بداية، أود أن أشير إلى أن عنوان هذه المقالة في هذه الزاوية ليس من عائلة أفكاري فضلاً أن يكون من بناتها وإنما هو عنوان مقالة -على ما أظن- للكاتب الأستاذ فهد السلمان، في أحد أعداد مجلة (تجارة حائل)، وصف فيها الأديب الراحل الأستاذ فهد العلي العريفي بأنه الجبل الحائلي الثالث بعد جبلي (أجاء) و(سلمى).
نعم.. رحل (العريفي) العلامة المميزة في (الثقافة الحائلية)، خبا صوته الرائع الذي يلهج بقول الحقيقة دائماً.. ظل هذا الرحل - طوال حياته- يضوع حباً ليس لحائل وحدها وإنما للوطن كله، فلا تلومونه إن أحب درة الجمال، وليس غريباً على العريفي أن يحب الوطن.
لقد غيب الموت صديقنا (فهيد الحائلي)، وطويت صفحة مشرقة من صفحات البهاء، وستظل رغم هذا الغياب سيرته تعبق وذكراه تحلق في كل مكان، فللعريفي عند (الحائليين) مكانة تشبه جبلي أجاء وسلمى، بل تسعد وتفخر حينما يكون هو الجبل الثالث الأشم -كما يقول الزميل السلمان-.
العريفي لنا جميعاً نحن أبناء الوطن، شماله وجنوبه، غربه ووسطه وشرقه، فلن تُختطَف سيرته العابقة بالجمال والبهاء، ولن يغيب الموت أعماله وعطاءه الإنساني النبيل، ولن تتوارى مع النسيان أعماله الرائعة، ومحبته المفعمة -دائماً- بالصدق والوفاء الذي يتمتع بها الراحل عند (الأدنين والأقصين).
رحم الله (العريفي) رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته.
|