى المستشفى دون أن يقوم أحد بإخراج لسانه فتوفي في سيارة الاسعاف - رحمه الله -.. فالحالات كما نرى متكررة ولكنها خطرة.. فالحد الزمني المتعارف عليه لانقاذ المصاب ببلع اللسان هو اربع دقائق فقط لنزع لسانه من حلقه او سيتعرض للوفاة الفورية.. ولذا نحمد الله تعالى على نجاة ماجد عبدالله وعدنان عبدالشكور واحمد خريش.. ونبتهل الى الله تعالى ان ينجي الجميع من مثل هذه الإصابات القاتلة.. ثم نتوجه للاعبين مذكرينهم بمخافة الله في زملائهم من اللعب الخشن والعنيف.. وتعمد إصابة الآخرين.. ولنتذكر نهاية كل لاعب خشن كيف صارت دون ذكر أسماء.. فالله تعالى يمهل ولا يهمل.
نعود الى حرب داحس والغبراء.. او الاتحاد والأهلي.. فالأهلاوي في نظر بعض الاتحادية هو من كوكب آخر.. والاتحادي في نظر بعض الأهلاوية هو من بلاد واق الواق.. مع أنهم يعلمون تمام العلم أنهم أبناء وطن واحد وكثيرا منهم أبناء أسرة واحدة.. وان التنافس يجب ألا يتعدى أرض الملعب.. ومع ذلك فهل أفاق الاتحاديون على رقي الأهلاويين وإنسانيتهم؟!!.. فالأهلاويون أثبتت المواقف عبر الأزمنة والعصور بأنهم قوم راقون.. ولا جدال في ذلك.. كما أن رقيهم ليس مصطنعاً بل هو رقي حقيقي.. يعايشه الأهلاويون ويمارسونه في الرياضة وفي حياتهم الخاصة والعامة.. لذا كان الموقف المشرِّف من لاعبي الأهلي وإدارييهم وجهازهم الطبي في أرض الملعب وكذلك جماهيرهم في المدرجات محل تقدير واعجاب الأوساط الرياضية والاجتماعية لكل من رأى المباراة او سمع بها.. فليس بالمستغرب على الأهلاويين هذا السلوك الراقي.. وصدق صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب عندما أطلق على النادي الأهلي لقب النادي الراقي.. وهذه شهادة يضعها الأهلاويون عنواناً في ملعب الأمير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز في النادي الأهلي السعودي.
(فشة) خلق!!!
بول وسعيد مذيعان في فضائية عربية.. ويقدمان برنامجا اسبوعيا عن الرياضة في الوطن العربي.. وكان البرنامج في بداياته رياضيا.. ولكنه تحوّل بقدرة قادر الى دكان يبيع بضاعته في الأسواق السعودية فقط.. فقد وجدا (سعيد وبول) اننا ارض خصبة للتعصب الرياضي.. وان الكثير منا لا يجدون ما (يفشون خلقهم فيه) غير برنامج بول وسعيد.. فتطور من اتصالات بعض المشجعين المتعصبين لدينا الى (محبة) لكل من أراد ان ينفِّس عن نفسه وبلغة سعيد وبول (يفش خلئه).. وفشة الخلق هذه لا تأتي كرما منهما وإنما لكل (فشة) ثمنها.. فهناك فرق بين كل (فشة) و(فشة).. فتحسب الفشة حسب (المتفشفش).. أو لمن غابت عنه أضواء الإعلام فبول وسعيد على استعداد تام للخدمة.. فإذا لم يتمكن الذي يود (فش خلقه) من الحضور الى لبنان فهما يحضران اليه.. المهم كل شيء وثمنه واتعابه.. فلا يوجد لديهما شيء من الكرم او النخوة.. بل رزق أتاهما من السماء لم يكونا يحلمان به.. فالبرنامج لم يعد يتعدى انتقاص هذا من ذاك.. وزيد يهاجم عبيد.. وكل ذلك على الفضاء مباشرة.. وأصبح برنامجهما يقتات على فتات موائد مماحكاتنا وتعصبنا وضيق أُفقنا.. فياعيباه من ذلك.. نترك بتال القوس.. ونذهب الى سعيد وبول.. ولكن يبدو أن زامر الحي لا يطرب!!!
نبضات!!
* في الوقت الذي تعتبر فيه أمانات الاتحاد هي الجهة المساندة للعبة.. إلا ان أمانة اتحاد الكرة لدينا في وادٍ وأنديته في وادٍ آخر فإلى الآن لا تعلم الأندية كافة عن صحة اقتصار مشاركة اللاعب الأجنبي على لاعب واحد من عدمه؟!!
* رئيس النادي العاصمي ينتظر إشارة الشخصية (الداعمة).. بالدعم المعتاد من عدمه للاستمرار في الرئاسة او التنحي بعد ان أصبح هذا التنحي مطلبا جماهيريا من قِبل جمهور ناديه كما يقول كتّاب وصحفيو ناديه!!
* باسم اليامي كان في أحداث مباراة الأهلي والاتحاد الأخيرة علامة استفهام ولن اصفه بغير ذلك.. فكل من في الملعب وخلف الشاشات في حالة حزن حقيقية.. واليامي في حالة هيجان غير مفهومة ولا مبررة أساء بها الى ذلك الجو الذي يعبق بالإنسانية والصدق!!
* الزعيم (بيّض الوجوه) في أرض الكنانة.. فتعادله مع الزمالك هناك اعطى الانطباع الحقيقي عن زعيم البطولات السعودي.. كما أن بصمات التونسي العجلاني قد ظهرت.. وبالتوفيق والسداد للزعيم في البطولة الآسيوية.
* اتهام الدكتور عبدالله الجوهر بأنه هلالي لتبرير عدم خضوع لاعبي النصر الحارثي والحقباني للكشف عن المنشطات.. هو أقبح الأعذار في القضية برمتها.. وقليل من الحياء أصرف وأستر!!
* في المربع الذهبي.. سيتأهل الشباب للمباراة النهائية بعد ان تستنزف مباراة الهلال والأهلي كل قوتهما.. بينما سيلتهم الاتحاد المستريح الشباب.. هكذا يقول المنطق.. ولكن للكرة احيانا منطقاً مخالفاً وغير متوقع!!
* بالتأكيد هناك آخرون اتمنى لهم كل خير.. فقط أتمنى لو كان بوسعهم ان يكونوا أفضل!!
خاتمة!!
يقال إن الحية أخرجت رأسها مرة أخرى.. لتنفث سمومها عليك يا وطني وعلينا.. فاللهم اطفئ نار من شبّ لنا ناره.. واكفنا همّ من أدخل علينا همّه، وادخلنا ووطننا الغالي في درعك الحصين، اللهم من أرادنا بسوء فاجعل دائرة السوء تدور عليه، وارم نحره في كيده، وكيده في نحره.. وحسبنا الله ونعم الوكيل.
|