تصاعد الاحتجاجات في فرنسا

في مثل هذا اليوم 16 مايو من عام 1968، تصاعدت الأزمة في فرنسا حيث كان هناك إضراب عام في جميع المصانع على مستوى الدولة، وتم إغلاق جميع
منافذ توزيع الصحف وكذلك أُغلق المطار الجوي وخطان للسكة الحديد. وبنهاية الشهر قام ملايين العمال بإضراب وبدت فرنسا على شفا ثورة عمالية متطرفة.
بعد ثورة الجزائر في الخمسينيات، دخلت فرنسا فترة من الاستقرار في الستينيات. وتم إلغاء الإمبراطورية الفرنسية. وتحسًّن الاقتصاد وكان الرئيس شارل ديجول حاكماً عادلاً. لكن الغضب كان مختبئا تحت الرماد وخاصة بين الطلاب الشبان الذين كانوا ينتقدون بشدة النظام الجامعي البالي في فرنسا وندرة فرص العمل للخريجين. وبدأت مظاهرات الطلاب من أجل تحسين التعليم في 1968، وفي 3 مايو قامت الشرطة بتفريق مظاهرة في جامعة السربون، وألقت القبض علي مئات الطلاب كما جُرح العشرات منهم.
وبعد هذه الواقعة توقفت المحاضرات في جامعة السربون وخرج الطلاب للشوارع في الميدان اللاتيني (منطقة الجامعة في باريس) لاستئناف مظاهراتهم. وفي 6 مايو أدت المعارك بين رجال الشرطة والطلاب إلي إصابة مئات الطلبة. وفي ليلة 10 مايو أقام الطلاب بعض الحواجز وقاموا بأعمال شغب أدت إلي إصابة حوالي 400 أكثرهم من رجال الشرطة. وبدأ الطلاب اليساريون ينادون بتغيير اقتصادي وسياسي جذري في فرنسا، وقام زعماء الاتحاد بالتخطيط لعمل إضراب تأييدا للطلاب. وفي محاولة لتخفيف الأزمة، أعلن رئيس الوزراء جورج بومبيدو عن إعادة فتح جامعة السربون في 13 مايو ليعود الطلاب إلي دراستهم.
وفي ذلك اليوم احتل الطلاب مباني السربون وحولوها إلى لجان ثورية، وخرج العمال المضربون والطلاب المتظاهرون إلى شوارع باريس. وفي الأيام القليلة التالية انتشرت المظاهرات في بقية الجامعات وكذلك الإضراب عن العمل بتأييد ملايين العمال الآخرين مما أدى إلى وضع فرنسا في مأزق وأزمة حقيقية.
وفي 30 مايو أعلن الرئيس دي جول عن حل الجمعية الوطنية (البرلمان) ودعا إلى تنظيم انتخابات وطنية. وصرح أنه سوف يقوم باستخدام القوات المسلحة إذا لزم الأمر لإعادة النظام إلي البلاد. وتجمع حوله المنتمون إلي حزبه ومواطني الطبقة المتوسطة، وبدأ العمال يعودون لاعمالهم تدريجيا. واستمرت مظاهرات الطلاب حتى 12 يونيو إلى أن تم حظر المظاهرات وفصل الطلاب من جامعة السربون.
وخلال جولتين من الانتخابات استطاع حزب دي جول أن يفوز بأغلبية في الجمعية الوطنية. وقامت حكومة دي جول بمنح بعض الامتيازات مثل رفع أجور العمال وتحسين أوضاع العمل وكذلك تمرير قانون لإصلاح التعليم وتحديثه.