Monday 17th May,200411554العددالأثنين 28 ,ربيع الاول 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

شفى الله.. صاحب الأيادي البيضاء شفى الله.. صاحب الأيادي البيضاء
د. عبدالإله ساعاتي

قبل يوم أو بعض يوم من دخول سموّ الأمير سلطان بن عبدالعزيز مستشفى الملك فهد للقوات المسلحة بجدة لإجراء عملية جراحية, استقبل سموّه بقصره بمدينة جدة جمعاً من أعيان المدينة وكبار العسكريين المشاركين في عمليات القبض على المجموعات الارهابية عقب الأحداث المؤسفة التي وقعت في مدينة جدة.
ولقد كنت في تلك الليلة من ضمن حضور ذلك اللقاء في ذلك المساء، الذي ارتجل فيه سموّه - كعادته - كلمة ضافية استهلها بتهنئة الجميع باسم خادم الحرمين الشريفين وسموّ ولي عهده الأمين بمناسبة القضاء على المحاولات الآثمة لفئة ضالة.
وقال سموّه:(أشكر كل إخواننا أهالي هذه المنطقة العزيزة على قلوبنا، محافظة جدة الكريمة العزيزة ومنطقة مكة المكرمة العزيزة وكل من في جوار هذا البيت الشريف، ونسعد وننعم فيما أعطانا الله النعمة الكبيرة أن نكون أهلاً بخدمة هذا البيت الشريف).
وقال سموّه في مساء الوفاء ذاك:(حببت في هذه المناسبة بهذه الكلمة أيضاً أن اعتذر لإخواني وزملائي والرجال الذين قاوموا وصبروا على ما حصل عليهم من إزعاج في أماكنهم وفي موطنهم وفي عوائلهم، ولكن إن شاء الله أن يبدلهم بما هو خير بحول الله، وأكرر مرة أخرى أقول: إن البلاد هذه آمنة مطمئنة بحول الله تعالى).
وقال سموّه:(لو رجعنا للتاريخ كله أيام الصحابة بعد الرسول -عليه الصلاة والسلام- ثم الأمويين والعباسيين، حدثت خلافات ومشاكل، ونحن لم يأتنا شيء ولله الحمد.. هي فئة ضالة نسأل الله لها الهداية قبل أن تصلهم السيئات. ونقول الله يهديهم سبحانه وتعالى ويسلموا).
** كلمات سموّه في ذلك المساء كانت من القلب الى كل القلوب، تجسد صورة من صور التلاحم بين القيادة والشعب، وتعكس حرص ولاة الأمر على راحة الشعب، وعلى عدم تعرض أفراده لأي إزعاج يعكر صفو أمنه الذي اعتاد عليه على امتداد العقود الزمنية الماضية.
إنها فئة ضالة خرجت عن الأمة، وغُرِّرَ بها وغُسِلَت أدمغتها بأفكار شيطانية، فعاثت فساداً تعكر صفو المسلمين وتروع الآمنين.
** وعندما نُشِرَ وأُذِيعَ نبأ دخول سموّ الأمير سلطان بن عبدالعزيز المستشفى لإجراء عملية جراحية، تذكرت ذلك المساء الذي التقى فيه سموّه المواطنين وكرمهم، واسترجعت مضامين الكلمة الضافية التي ألقاها فيهم.
وقلت إن سموّه، ورغم أنه كان يعاني آلام المرض ويستعد لإجراء عملية جراحية، إلا أن هموم الوطن وتطلعات المواطن تظل شغله الشاغل في أي وقت وتحت أي ظرف.
** إن أيادي كثيرة ارتفعت داعية لسموّه بالشفاء والمعافاة، فهناك الكثيرون الذين أقال سموّه عثراتهم، والكثيرون الذين كتب الله على يديه شفاءهم بعد عناء وويلات المرض، والكثيرون الذين أنار لهم سموّه طريق الفلاح والابداع، والكثيرون الذين أعاد لهم بسمة الحياة.
تذكرت مدينة الأمير سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الانسانية وعطاءاتها الخَيِّرَة التي انتشرت في البلاد.
وتذكرت أخيراً:(الصندوق الخيري لمعالجة المرضى الفقراء)، الذي أنشئ مؤخراً ..هذا العطاء الخيري الرائد، الذي سيكون له -بإذن الله تعالى- آثار ايجابية كبيرة وعطاءات إنسانية جليلة.
لقد تمنيت - طلباً للمثوبة من الله سبحانه وتعالى - أن أسهم في هذا العمل الجليل الموجه للمرضى الفقراء، حيث عايشت -بحكم عملي السابق- حالات عديدة من الاحتياجات الصحية للكثير من المرضى الفقراء.. مواطنين ومقيمين.
إن مؤشر قدرة الإنسان على الحصول على الرعاية الصحية التي يحتاجها، عندما يحتاجها، والذي يعرف بAccessibility Rate يعد من أهم المؤشرات الصحية المعتمدة دولياً، لاسيما من قبل منظمة الصحة العالمية. وهذا المعدل، وإن كان مرتفعاً لدينا، إلا أنه لا يصل الى المعدلات القائمة في الدول المتقدمة، بمعنى أن هنالك مجالا متاحا لرفعه وتحسينه، حيث لا زال هناك من يجد صعوبة في الحصول على الرعاية الطبية التي يحتاجها.
آملاً أن يسهم (الصندوق الخيري لمعالجة المرضى الفقراء) في تحقيق ذلك بإذن الله تعالى.
ومن جهة أخرى، كنت دوماً أطالب محبي الأعمال الخيرية بأن يوجهوا عطاءاتهم نحو الرعاية الصحية للمحتاجين، فالاحتياج مستقبلاً سيكون أكبر.
وقلت إن إنشاء مسجد على بعد أمتار قليلة من مسجد آخر لن يحقق نفعاً للمسلمين أكثر من إنشاء مركز طبي أو مستشفى خيري.
** وأخيراً.. لا يسعني في هذه المناسبة إلا أن أسأل المولى -سبحانه وتعالى- أن يجعل أعمال البر والخير والإحسان التي قام بها سموّ الأمير سلطان بن عبدالعزيز في موازين حسناته، وأن يكتب الله لسموّه الشفاء والمعافاة ليواصل عطاءه الجليل في خدمة الوطن وإنسانه.

www.dr-abdalelahsaaty.com


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved