بقلب مليء بالإيمان، وبعين ساهرة الليالي الطوال، وبنفس طماحة للأهوال، وبصدر باتر للأحوال، وبخطوات حثيثة نحو الآمال، خطت الفتاة السعودية طريقها نحو المستقبل الذي تنظر إليه بمنظار أبيض، والأمل يحدوها نحو التحصيل وجني الثمار.
هكذا كانت الفتاة السعودية قبل عشرين عاماً تقريباً، وقد خطت عتبات أبواب المدارس بخطوات متوَّجة بالجد والمثابرة، تمقت فيها خيبة الأمل، وترحب فيها بالصدق والعمل، حتى قد وقفت على أبواب الجامعات والكليات في هذه الأيام وهي لا تزال تكنُّ بين أضلع صدرها الشريعة الإسلامية والمعتقدات المحمدية، فهنيئاً لها وهي لا زالت متمتعة ومتمسكة وعاملة بهذه المعتقدات الشريفة الحاوية بين جداولها أنبل وأسمى الديانات السماوية. إنها الفتاة التي لم يستطع الغرور أن يختلج في نفسها، بل جعلت أصنافه تتحطم على صدرها المؤمن القوي الثابت، فهي تؤمن بأن تقدُّمها العلمي هذا لم يُغْرِ بها الى التسامح والتهامل في حقوق معتقداتها المحمدية كما أغرى بغيرها في المشرق والمغرب، بل وتؤكد بأن زيادة تحصيلها العلمي قد يساعدها على الحفاظ والإيمان بالمعتقدات أكثر من اللازم؛ لأنها فوق ذلك لا زالت عاملة بما يثبت كلمة (لا إله إلا الله محمد رسول الله)؛ لأنها عاشت تحت كبد سماء هذه الكلمة الطاهرة، وعلى ظهر أرضها البارة، وتلظت بشمسها الساطعة، ورويت بمائها العذب القراح. إنها تؤكد بأنه لا يحق لها أن تتهامل في معتقداتها، وأن تقترب نحو تيار التقاليد الزائفة، إنها تمقتها كل المقت، وتحاربها أشد المحاربة؛ خوفاً من أن تهوى بها الى الضلال كما هَوَتْ بغيرها من فتيات شعوب العالم.
فهنيئاً لهذه الفتاة التي لم تنزل إلى أرصفة الشوارع وهي مرتدية (الميني جوب)، ولم تذهب لمنزلها الثاني المدرسة بدون عباءة معتقدة بأن هذه الأشياء عار عليها وعلى ذويها. فحمداً لله وشكراً على نعمته وهدايته لهذه الفتاة الى طريق الصواب والصلاح بعدما حظيت بصدًى طيب في جميع الأقطار بالمحافظة على التقاليد العربية المسلمة، وبالتقدم العلمي المطرد.
حسين سالم قاسم القحطاني/الطائف |