سعادة رئيس تحرير صحيفة الجزيرة .. الموقر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:
تابعت باهتمام ما تناقلته وسائل الإعلام المقروءة مؤخراً، وفي مقدمتها صحيفتكم حول قرار معالي وزير الصحة بتمديد ساعات الزيارة للمرضى في المستشفيات الحكومية، وتابعت ما كتب عن هذا القرار في الصحافة اليومية من الإخوة القراء ما بين مؤيد لذلك القرار، وما بين متحفظ ومعارض ذاكرين أسباباً لذلك، كما تابعت ما كتبه قراء هذه الصحيفة حول هذا القرار.
وكوني واحداً من أبناء هذا الوطن يهمه مصلحة وطنه ومواطنيه، أحببت أن أبدي وجهة نظر شخصية حول قرار معالي وزير الصحة بتمديد فترة الزيارة للمرضى بالمستشفيات الحكومية.
أقول: إنه يبدو أن لمعالي الوزير وجهة نظر خاصة حول هذا القرار ونعرف يقينا أن هذا القرار لم يكن عشوائياً البتة، بل لابد أنه قد خضع لدراسة مستفيضة.
كذلك لا يعني صدور مثل هذا القرار بأنه لا رجعة فيه ولا يوجد مجال لإعادة النظر حوله عموما، نحن كمواطنين من حقنا أن نبدي وجهة نظر في ذلك لكون هذا القرار متعلقا بنا من ناحية، ومتعلقا بمرضانا من ناحية أخرى، أود أن أذكر أن تلك الفترة المخصصة لزيارة المرضى هي فترة طويلة جداً جداً قياسا على السابق، وذلك لاشتمالها على فترة القيلولة وفترة العصر، وفترة المغرب وفترة بعد العشاء، ففي هذه الفترة التي ستكون المستشفيات أشبه ما تكون بمراجعين لدائرة حكومية ما، أو ما شابه ذلك من كثرة الزائرين وإرباك الطاقم الطبي في المستشفيات بسبب هذه الزيارة الطويلة، أيضاً خلال فترة الزيارة الطويلة هذه متى سيكون للممرضين والممرضات فرصة لإعطاء المرضى المنومين علاجهم والإشراف عليهم، علما أن بعض المرضى يحتاج لمتابعة متواصلة، وكيف سيكون للأطباء المشرفين على حالات المرضى الالتقاء بمرضاهم خلال فترة هذه الزيارة الطويلة.
كما أنه من المعلوم لدى الجميع أن الغرفة الواحدة في المستشفيات تتسع لأكثر من خمسة مرضى، وكل هؤلاء المرضى تختلف حالاتهم عن الآخر، فمنهم الذي حالته خفيفة، ومنهم الذي حالته متوسطة، ومنهم الذي حالته خطيرة نوعا ما وتستدعي الراحة التامة وعدم الازعاج، فكيف سيواجه هؤلاء المرضى هذه الزيارة الطويلة، قد يقول قائل: إن بعض المرضى يريد أن يكون على اتصال مباشر مع أهله نظراً، لأن حالته خفيفة، ويريد الحديث والاجتماع مع أهله على مدار الساعة لتمرير الوقت الطويل بالمستشفى فأقول: إن هذه المستشفيات لم توضع لذلك، وإنما وضعت لزيادة ارتباط المرضى مع الأطباء المشرفين عليهم على مدار الساعة كي يسهل على الأطباء متابعة حالتهم أولا بأول.
كما أود أن أعلق على جزء من قرار معالي الوزير حيث تم السماح للأطفال بزيارة ذويهم في المستشفيات، وأنه ليس هناك محذور طبي يمنعهم من ذلك! إنني أوافق هذه الفقرة من ناحية وأخالفها من ناحية أخرى، فموافقتي لها هو انه صحيح ليس هناك محذور طبي يمنع الأطفال من زيارة ذويهم في المستشفى، ولكن هناك مانع اجتماعي يمنع الأطفال من زيارة ذويهم في المستشفى، فمن يضمن لنا المحافظة على أطفاله داخل أروقة المستشفى خلال فترة هذه الزيارة الطويلة؟.. من سيضمن لنا عدم تسكع أطفاله داخل ممرات المسشفيات وإزعاجهم للمرضى في كل الغرف بالإضافة لإرباكهم للطاقم الطبي انه من سابع المستحيلات أن كل الاسر ستستطيع المحافظة على أطفالها داخل أروقة المستشفيات، وبناء على ذلك إنني عبر صحيفة الجزيرة هذه الصحيفة المباركة أناشد معالي وزير الصحة أن يعيد النظر في هذا القرار ولو من ناحية واحدة، وهي زيارة الأطفال للمستشفيات، فحبذا أن تكون زيارة الاطفال للمستشفيات في فترة محدودة جداً تقدر بساعة أو ساعة ونصف دون الزيادة، وذلك حرصا على راحة المرضى في كل وقت، وكي يتمكنوا من مشاهدة أطفالهم في كل يوم وفي وقت محدد.
لذلك آمل أن يجد هذا الاقتراح تجاوبا من مقام وزارة الصحة وعلى رأسها معالي الوزير الذي لا يألو جهداً في سعيه الدائم على الرقي بوزارته في كل ما هو صالح للوطن والمواطن.
ختاما أشكر لكم يا سعادة رئيس التحرير تفاعلكم مع هذا الموضوع وإظهاره بين طيات صفحات الجزيرة.
عمر عبدالرحمن الربيعان
|