* الرياض - الجزيرة :
تواصلت يوم أمس بقاعة الملك فيصل للمؤتمرات بفندق الانتركونتيننتال فعاليات المؤتمر الوطني الأول للجودة ، بحضور خبراء الجودة والمختصين وكبار المسؤولين الحكوميين والأهليين ، حيث امتلأت القاعة في مشهد يشير إلى اهتمام قطاعات الاقتصاد السعودي بالجودة كأحد العوامل الرئيسية في رسم خارطة التجارة.
ولفتت الورقة العلمية التي دشن بها فعاليات اليوم الأول للمؤتمر كمتحدث رئيسي الأمين العام لمجلس الغرف السعودية الدكتور فهد بن صالح السلطان بعنوان : الاقتصاد السعودي والعولمة - الأنظار من حيث الايحاءة الذكية التي يفهم منها سيطرة (القلة) ، لافتا الى ان العولمة بزواياها المؤسسية والجغرافية تشمل هيمنة القوى العظمى على الاقتصاد العالمي .
وحذر السلطان من مغبة تجاهل التغيرات الاقتصادية محلياً وإقليميا وعالميا داعياً إلى أهمية إعادة النظر في بعض المسلمات الإدارية السائدة . وعدد الأمين العام لمجلس الغرف جملة من التحديات التي تواجه الاقتصاد الوطني محلياً وخارجياً ، مشيراً إلى أنها تحديات تستوجب إعادة هيكلة الاقتصاد والاهتمام بالجودة لزيادة القدرة التنافسية للاقتصاد السعودي.
وقال إن التحديات المحلية تتمثل في : تضخم حجم الجهاز الحكومي ، وإطفاء الدين العام ، وارتفاع معدل البطالة بين الشباب السعودي ، ومقابلة الاحتياجات المستقبلية من مشاريع البنية التحتية ، وتنفيذ برنامج التخصيص ، وتطوير سوق المال ، وهيمنة قطاع النفط ، وارتفاع معدلات النمو السكاني ، وتدني معدلات الكفاءة الاقتصادية والإنتاجية ، وضعف جاذبية بيئة ومناخ الاستثمار ، ونقص المياه ، وضعف الطاقة الاستيعابية لمؤسسات التعليم العالي تحديات دولية.
وتطرق الدكتور السلطان إلى ما سماه بالثالوث المؤسسي للعولمة المتمثل في منظمة التجارة العالمية ، صندوق النقد الدولي ، والبنك الدولي . كما تحدث عن ما وصفه بالثالوث الجغرافي المتمثل في الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي واليابان . وقال إن الثالوثين المؤسسي والجغرافي يكونان ما يشبه النجمة السداسية لمنظومة الاقتصاد والعولمة والتي تجعل 20% فقط من سكان العالم يستحوذون على 85% من الناتج الاقتصادي العالم.
وشدد الدكتور فهد السلطان ان هذه الحقائق تبدد الأوهام التي تبشر بعدالة التوجه وتكافؤ الفرص من خلال منظمة التجارة العالمية . وقال : (هذا قول لا يتفق مع الحقائق ويحتاج إلى مزيد من الدراسة والبحث والتحقيق). فيما أكد ان لا بديل حاليا عن الانضمام إلى منظمة التجارة العالمية والانخراط في تيار العولمة ، إلا انه رأى أن تلك الوقائع تتطلب صياغة استراتيجية منهجية واضحة للتعامل مع معطيات العصر ومستجداته.
|