Monday 17th May,200411554العددالأثنين 28 ,ربيع الاول 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

هذه الفئة الباغية لم نكن نعرفها هذه الفئة الباغية لم نكن نعرفها
عثمان بن عبد المحسن العبد الكريم المعمر

سنوات عمري تنوف على الستين سنة هجرية حسب ما قدر لي ومنذ عرفت نفسي وأنا أعيش وغيري على ثرى هذه الأرض الطاهرة في أمن وأمان وقناعة بمستوى معيشي مقبول ولم اذكر أنه تكدر صفو عيشنا إلا بعد أن بدأت تهب علينا رياح نتنة قادمة من حروب مدمرة تشنها الدولة الصهيونية على إخوة لنا في البلدان المجاورة ونتيجة لهذه الزوابع الإجرامية بدأت رياح التغيير تهب على بعض البلاد المجاورة جالبة معها أصحاب النياشين والطياليس وجاء معهم الدمار والخراب لشعوبهم ولدول الجوار وكان أكثرهم سوءاً وجلباً للخراب والمصائب الدكتاتور المشهور بصدام حسين ولا ننسى المصائب والكوارث التي حلت بالعالم اجمع بعد حرب تحرير أفغانستان من ربق القبضة الشيوعية الحديدية وظهور نجم أسامة بن لادن واتباعه وانحرافهم عن تعالم الدين الإسلامي السمحة وسلوكهم مسالك بعيدة كل البعد عن روح التآخي والدعوة بالتي هي أحسن بعيداً عن قول الله تعالى: {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} فساهموا بقصد أو بدون قصد بتشويه سمعة الإسلام والمسلمين وصورة أبناء هذه البلاد الطيبة وصورة كل عربي ومسلم فأصبح العالم ينظر إلينا وكأننا أمة من القتلة والإرهابيين وينظر إلى دين السماحة والأخوة وكأنه دين يحض اتباعه على سفك الدماء والقتل بسبب وبدون سبب.
إن التفجيرات التي ارتكبها شواذ تم غسل أدمغتهم سواء في مجمع المحيا أو في مقر الإدارة العامة للمرور وراح ضحيتها كثير من النفوس البريئة المسلمة كباراً وصغاراً تنم عن فكر فاسد منحرف ونفوس مريضة حقودة لا تقيم للدين وزناً ولا يرف لها جفن من إراقة دماء مسلمة زكية ولا يردعها خوف من الله وعقابه.
هذه الفئة الباغية الظالمة لم نكن نعرفها أو نعهدها في مجتمعنا السعودي الآمن طيلة عقود طويلة من السنوات ولكنها كالنبتة الشيطانية نمت وترعرعت في تربة فاسدة لا تقيم لحياة الإنسان وزناً وجعلت نصب عينيها التدمير والتخريب والإفساد في الأرض وهلاك الحرث والنسل بل إنهم لا يتورعون عن قتل أنفسهم بتفجيرها غير آبهين بوعيد الله وعذابه أو تيتيم أسرهم ولوعتهم على فلذات أكبادهم وتشويه سمعتهم وسمعة أبنائهم وسمعة دينهم ووطنهم.
إنك لتعجب وتتساءل كيف تم غسل أدمغة هؤلاء ؟وكيف أصبح بين أبناء هذه البلاد الذين جلهم فطروا على حب الخير ومساعدة الآخرين من هم بهذا السوء وهذه الوحشية والدموية؟.. أين الطيبة والسماحة التي عجن بها السعوديون؟ وأين هم من خلق الإسلام وتعاليمه وقيمه العليا التي تسمو بصاحبها وتجعله أقرب إلى طبيعة الملائكة منه إلى طبيعة الشياطين؟.. لا شك في أنهم ما هم بسعوديين ولا هم بمسلمين بل تقمصتهم أرواح الشياطين الشريرة.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved