لكي نخطو نحو السعودة وفق مسار محسوب، فلابد:
2- للخريجين أن يتلقوا تدريبات مركّزة في معهد الإدارة مثلاً، ليمكن تهيئتهم للعمل بعد مدة قد تزيد على عامين، لا سيما بالنسبة للغة الإنجليزية وكذلك الحاسب الآلي وشؤون الإدارة، والسؤال: هل معهد الإدارة عنده القدرة ليستوعب الآلاف المؤلفة من خريجي الثانوية العامة والمعاهد المختلفة والكليات الجامعية؟، أم أننا محتاجون أن نوسع معهد الإدارة، ليصبح في مستوى كلية بحجم جامعة، يستوعب الألوف من الطلبة والطالبات!؟ لا أدري ما هي حسابات وزير العمل الدكتور القصيبي، والأمر في رأيي يحتاج إلى سنوات وتخطيط فعال جاد قوي وانفاق، لكي نستطيع أن نخرج كفاءات تنهض بالأعمال كما ينبغي، وعلى الأقل ما ينهض به المستقدمون، والقضية جد معقدة، وتحتاج إلى سنوات وسنوات لمعالجتها، بحيث نقيم معاهد أو نحوها على مستوى جامعة البترول والمعادن!
* إذا أتيح لنا تخريج نماذج ذات كفاءات قادرة على أن تحل محل المستقدمين، فإن مشكلة جديدة أمام وزارة العمل والقطاع الخاص هي:
3- الأجنبي المستقدم، الذي يعمل أربعين ساعة في الأسبوع بكفاءة والتزام، ويتقاضى في المتوسط نحو خمسمائة أو ستمائة دولار شهرياً، فإن هذا المرتب لا يكفي الشاب السعودي بعد تهيئته للعمل كما ينبغي، فهذا المبلغ الذي يبلغ (2500) ريالا أو دونها، وحتى لو بلغ (3000) ثلاثة آلاف ريال، هل يغطي سكنه ونفقاته اليومية، وأمامه مشروع زواج بتكاليفه التي نعلمها وأثاث بيت وهو محتاج إلى سيارة ،... إلخ، هل هذا المرتب الذي يعطى للأجنبي يكفي الموظف السعودي؟ والوزارة لا تستطيع أن تفرض ما لا يستطاع، فالقطاع الخاص يعتمد على دخل وإنفاق وميزانيات وكذلك حسابات، فكيف يمكن حل هذه المعادلة الصعبة!؟
* مازلنا ننظر إلى أن السعودي غير ملتزم كما ينبغي، ومن ذلك نراه في عمل ما، حتى إذا وجد فرصة أخرى، ترك عمله الأول، بلا تقديم استقالة ولا استئذان، وذهب للعمل الجديد، ومطلوب أن يحكم التعامل بين صاحب العمل والسعودي عقد ملزم للطرفين في الحقوق والواجبات، وأن يتخلص السعودي، إذا أراد أن يعمل وأن يعيش في بلده من الاتكالية والخمول، ولا يتخذ من عمل الموظف الحكومي ذريعة، لأن القياس بين العمل في القطاع الخاص والعمل في الدواوين الحكومية، لا مجال للمقارنة والقياس، والراتب للوظيفة وليس لمن يؤدي العمل.. الالتزام شرط أساسي في الحياة والعمل وأهلية من الطرفين، وإلا ظلت الحال فوضى عارمة لا تحقق شيئاً، وكأننا نحرث في البحر.!
|