Monday 17th May,200411554العددالأثنين 28 ,ربيع الاول 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

كفى عبثاً كفى عبثاً
عثمان بن عبد الله بن مسفر آل عثمان



كَفَىَ عَبَثَاً، دُعَاَةَ الْبَغْيِ جَهْرَا
فَإِنَّ زَمَانكمْ للِعارِ ذكرى
لَكُمْ في كُلِّ ضِلْعٍ مِنْ بلادي
دَمَاْرٌ يَجْعَلُ الأَلْبَابَ حَيْرَى
أرقتم في ريَاضِ الْعزِّ أَمْنَاً
وَجَرَّعْتُمْ عِبَادَ اللهِ صَبْرا
بَلَوْتُمْ أُمَّةَ التَّوحِيدِ طُرَّاً
وَمَا اخْتَطْتُمْ مِنَ العَلْيَاءِ شبْرَا
جَنَيْتُم مَا وَجَدْتُم غَيْرَ شَوْكٍ
وأعطيتم مَعَ الإرْهَاقِ وزْرَا



وَقَفْتُم في مَهَبِّ الرِّيْحِ طَوْعَاً
بأَجْسَادٍ تَظُنُّ الثَّوْبَ يَذْرَى
فَمَا تَرَكَتْ عَوَاصِفُهَا قِلاعَاً
تُصيِّرُهُا فُتَاتَاً عَادَ قَفرَا
وتجْعَلُ جَمْعكُم أعْجَازَ نَخْلٍ
وَصَافِي مَائِكِمْ طيْنَاً وَكَدْرَا
فما ظَنِّي بمَنْ يُعْلي بنَاءً
وَيَهْوَى الْمَجْدَ أو يبْغيْهِ فَخْرَا
يَظَلُّ على طَرِيْقِ التَّيْهِ يَمْضِي
ويُخُفِي عَنْ رِفَاقِ الدَّرْبِ سرَّا



نِسِيْتُمْ قَولَ طَهَ في حَدِيْثٍ
يَحُثُّ الصَّحْبَ إرْشَاداً وَأمْرَا
وَمَا وَصَّى بهِ الصِّدِّيْقُ جُنْداً
بلِيْنِ القَوْلِ في الْعُسْرَى ويُسْرَى
أمَا في الْوسْعِ للْفَارُوْقِ يَقْضِي
بهَدْمِ الدَّيْرِ إرْغَامَاً وَجَوْرَا؟
وَيَأمُرَ كُلَّ مَنْ قَبَضَتْ يَدَاهُ
مِنَ الرُّهْبَانِ مَالاً أنْ يَقُرَّا
وَلَكِنْ لَمْ يكنْ في الشَّرْعِ حَيْفٌ
يَحُفُّ الْعَدْلُ مَمْلُوكَاً وَحُرَّا



بَلَغْنَا ذُروة التاريخ شَأْنَاً
وَصَارَ الْعَزْمُ للعلْيَاءِ جسْرا
فَتَحْنَا الْهِنْدَ مَا عَثِرِتْ خطانا
كَسْبَنَا الْحَمْدَ يَاقُوتَاً وَدُرَّا
وَأَوْردْنَا الينابع صَافِيَاتٍ
مِنَ الأَجَنَاسِ رُوْمَانَاً وَغَجْرَا
سَمَاحَةُ دِيْنِنِا تَأْبَى حَيَاةً
يُؤَرِّقُهَا ظَلامُ الْجَهْل فِكْرَا
أَمَا كَانَتْ حَضَارَتُنَا شُعَاعَاً
يُنِيْرُ الدَّرْبَ للسَّاريْنَ سَحْرَا؟



أيفنى الْمُسلْمِوُنَ؟ وَمَا أُرَاهُمْ
دَعَوْا صنَمَاً وَزَادُوْا نار كسْرَى
أَيُرْمَى الآمنون بكُلِّ ثَغْرٍ؟
وَفِيْهِمْ يُحْدثُ المْعَتُوهُ كَسْرَا
وَيَقْتُلُ مِنْهُمُ طِفْلاً رضيعاً
بنارٍ ألهبت خَدَّيْهِ جَمْرَا
يُحَالُ الْبَيْتُ بَعْدَ الزَّهْوِ كَوْمَاً
وَأَنْقَاضَاً، وَيُمْسي الْعَيْشُ مُرَّا
وَيَبْقَى مِنْ حُطَامِ النَّفْسِ زَفْرٌ
وَآهَاتٌ صَلَيْنَ الصْدْرَ سَقْرَا



