ما نسمعه ونراه من تقدم في ثورة الطب يجعلنا نقف ونتأمل ما قدمته أبحاث سنوات مضنية وعديدة من أجل أن تقدم للبشرية ما فيه المفيد للقضاء على الأمراض الفتاكة. والثورة الجديدة التي يقدمها (طب التجميل) لأكثر سيدات العالم الباحثات عن الجمال وليبقين أطول مدة، يشع منهن الجمال والشباب، وثمة هاجس مخيف يحوِّل حياة معظم السيدات إلى شبح مخيف، لمجرد ظهور تجعيدة تحت العين أو تعريجة صغيرة على خارطة الوجه، فيحاولن الاعتماد على آخر ما قدمته صيحات التجميل من جراحة وحقن ونحوهما، لأن مجال تفكيرهن انحصر في شيء واحد: كيف لهن أن يبقين أطول مدة بنضارة وجمال، ويحاولن أن ينسين زحف الزمن وترك بصماته على معالم وجوههن وتناسين أن كل خط رسمه الزمن في ذاك يمثل تاريخ حياتهن، سواء ضحكة نابعة من القلب خطت بصمتها أو دمعة حارقة حفرت لها مساراً تحت تلك العيون.! ولعل أغلب السيدات يحاولن أن ينسين عبورهن، مع تلك المسارات التي أخذت مكاناً لها في وجوههن.! ولعل للرجل دوراً هاماً في لهث الجنس الأنثوي في البحث عن الجمال والشباب لأنه دائماً ينظر إليها وكأنها تسبقه بسنوات عديدة في العمر وتناسى نفسه أنه مثلها، أو أكبر منها.. بأسلوبه الذي يشعرها كثيراً أنها تبدلت وتغيرات معالم وجهها وأن الزمن يزحف إليها.!
فتبدأ رحلة العذاب حينما تلفت نظره شابة صغيرة، لم تطأ وجهها عوامل الزمن، ولم تغير ملامحها قسماتها فتبدأ ثورة الزوجة في البحث عن الشباب والجمال حتى تعيد ثقته فيها وليبقى معها مدة أطول، وحتى لا يلحق الضرر بها فيتركها وحيدة بعدما زحف التغّير وترك بصماته على قسماتها.!
وهنا أقول إن للرجل دوراً أساسياً في اندفاع المرأة نحو ثورة الجمال والتجميل، لأنه لم يمنحها ذاك الإحساس بالأمان حتى وإن تبدلت تلك القسمات وطوت جمالها السنون بين شجن وعذاب وألم وابتسامة، مما يمثل تاريخ حياتها في فترة من الفترات.. وأغلب السيدات يردن إلغاء ذاك التاريخ من تلك السحنة، ومؤكد فهن يحيين بلا هوية.!
فإلى متى تلهث النساء وراء ثورات التجميل وما تحدثه من تشوهات في وجوههن ونفوسهن.؟ حقاً الرضا والقناعة أصبحا نادرين في زمن طغت فيه القشور والتزييف ليس في العملة فقط بل حتى في الشكل والهيكل.!
مرفأ : هناك من يشكك أن جمال الشكل الخارجي.. يغلب على جمال الروح.. وهذه مقولة اللاهثين خلف سراب القشور الذي يزول عند أول محطة العمر.
|