اعتذر للعراقيين عن الانتهاكات وأكد بقاء قوات الاحتلال في العراق بعد انتقال السلطة
كولن باول يستنكر استشهاد ياسر عرفات بالآيات القرآنية الكريمة لحشد القوة

  * ساحل البحر الميت (الأردن) - الوكالات:
قال وزير الخارجية الأمريكي كولن باول أمس الأحد إن الولايات المتحدة تعارض هدم إسرائيل لمنازل الفلسطينيين في مخيم للاجئين بقطاع غزة ودعا إلى إنهاء دائرة العنف الحالية.
ووجّه باول أيضا اللوم للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بعد أن حث الفلسطينيين على حشد القوة عندما استشهد بالآية القرآنية الكريمة {وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ } (60) سورة الأنفال.
وقال باول إن الرئيس الفلسطيني يجعل من الصعب المضي قدماً في عملية السلام. وتابع يقول (الولايات المتحدة حريصة على بذل قصارى جهدها لوقف دائرة الهجمات والهجمات المضادة التي أسفرت عن خسارة العديد من الأرواح خلال الأسبوع الماضي).
وأجرى باول الذي يحضر اجتماعاً للمنتدى الاقتصادي العالمي على ساحل البحر الميت محادثات مع الملك عبد الله عاهل الأردن ومع العديد من وزراء الخارجية العرب ومسؤولي الجامعة العربية.
وحاول باول تخفيف الغضب العربي بعد فضيحة الانتهاكات التي ارتكبت في حق السجناء العراقيين بسجن أبو غريب وبسبب مساندة الولايات المتحدة لسياسات رئيس الوزراء الاسرائيلي إرييل شارون.
وأجرى باول محادثات مع رئيس الوزراء الفلسطيني أحمد قريع حث خلالها الفلسطينيين على (انتهاز فرصة) الخطة الإسرائيلية بالانسحاب من غزة. وقال باول رداً على سؤال عن الكلمة التي أدلى بها عرفات أول أمس السبت والتي استشهد فيها بالآية القرآنية الكريمة {وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ} ولكنه ألحقها بالآية الكريمة {وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} (61) سورة الأنفال. قائلاً (إن السيد عرفات ما زال يقوم بإجراءات ويدلي بتصريحات تجعل من الصعب المضي قدماً).
وكرر باول الحاجة لوقف الهجمات التي يفجر فيها فلسطينيون أنفسهم وضرورة إصلاح المجتمع الفلسطيني.
وقدم وزير الخارجية الأمريكي اعتذاره للسجناء العراقيين الذين تعرضوا لانتهاكات على أيدي جنود أمريكيين وذلك بعد يوم واحد من خطاب وعد فيه بأن يأخذ العدل مجراه وإن كان لم يمح مشاعر الغضب والشك من نفوس كثيرٍ من العرب.
وكان الرئيس الأمريكي جورج بوش قد قال يوم السادس من مايو -أيار إنه (يأسف للامتهان) الذي تعرض له العراقيون الذين جردهم الجنود الأمريكيون في سجن أبو غريب ببغداد من ملابسهم وأجبروهم على اتخاذ أوضاع توحي بممارسات جنسية والتقطوا لهم صوراً مهينة.
وقال باول للصحفيين (قدم الرئيس اعتذاره نيابة عن الأمة. وانني اؤكد ذلك الاعتذار. لقد صدمنا بما جرى في أبو غريب. نعتذر لاولئك الذين انتهكت حقوقهم بهذا الاسلوب البشع).
وقال باول للصحفيين (إننا نفعل كل ما يمكننا فعله لمعالجة الإحباطات داخل العالم العربي. الجميع يقول إنه يتعين أن نعيد السيادة للشعب العراقي حتى لا يبدو الأمر كاحتلال. هذا بالضبط ما نحاول القيام به وما نخطط لإنجازه بنهاية يونيو).
وتأمل الولايات المتحدة أن تتمكن بمساعدة الأمم المتحدة من إحلال حكومة مؤقتة في العراق بحلول أول يوليو- تموز. وتقول واشنطن إن هذه الحكومة ستتمتع بالسيادة لكنها لن تسيطر على قوات الجيش. ويقول معارضون إن الحكومة المؤقتة لن يكون لها كلمة في ادارة شؤون الشعب العراقي.
و أكد باول أن قوات الاحتلال ستظل في العراق حتى بعد تسليم السلطة للعراقيين في الأول من يوليو القادم لمساعدة الحكومة الانتقالية على خلق بيئة مستقرة تمهيداً لإجراء انتخابات وطنية في يناير القادم.