بالاحتكاك مع عدد من الناس، تلوح من بعض ملامحهم آثار النوم أو العمل دون مساس للماء لتمريره على الوجه ما خلا المضمضة المعتادة بعد الأكل أو الشراب، ومسحة خفيفة على ظاهر الوجه والكفين. ثم يأتي السؤال عن الصحة، فيجيب الواحد من هؤلاء: بخير وعافية وسعد!! في حين تبدو أسنانه غير لامعة أو مصفرة من أثر الأكل والدخان الذي يسوِّد بعض الضروس والأسنان أحيانا! إن صحة الأسنان واللثة وطهارة الوجه من صحة جسد الإنسان وعافيته. لا يهتم بها بعض الناس من أفراد الأسرة والمجتمع. وهذا الشأن من الظواهر السلبية ذات الأثر المشين بالحالة الصحية والجسدية للإنسان. ولابد من التوعية المعرفية التي أرى أن الجدوى منها لا تتم إلا بالمواجهة العامة مع أولئك الأفراد والمشافهة معهم حتى يكون الأمر واضحاً ولا أقول صريحاً!! إذ ان الإيضاح مجد والتلميح أنفع من التصريح في شأن كهذا الشأن الحساس. إن الأطفال ينبغي تعويدهم على تنظيف أسنانهم وأجسادهم وذلك بالمتابعة والاقتداء، إذ لا تتم المتابعة إلا إذا كان هناك قدوة من الأب أو الأم، تساعد على التوعية والإرشاد والتربية.. تربية هؤلاء الأطفال من الأولاد والبنات. وكما لا يخفى فهم أسر وعائلات المستقبل في حياتنا الإنسانية والاجتماعية.
الوسطية والاعتدال
إن الاعتدال والتوسط في الأمور شيئان فاضلان من الذي يتحلى بهما ويتصف بشأنهما في أمور الحياة الخاصة والعامة، ويدل صاحبهما على التعقل والاتزان والرزانة. فهما المطلوبان في حياة الإنسان الذي يمثل أساس المجتمع البشري في هذا الكون والحياة. لأنهما يمثلان السمة الاعتدالية التي لا إفراط فيها أو تفريط، وإنما يكون الأمر تعادليا وسطا: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا}.
أما ذاك الذي يقول:
ونحن أناس لا توسط بيننا لنا الصدر دون العالمين أو القبر
فقوله في مناسبة تخص قبيلته ونفسه وأهله، ولا يعني بلائية التوسط التهور أو الإفراط أبدا وإنما الشيء يذكر بالشيء أحيانا وكما يقال في الأمثال: لكل مقام مقال.
|