في مثل هذا اليوم 16 من مايو من عام 1990م، حاولت الحكومة البريطانية أن تؤكد من جديد للجمهور على أن اللحم البقري البريطاني آمن، وذلك على الرغم من المخاوف المتزايدة من مرض جنون البقر.
وقد دعا وزير الزراعة البريطاني، جون جومر، الصحفيين والمصورين لالتقاط الصور له وهو يحاول إطعام ابنته، كورديليا، التي تبلغ من العمر أربع سنوات برجر من البيف في دائرة الانتخابات التابعة له في سافولك. وعندما رفضت ابنته تناول البرجر، تناول هو بنفسه منه قائلاً: (إنها لذيذة جداً).
كما قام كبير الأطباء في الحكومة، السيد دونالد آشيسون، بإعادة تأكيد ما قاله وزير الزراعة في تصريح رسمي يؤكد فيه صلاحية اللحم البقري للأكل.
وقال دونالد آشيسون بعد أن استشار الخبراء الرواد في مجال الطب والعلوم انه لا يتردد في القول بأن: (بوسع الجميع أكل لحم البقر وهم مطمئنون، الكبار والصغار ومن بينهم المرضى في المستشفيات).
هذا وقد ارتفعت عدد حالات جنون البقر في الماشية منذ الحالة الأولى التي اكتشفت في عام 1986 والتي وصلت في ذلك الوقت إلى حوالي 14000 ألف حالة على الرغم من سياسة الحكومة في ذبح جميع الحيوانات المصابة ومنعهما من الدخول في سلسلة الطعام.
وقد أدى الاهتمام المتزايد بهذا الموضوع إلى أن اتخذت 20 سلطة تعليمية قراراً بمقاطعة منتجات لحم البقر ورفع لحم البيف من قائمة مئات المدارس في جميع أنحاء البلاد.
هذا وقامت لجنة الزراعة التابعة لمجلس العموم بعمل بحث عاجل حول الأخطار المحتملة الناتجة عن جنون البقر على الإنسان.
وترأس اللجنة عضو البرلمان المحافظ جيري ويجن الذي كان يعمل بوزارة الزراعة سابقاً.
وقال جيري ويجن إنه لا يعتقد أن هناك أي تهديد على المواطنين من (لحم البيف المطهو جيداً) وانتقد سلطات التعليم المحلية التي استبعدت لحم البيف من مقاصف المدارس. وقال المتحدث الرسمي لحزب العمال حول شؤون الزراعة ديفيد كلارك أن طريقة تعامل الحكومة مع أزمة مرض جنون البقر كانت مخيبة للآمال وأظهرت عجزها عن التعامل مع قضايا الغذاء الحساسة.
|