Monday 17th May,200411554العددالأثنين 28 ,ربيع الاول 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

يوم في مجلس الأمير نايف بن عبدالعزيز يوم في مجلس الأمير نايف بن عبدالعزيز
مندل عبدالله القباع

لقد كان لي شرف حضور مجلس صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز بمقر وزارة الداخلية بالرياض حيث يقابل سموه كل يوم ثلاثاء من يريد مقابلته من المواطنين والمقيمين في هذا المجلس المبارك وقد أخذت مكاني بين الحضور وكان العدد يتجاوز المائة والخمسين بقليل ما بين مواطن ومقيم كلهم حضروا للقاء سموه والتشرف بالسلام عليه والبعض منهم حضر ليعرض مشكلة أو ليطلب مساعدة أو علاجا أو شفاعة سموه.
وبدأ الناس يتوافدون على سموه كل في دوره وكل منهم ممسك بمعروضه وعندما يصل إلى سموه يبدأ في شرح مطلبه بطريقته الخاصة ومنهم المتعلم المثقف الذي يتكلم بلغة منمقة فصيحة ويحمل المؤهلات العالية ومنهم الأمي الذي لا يعرف القراءة أوالكتابة ويتكلم على سجيته ويشرح مطلبه بأسلوب بسيط ليس في كلامه تزويق أو ترتيب ومنهم المقيم الذي يتكلم بلغة بلده وأسلوبها.
ويقابل ببساطة شديدة وبلا تعقيدات سموه كل هؤلاء بدون أي رسميات ويتحدث معهم بلغتهم كل حسب درجة تعليمه وفهمه وجها لوجه دون خوف ولا رهبة بكل محبة وإنسانية كأجمل نموذج للتواصل بين الحاكم والمحكوم ليس فيه زيف ولا مراءاة وكأروع نموذج للتواضع من جانب سموه في استقبال أبناء هذا الوطن والمقيمين فيه بكل بشاشة وسعة صدر ويستمع إلى مطالبهم ويناقشهم فيها ويتناول ما يقدمونه له من أوراق تعضد مطالبهم.
وقد لفت نظري رجل مسن يتكلم مع سموه بلهجته العامية بلا خوف ولا وجل ويشير بيده وكأنه يكلم أخاً أو صديقاً ويتكلم معه سموه بلهجته العامية ويجلسه إلى جواره رحمة بسنه: وقد أعجبت وأعجب الحاضرون بهذا التعامل والتواصل الأخوي بين سموه وبين هذا العجوز بلا كلفة ولا تكلف وبلا حاجز ولا حجاب والذي تجاوز عمره التسعين عاما.
إن هذه هي الديمقراطية التي جاء بها الإسلام وهذه هي سياسة الباب المفتوح منذ توحيد المملكة على يد المغفور له - بإذن الله تعالى - الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه - وسار أبناؤه الكرام على نفس هذا النظام السياسي الذي يتفق مع شريعتنا الإسلامية الغراء - فالحاكم يتواضع ليستمع إلى المحكوم ويلبي طلبه ويسمع مظلمته ويحييه إذا كان له حق، ويساعده على الوصول لحقه أو يقنعه بما شرع له الإسلام.
إنه لنموذج يحتذى لما تجب أن تكون عليه العلاقة بين الحاكم والمحكوم فقلوب أبناء المغفور له - بإذن الله تعالى - الملك عبدالعزيز- قلوبهم مفتوحة قبل أبوابهم لتسع كل من يريد مقابلتهم أو الإفضاء لهم بمطلبه في حب وتواصل وطمأنينة وتآلف ومحبة وسعة صدر، هذه هي الحضارة التي نادى بها الإسلام قبل أربعة عشر قرنا من الزمان.
وهذه المقابلة الأسبوعية كل ثلاثاء رغم مشاغل سموه العديدة والمهام الملقاة على عاتق سموه الكريم وهي مشاغل ومهام جسام فهو يحمل هم الأمن لكل مواطن ومقيم، فكلنا ننام ملء جفوننا وتبقى العيون الساهرة ترعانا وترعى أملاكنا بروح من
المسؤولية، وما هذه المقابلة التي حضرتها إلى شيء قليل من المسؤوليات التي يضطلع بها سموه نحو هذا الوطن المعطاء وأبنائه الشرفاء.
كل ذلك يتم في إطار من المحبة والود الحقيقي المحمول على الصدق ونكران الذات، فأين هو الوزير أو المسؤول في أي بلد من بلدان العالم الذي يتنازل ويقابل أفرادا من مواطنيه من الفقراء والمحتاجين قبل الوجهاء والمعروفين وأين هو رجل الدولة الذي يتفهم مشكلة أحد أبناء وطنه الذي يعيش فيه الملايين من البشر ما بين مواطن ومقيم.
إن هذه المقابلة التي شهدتها والتي أشاع فيها سموه روح الطمأنينة والمناخ النفسي والاجتماعي وتفاعل فيها مع المواطن والمقيم واستمع لهم وتفهم مطالبهم وناقشهم فيها وعمل عل مساعدتهم في حل مشكلاتهم واهتم بقضاء حوائجهم قد تركت في نفسي الارتياح النفسي وأبلغ الأثر وإن فتح قنوات الاتصال بين الحاكم والمحكوم ليست بالأمر الجديد على هذا البلد وإنما هو قديم قدم الشريعة الإسلامية وجدده نظام الحكم في عهد خادم الحرمين الشريفين - أطال الله في عمره - مما يؤدي إلى التناسق والانسجام في نسيج المجتمع فلا يشعر الفرد بأنه مجرد رقم في التعداد السكاني وإنما هو إنسان له كرامته ووزنه أمام أعلى المستويات.
وإننا نفخر بهذا النسق السياسي الذي تسير عليه بلادنا ونعتربه كما نعتز بقيادتنا وأمرائنا ونعي مدى الجهد المتواصل الذي يبذلونه من أجل مصلحة هذا البلد ولمصلحة جميع المسلمين ولمصلحة الإنسانية ككل.
إن الإنسان لتسمو عواطفه وتتدفق بالمشاعر الطيبة عند حضور مجلس سمو الأمير نايف الذي يستشعر فيه المواطن حرارة الرابطة مع سموه ويحس بمدى الصلة الوثيقة مع قيادته بما يحقق مطالبه وتطلعاته ويشعر بمدى الطيبة المتأصلة في نفوس قيادته التي اكتسبت حب الناس بما تبذله من جهد لمصلحتهم وبقدرتها على تلمس احتياجات المواطنين والاستماع لهم والعمل على تلبية احتياجاتهم فكان التعاون والتراحم والتعاضد والتكافل بين أفراد هذا المجتمع المسلم.
فهنيئاً لمواطني هذا البلد تطبيق شرع الله وتقارب حكامه منهم واستقبالهم لهم في مكاتبهم ومجالسهم ومواجهتهم والاستماع لهم دون تحفظ ولا خوف ويجب علينا أن نحمد الله على نعمة الإسلام الذي هو أقوى من جميع القوانين الوضعية في الشرق والغرب حفظ الله هذا البلد المعطاء من كل مكروه وأسبغ عليه نعمة الأمن والأمان.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved