* مشاهدة وتحليل - علي العبد الله:
حلَّ الفنان البحريني (خالد الشيخ) ضيفاً على برنامج (مع حبي) يوم الخميس الماضي على شاشة روتانا وذلك تزامناً مع طرح ألبومه (صباح الليل) وبحضور مجموعة من الضيوف هم: المخرج (يعرب بو رحمة)، الصحافية (سحر طه)، والموزع الموسيقي (أشرف محروس) وأدارت دفة الحوار المذيعة (جومانا أبو عيد).
وكالعادة كانت طلة (أبو دارين) مختلفة ومميزة.. وذلك لما يملكه من ثقافة فنية عالية، بالإضافة إلى كونه متحدثاً جيداً.. ولديه الخبرة الكافية لتشخيص بعض الحالات المرضية في الوسط الفني.
علاقته بالجمهور
كانت بداية البرنامج نوعاً ما تقليدية تحدث فيها الفنان عن ألبومه وعن بعض المنتديات الخاصة به وبجمهوره في الشبكة العنكبوتية، ثم أخذ الحوار شكلاً آخر عندما ذكر (خالد) هذه العبارة: (جمهور فنان قد يخطف جمهور فنان آخر).
وقد توقفت المذيعة (جومانا) عند هذه العبارة محاولة استنطاقه لأسماء معينة ولكن نظراً لما يتمتع به الضيق من ذكاء ودبلوماسية، استطاع أن يَنفَذ من هذا الفخ وفسَّر هذه العبارة بقوله (إن الجمهور لم يعد حُراً.. ولا يعرف ماذا يسمع) ولم تدعه (جومانا) وشأنه وذلك بإصرارها على أن الجمهور يملك حرية الاختيار فإذا لم تعجبه محطة معينة فبمقدوره أن يتجه لغيرها، ولكن (خالد الشيخ) أصر على رأيه والدليل -على حد قوله- أن الجمهور يتعرض مجبراً لأغاني ال (fm) المستمرة دون انقطاع إذا ما استثنينا برنامجي ما يطلبه المستمعون أو المشاهدون.
إشكالية قصيدة نزار
(عيناك يا بغداد) قصيدة للشاعر الراحل (نزار قباني) وهي الأغنية التي تمنى أن يغنيها (خالد) ولكن الظروف لم تسمح له بذلك على الرغم من أنه لحنها كما ذكر من خلال هذا البرنامج.
تطرق (الشيخ) لتفاصيل قصة هذه الأغنية قائلاً:
نزار أبدع كثيراً بكلمات هذه القصيدة وأنا كعربي أردت أن أغنيها ولحنتها بشكل أكثر من رائع.
ثم قاطعته المذيعة قائلة:- مَن غناها؟! وهل تعتقد أنه لحنها كما يجب؟!
أجاب بقوله:- غَناها (إلهام مدفعي) ولكن لحني أفضل من لحنه مع احترامي له.
ويتضح لنا من خلال هذه الإجابة الثقة المفرطة التي يمتلكها خالد وخصوصاً في ألحانه.
كان العديد من متابعي البرنامج ينتظرون وبشغف انتقال الحديث من ألبوم (صباح الليل) إلى موضوع آخر وهو آراء (خالد الشيخ) في بعض الفنانين الذين تعاون معهم ولحن لهم على رأسهم الفنان (عبد المجيد عبد الله).
وقد بدأت المذيعة بهذا الموضوع بطريقة حرفية عكست مخزون الذكاء الإعلامي لديها، حيث بدأت تدريجياً.. حتى وصلت لعبد المجيد عبد الله ثم تساءلت: ما سر انقطاع ألحانك عن عبد المجيد؟!
ثم رد (أبو دارين) بقوله:- عبد المجيد فنان كبير وسيكون هناك تعاون بيني وبينه.. ولدي مجموعة من الألحان ممكن أن يتغنى بواحد منها.
ولكن (جومانا) لم تقف عند هذا الحد.. فهذا الجواب الكلاسيكي المُغلف بمجاملة واضحة.. لا يريده الجمهور..
لذا سألته عن رأيه بعبد المجيد وبما يُقدمه حالياً؟!
فرد خالد قائلاً: سمعت شريط عبد المجيد بالتليفون لمدة ثلاث ساعات.. والاستماع عبر التليفون غير واضح.. وهناك أغنية أضحكتني.. ومع ذلك لم تدعه (جومانا) وشأنه.. فقالت متعجبة: معقولة لم تسمع الشريط حتى الآن..؟!
فرد مُكرهاً بقوله:
سمعته وبصراحة عبد المجيد لا يُقدم ما يتلاءم مع إمكانياته ثم استطرد -وكأنما شهيته في الحديث انفتحت عن العصفور- فقال:-
* عبد المجيد من الأصوات الجميلة لكن مشكلته لا يعرف ماذا يُريد أن يقول.. فهو حَيران حتى الآن ولم يصل للمحطة التي يُريدها، ثم اختتم هذا الحديث برسالة يوجهها له قائلاً: عبد المجيد أنت عاوز إيه بالضبط؟
(عبد المجيد.. ماذا يريد؟؟)
حقيقة عندما يأتي هذا الرأي من فنان خبير وملحن متميز كخالد الشيخ يجب أن نتوقف كثيراً عند كل كلمة قالها (فمهووسو عبد المجيد) الذين لم يكفوا عن التطبيل له ولألبوماته الأخيرة يجب أن يرضخوا للأمر الواقع، فنحن لا نريد أن يسير فنان بحجمه من سيئ إلى أسوأ!!
ولم يقف خالد الشيخ في حديثه عند هذا الحد.. حيث وصَف شخصية (أبي عبد الله) بالقلقة وخصوصاً عندما يُريد أن يطرح ألبوماً.. وصفة القلق عندما تلازم أي فنان تُعتبر سلاحاً ذا حدين إما أن يُثمر هذا القلق عن أداء رائع ومطمئن أو العكس، ويبدو أن القلق الملازم لعبد المجيد يجعله يعتقد واهماً أنه لا يزال يُقدِّم ما يُرضي جمهوره بينما الحقيقة عكس ذلك تماماً.
بعد ذلك سألت المذيعة خالد عن (عبد الله الرويشد) وهل وصل للمحطة التي يُريدها؟!
فقال: (لما يسمع الكلام) يصل للمحطة التي يريدها فهو أحياناً يكون ديكتاتورياً ومتسلطاً ولا يُعطيني الحرية في القيادة.
وأيضاً من خلال إجابة (خالد الشيخ) هُنا نجد أنه حاول أن يُقدم رسالة أخرى لعبد المجيد عن طريق الرويشد، حيث أن الأخير وصَل لما يُريد بينما أنت يا عبد المجيد ما زلت تبحث عن ما تريد.. وهذه تعتبر كبيرة فعلى الرغم من السنوات الطويلة التي أمضاها عبد المجيد في الفن والطرب إلا أنه حتى هذه اللحظات لا يعرف ماذا يريد؟ وأي محطة ينوي الوصول إليها.
(آن الأوان) لأبي عبد الله أن يخرج عن صمته وخصوصاً بعد النقد الصادق والموضوعي من قبل معظم الفنانين الكبار وأولهم فنان العرب (محمد عبده) ثم راشد الماجد والآن رفيق انطلاقته الأولى (خالد الشيخ) وصاحب أحد أهم المراحل في حياة عبد المجيد الفنية.
لا أريد أن أعيد وأزيد في هذا الجانب لكن من مصلحة عبد المجيد أن يلتفت إلى نفسه قليلاً ويعرف أن عليه المبادرة وشرح كل ما يتعلق بما قدمه وسبب تراجعه وذلك بمؤتمر صحفي يعقده سريعاً وقبل فوات الأوان!!
علاقته بهتان
* في سؤال عن سر حضور الشاعر (هتان) في ألبوماته.. قال خالد الشيخ موضحاً سر هذه العلاقة.
هناك جزء من العائلة ونحترمها كثيراً ثم تطرق لتفاصيل أغنيته (كثر الفراق) التي كتبتها وكيفية إصرار عائلته على اللحن الذي صنعه أثناء إحدى الجلسات مع زوجته وبناته.
* وعن ما إذا كان جامل بعض الفنانين في ألحانه؟!
رد الشيخ بكل وضوح وصدق.. قائلاً: -
جاملت كثيراً عندما لحنت لأصوات غير مقنعة، حيث لم أحسن اختيار الصوت المناسب للحن المناسب وأكد أنه يتألم عند سماعه لبعض هذه الأغاني التي جامل فيها.
وفي ختام اللقاء أشاد (خالد الشيخ) بالدعم اللا محدود الذي تقوم به شركة (روتانا) لكل الفنانين المنتمين إليها وذلك بفضل وقوف الجميع على هذا الدعم وعلى رأسهم سمو الأمير الوليد بن طلال. وتمنى (خالد) أن يكون نصيب (روتانا) هو النجاح المستمر كما هو الحال مع كل المشاريع التي يتولى إدارتها.. هذا الأمير الناجح.
لقطات من اللقاء
* أكَّد خالد أن الشاعر مسفر الدوسري يحرضه على الإبداع والدليل أغنية (تعالي).
* تغنّى الفنان خالد الشيخ بمعظم أغاني ألبوم (صباح الليل).
* تطرق المخرج (يعرب بورحمة) لأغنية (المحبة طيور) وتفاصيل تصويرها، حيث تمت في أجواء باردة.
* أوضح الموزع الموسيقي (أشرف محروس) أن أغاني (خالد) تستفزه موسيقياً وهذا هو سر إبداعه فيها.
* نفى الفنان (خالد الشيخ) تهمة التعالي التي يصفه بها البعض.
* ذكر (أبو دارين) أن الأغنية الحالية لا يوجد فيها تلقائية وعفوية كما في السابق، بل هي صناعة احترافية بسبب وجود مجموعة أفراد من المتخصصين.
* أغنية (رويدا) (آخر حب) تمنى لو تغنى بها لأنها لم تمنح الفرصة الكاملة والمطلوبة.
|