* القدس - غزة - بلال أبو دقة:
أكد العميد رشيد أبو شباك مدير عام جهاز الأمن الوقائي بمحافظات قطاع غزة انه تم تسليم أشلاء الجنود الإسرائيليين القتلى الستة بالكامل إلى الجانب الإسرائيلي مساء الأربعاء ، الموافق 12 - 5 - 2004 ، بعد اتفاق تم التوصل إليه مع كتائب شهداء الأقصى ، الذراع العسكري لحركة فتح ، ومع سرايا القدس ، الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي..
وقال أبو شباك في مؤتمر صحفي عقده في مقر الأمن الوقائي بمدينة غزة ، شاركت فيه الجزيرة : انه تم تسليم الأشلاء بعد الانسحاب الإسرائيلي من حي الزيتون ، ليلة الأربعاء الماضي ، مشيرا إلى أن الاتفاق كاد يلغى في اللحظات الأخيرة بسبب التصعيد الإسرائيلي..
وأوضح مدير عام جهاز الأمن الوقائي في قطاع غزة : انه أجرى اتصالات مع قيادات حركة الجهاد الإسلامي في الخارج ، وقيادات كتائب شهداء الأقصى ؛ لحل الموضوع الذي له أهمية بالغة ، ورأينا ضرورة تجنيب المواطنين الفلسطينيين أي خسائر إضافية ، ووجدنا لديهم إحساسا بالمسؤولية وحرص على تجنيب الحي أي مخاطر وتوافقوا معنا بأهمية إعادة الأشلاء..
وقال أبو شباك : إننا كلفنا مباشرة من الرئيس الفلسطيني ، ياسر عرفات ، بإجراء الاتصالات مع الجهات الفلسطينية ، أما الاتصال مع الجانب الإسرائيلي قام به الجانب المصري..
وكانت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية ، قالت في نبأ رصدته الجزيرة : إن قائد المنطقة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي ، ( الجنرال دان هرئيل ) ، أجرى اتصالات مع قائد الأمن الوقائي في قطاع غزة ، رشيد أبو شباك ، للبحث في سبل استعادة جثث الجنود القتلى..
إلى ذلك ، قالت مصادر سياسية إسرائيلية إن رئيس الحكومة الإسرائيلي ، أريئيل شارون ، اتصل ، ظهر الخميس ، الموافق 13 - 5 - 2004 بالرئيس المصري ، حسني مبارك ، وأعرب له عن شكره للمساعي التي بذلتها مصر من أجل إعادة أشلاء الجنود الإسرائيليين الستة الذين قتلوا الثلاثاء الماضي ، الموافق 11 - 5 - 2004 في حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة..
وأشار أبو شباك في المؤتمر الصحافي : إلى أن الاتفاق تضمن أنه حال الانسحاب الإسرائيلي من حي الزيتون سيكون هناك التزام من الجهاد وكتائب شهداء الأقصى بتسليم الأشلاء للسلطة التي تتولى تسليمها للجانب الإسرائيلي عبر لجنة الارتباط الأمني ، موضحا أن كتائب الأقصى وسرايا القدس وضعوا شرطا آخر بإعادة جثامين الشهداء الفلسطينيين الذين سقطوا في انتفاضة الأقصى وموجودين في مقبرة رقمية في إسرائيل..
ومما قاله ، مدير عام جهاز الأمن الوقائي في قطاع غزة : أن الجانب الفلسطيني فوجئ بأن الجانب الإسرائيلي الذي وعد أن يبدأ انسحابه صباح الأربعاء صعد عدوانه غير المبرر ووسعه باتجاه مناطق أخري ، حيث أطلقت الزوارق الحربية النار على شواطئ مدينة غزة ، وكادت كل عملية التسليم أن تفشل ، ولكن بعد اتصالات مكثفة جرى الاتفاق على أن يبدأ الانسحاب الإسرائيلي ليلة الأربعاء ، الموافق 12 - 5 - 2004 ونحن نفذنا ما تم الاتفاق عليه مع القوى ذات العلاقة ، وتم تسليم الرفات للاخوة في السفارة المصرية ، ومن ثم لمندوب من الأمن الوقائي والعقيد سمير المشهراوي وتم تسليمها للجان الارتباط..
هذا وبرغم ما تؤكده الوساطة الفلسطينية - المصرية ، من حدوث مفاوضات غير مباشرة بين اسرائيل وفصائل المقاومة التي كانت تحتفظ بأشلاء الجنود الستة الذين قتلوا في عملية حي الزيتون ، ورغم تأكيد مختلف وسائل الإعلام أن اسرائيل تسلمت أشلاء جنودها ، بعد موافقتها على الانسحاب من حي الزيتون ، فقط ، وهو ما حدث فعلا ، إلا أن رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي ، ( موشيه يعلون ) واصل صباح (الخميس الموافق 13 - 5 - 2004 )، التحدث باستعلاء وصلف المحتل عن رفض التفاوض بشأن الجثث ، وتوجيه تهديدات إلى من لا يقوم بتسليم اسرائيل أي أشلاء بحوزته..!!
وأعرب أبو شباك عن أمله أن يكون الاتفاق الجزئي بين السلطة الفلسطينية والفصائل الفلسطينية مقدمة لاتفاق أكبر ولعلاج قضايا أكثر أهمية من المواضيع العالقة ، ولكن فوجئنا بالعدوان على مدينة رفح ، ونأمل أن تنتهي كل هذه المعاناة بانسحاب شامل من قطاع غزة ، ونأمل أن تكون الأحداث في حي الزيتون وفي رفح درسا للإسرائيليين بضرورة الانسحاب من قطاع غزة والضفة الغربية..
وفي رده على سؤال: هل تلقيتم ضمانات لاعادة الجثث ؟ قال أبو شباك : لا يوجد ضمانات أكيدة ، والذين كان لهم علاقة من سرايا القدس وشهداء الأقصى يعرفون أنه لا ضمانات ، ومطلبهم نقل للجانب المصري الذي تعهد ببحث الموضوع بجدية على أمل التوصل إلى اتفاق في ذلك ، وحتى الاخوة المصريين لم يعطوا ضمانات ، مؤكدا انه لا يجوز أن يبقى جثامين شهداء في مقابرهم وهم يبحثون عن قطع لحم هنا وهناك.
و نفي أبو شباك أن يكون السلطة تلقت أي رسالة تهديد من الجانب الإسرائيلي ولو تلقينا مثل ذلك ( لاختلف أسلوبنا).
|