وَلَمْ تَسْلَمْ مِنَ الإرهاب بنتٌ
ذَرَتْ لُعَبَاً، وَحَظَّاَ كَانَ وَهْرَا
تُنَادي مَنْ يَمُدُّ لَهَا يَدَيْهِ
لِيْنْقِذَهَا، جِدَارُ السُّوْر خَرّا
تَرَاهَا الأُمَّ في رَمَقٍ أخيْرٍ
فَتنْدُبُ حَظْهَا وَتَصِيْحُ بكْرَا
أَعِيدُوهَا إلَيَّ فَحضْنُ صَدْرِي
سَيَحمِيهَا غَدَاةَ الْوَبْلِ قُرَّا
وَيَجْعَلُهَا بَعيْدَاً عَنْ مَنَالٍ
لِوِجْدَانٍ أصِيغُ الْحُبَّ شِعْرَا



زَعَمْتُمْ أَنَّكَمْ للِْحَقِّ عَوْنٌ
وَأَنْتُمْ سُبَّةٌ للِدَّيْنِ دَهْرَا
فَكَمْ صَرَفَتْ حَمَاقَتُكُمْ فِئَامَاً
وَأَخْفَتْ عَنْ سَمَاءِ الْكَوْنِ بَدرا
تُلَطِّخُ مِنْكُمُ الأَيْدي بجُرْمٍ
وَلَنْ تنْقَى وَلَوْ غُسِلَتْهُ شَهْرَا
أَيُعقَلُ أنْ يَصُوْنَ الذَّئْبُ عَهْدَاً
وَقَدْ أبْدَى لِكُلِّ الْخَلْقِ شَرَّا؟
وَكَشَّرَ عَنْ نِيَابِ الْحِقْدِ غلاً
فَمَا اسْطَاعَ الْبَغِيْضُ الْعَفْنُ سِتْرَا



عَرَفْناكُمْ لُصُوصاً مِنْ تَتارٍ
تَسُوْمُ النَّاسَ تَعْذيْبَاً وَنَحْرَا
وَتَفْتِكُ بالْعَذَارَى الْمُحْصَنَاتِ
سُرِقْنَ الْيَوْمَ إعْفَافَاً وَطُهْرَا
حُصُوْنٌ قَدْ تَهَاوَتْ، يَا لَقَوْمي
لِحَرْبٍ أُضْرِمَتْ كَرَّاً وَفَرَّا
وَإِرْعَابٍ وَتهْدِيْدٍ وَقَتْلٍ
يَطَالُ الطائفيْنَ الْبَيْتَ سَيْرا
وَمَنْ يَهْوَى بطَيْبَةَ كُلَّ أُنْسٍ
فَقَدْ فَاحَتْ بهَا النَّسَمَاتُ عِطْرَا



تُظَنُّوْنَ الدِّيَارَ ديَارَفِسْقٍ
وَيَعْمُرُهَا لُهَاةُ اللْيَلِ سَكْرَى
وَيُعْفَى الْبَغْيُ فيْهَا مِنْ سُؤَالٍِ
وَيحَظَى بالحَمَايَةِ لا يُعَرَّى
وَيَنْطِقُ بالْبَذَاءَة لاَ يبالِي
غَرُوْرُ النَّفسِ بالألحَانِ نَبْرَا
وَيُوْتَى بالْغَوَانِي عَارِيَاتٍ
فَيَنْشُرْنَ الرَّذيلَةَ والسُّفُوْرَا
وَيَجْعلْنَ اللْبيْب بلا حراكٍ
وَيَجْرُرْنَ القََويَّ لَهُنَّ جَرَّا



ولَوْ عَلِمَ الْمُغُوْلَ بأَنَّ عَارَاً
سَيَلْحَقُهُمْ لَمَا اقتْرَفُوهُ غَدْرا
وَمَا اجْتَرَءوا عَلَى الأرْوَاحِ ضَيْمَاً
ومَا عَادُوْا جَمَاعَاتٍ وَفَرْدَا
ولَو ذاقوا لِحُبِّ الْخِيْرِ طَعْمَاً
لَمَا سَالَتْ دُمُوْعُ الْعَيْنِ بَحْرَا
فهُبُّوا يا بَني الإسْلامِ حقَاً
وَرُدُّوا عن حياضِ الدين كُفْرَا
ألا فَانْضُوْا صَوَارِمَكُمْ جَمِيْعَاً
وكُوْنُوا للِجهَادِ الحَقِّ ذُخْرَا


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved