ابدأ بعد ذكر الله سبحانه وتعالى بالحديث عن الزيارة الميمونة التي قام بها صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية لأهالي شهداء الواجب لتقديم العزاء لهم في مصابهم الجلل ومشاركته لهم حفظه الله في أحزانهم وأفراحهم ما هي عادة سموه الكريم.. وأيضا ما قام به أصحاب السمو الملكي الأمراء بزيارة من فقدوا أبناءهم شهداء لهذا الوطن.
إن ما قام به سمو وزير الداخلية إنما يجسد التلاحم بين القيادة والشعب، وهو ما يكنه سموه الكريم لشعبه من حب وتضحية في سبيل أن يعيشوا جنباً الى جنب مع القيادة الرشيدة في أمن وأمان (وحال سموه يقول لا قيادة بلا شعب ولا شعب بلا قيادة).
لا شك أن الجميع قد شاهد المنظر المؤثر الذي والله إنه لتدمع له العيون وتعتصر له القلوب حزنا وألماً، ذلك العجوز الذي تهمل عيناه بالدموع حسرة على فقدان أحد أبنائه وهؤلاء الأطفال اليتم الذين انحرموا من حنان الأبوة إلى الأبد، والذين ذهب والدهم ذلك الصباح الباكر لعمله ثم لم يعد اليهم وقد اغتالته يد الغدر، وما نقول إلا (حسبنا الله ونعم الوكيل) حسبنا الله على من تسبب في هذا كله.
قبل عدة أيام كنت قد كتبت موضوعا عما اقترفه بعض المفسدين في الأرض من أصحاب الفكر المنحرف من الفئة الضالة الذين قاموا بفعل شنيع لا يقره لا عقل ولا دين بقتل أربعة من أبناء الوطن من رجال الأمن على طريق الرياض القصيم وما قاموا قبله من أفعال شاذة في أرض الوطن من قتل وتدمير وكنت لحظتها لم أجد ما أشبه به هؤلاء إلا بإبليس وشارون لأن الاثنين اخوان وجميعهم لا يراعون في أفعالهم الشنيعة لا شيخاً ولا عجوزاً ولا طفلاً ولا أخضر ولا يابس.
وها هو ذا يتكرر الفعل الشنيع في وسط عاصمتنا الحبيبة الرياض، ويترجل أحد أبطال الشياطين ويقوم بفتل عضلاته متحدياً كل العالم بأنه لا يخاف الموت وألا يفعل مثل فعله إلا الأبطال الشهداء الذين توعدهم الله بالدرجات العليا في الجنة والحور العين على حد وعد إبليس له.
ثم يقوم ذلك الشيطان الأعمى باختيار أحد المواقع المهمة التي في نظره أنها سوف تحسب له عند ربه لأنه سوف يقوم بعمل لم يسبق له مثيل وذلك بمحاولة قتل أكبر قدر من الناس سواء كانوا مسلمين أو مستأمنين أو أطفالا أو غير ذلك، المهم أن يكون هناك وفيات وبعدد كبير، المهم أن تترمل النساء، المهم أن يتيتم الأبناء، المهم أن يعاق من يعاق، ويتشوه من يتشوه، ويكون هناك تدمير بشكل كبير في مصالح الوطن والمواطنين حتى يلاقوا ربهم هؤلاء الشياطين وهم مرتاحو البال.
ثم إن هؤلاء الشياطين لهم ولمن أرشدهم طريقة مثالية لا يتقنها إلا شارون ومساعده إبليس، حيث إنهم يختارون الوقت المناسب في التفجير والتدمير وبتخطيط مسبق حتىلا تتبعثر الخطة ثم يخسروا الرهان، فوقت الساعة الثانية ظهراً وقت ذروة الموظفين والمراجعين والكل منهمك في عمله والعمل على قدم وساق لانهاء مراجعات المواطنين قبل الخروج لمنازلهم لقضاء عطلة الأسبوع بين الأهل والأصدقاء، وبلا شك فإن حجم القتل والتدمير سوف يكون في مستوى تطلعاتهم.
فعل هؤلاء الخونة فعلتهم ونجحت بالتأكيد فهم قتلوا ودمروا وفي النهاية أخذهم إبليس حيث وعدهم.
ثم لم يدم الوضع أكثر من أربع وعشرين ساعة حتى تنتفض شياطين جدة وتتحدى شيطان الرياض وتحاول القيام بعمل غادر لا يقل عما حدث في الرياض من حيث الحجم والتخطيط للعملية لو نفذت، إلا أن إرادة الله ودعاء المسلمين الأبرياء ودعاء الارامل واليتامى الذين يدعون ليل نهار بأن يحمي الله هذا الوطن وأبناءه وولاة أمره من كيد الكايدين وحقد الحاقدين وأن ينتقم لهم، قد كُشِفَ ما كانوا ينوون القيام به فسلط الله عليهم وكشفهم أمام مرأى ومسمع العالم أجمع، فقتل من قتل على أيدي جنود الوطن الأبطال دون ولله الحمد أي وفيات لرجال الأمن والمواطنين ودون حدوث دماء لمصالح الوطن. وهذا كله ولله الحمد لم يأت من فراغ بل من تخطيط محكم ومرتب ممن يسهرون على راحة أمن هذا الوطن المعطاء.
وبهذا والحمد لله فقد حققت دولتنا حفظها الله وبوقفة أبناء الوطن المخلصين انجازاً عالمياً في اجتثاث هذه الشجرة الخبيثة التي لا تنبت إلا كل فاسق ومفسد متذرعين بالدين جاعلينه مطيةًً لتحقيق مآربهم ونواياهم التي هي بعيدة كل البعد عن الدين وعن الاسلام فهم أعوان للشياطين قصدهم التفريق بين الحاكم والمحكوم، التفريق بين الوالد وولده، التفريق بين الأم وابنها، العبث في مصالح الوطن بكل ما له خير للوطن والمواطن.
أخيراً ليتذكر الجميع توقيت الساعة التي كانت مشركة ضمن السيارتين اللتين قبض عليهما على طريق الرياض القصيم والمحملة بكم هائل من المتفجرات أعدت لعمل ارهابي شنيع (إنها الساعة السابعة وعشر دقائق صباحاً) أليس هذا التوقيت وقت نفرة الطلاب والطالبات والموظفين والموظفات إلى أعمالهم..؟!!
|