Sunday 16th May,200411553العددالأحد 27 ,ربيع الاول 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

خروشوف هاجم -أيزنهاور خروشوف هاجم -أيزنهاور

في مثل هذا اليوم 16 مايو من عام 1960، وفي أوج الحرب الباردة بين الاتحاد السوفيتي وكتلته والولايات المتحدة الامريكية وحلفائها، وفي أعقاب إسقاط السوفيت طائرة التجسس الأمريكية يو2 في الأول من شهر مايو، وجه الزعيم الروسي نيكيتا خروشوف انتقاداً عنيفاً ضد الولايات المتحدة ورئيسها دوايت دي.أيزنهاور في اجتماع قمة باريس بين رئيسي البلدين. وقد انفجر خروشوف غاضباً في وجه أيزنهاور، مما حال دون التوصل إلى محادثات أو مفاوضات ناجحة في مؤتمر القمة.
وقد أسقط السوفيت في الاول من مايو طائرة تجسس تابعة لوكالة الاستخبارات الأمريكية، وألقوا القبض على الطيار جاري فرانسيس باورز. وأصدرت حينها الولايات المتحدة بياناً شاملاً نفت فيه استخدام الطائرة للتجسس، وادعت أنها مجرد طائرة جوية انحرفت عن مسارها الصحيح. ورداً على الإدعاء الأمريكي عرض السوفيت الطيار الأسير (باورز) كما كشفوا عن حطام الطائرة واعتراف باورز بأنه كان يعمل لحساب ال(سي آي أي). وكان هذا الحادث بمثابة إخفاق في العلاقات العامة بالنسبة لأيزنهاور الذي اضطر إلى الاعتراف بأن الطائرة كانت بالفعل تتجسس على روسيا.
وعندما وصل أيزنهاور وخروشوف إلى باريس لبدء اجتماع القمة في 16 مايو-أيار كانت التوترات مازالت قائمة بين الجانبين بسبب حادث طائرة التجسس. صب خروشوف جام غضبه على الولايات المتحدة وأعلن أنه لن يتم الترحيب بأيزنهاور لدى زيارته للاتحاد السوفيتي أثناء زيارته المقررة في يونيو-حزيران. وأدان خروشوف الأعمال الاستفزازية المرفوضة التي تقوم بها الولايات المتحدة بإرسال طائرة تجسس على الاتحاد السوفيتي، وطلب من أيزنهاور حظر رحلات الطيران في المستقبل ومعاقبة المسئولين عن انتهاكات متعمدة ضد اتحاد السوفيتي. وعندما وافق أيزنهاور على تعليق رحلات طيران التجسس، ترك خروشوف الاجتماع غاضباً. ووفقاً لمسئولي الولايات المتحدة، فقد كان أيزنهاور حانقاً من خروشوف لهجومه العنيف على الولايات المتحدة. وتم رسمياً تأجيل اجتماع القمة حتى اليوم التالي دون عقد المزيد من الاجتماعات بين خروشوف وأيزنهاور، الأمر الذي حال دون إتمام رحلة أيزنهاور المخطط لها إلى موسكو في يونيو-حزيران.
وكان انهيار مؤتمر قمة مايو 1960 ضربة قاصمة للمواطنين في كلا البلدين والذين كانوا يعتقدون بأن فترة من (التعايش السلمي) بين القوتين العظميين تلوح في الأفق. وخلال الأعوام القليلة الماضية، أعرب أيزنهاور وخروشوف علناً عن رغبتهما في تخفيف حدة توترات الحرب الباردة بين البلدين، بيد أن حادث طائرة التجسس وضعت حداً لمثل هذه المحادثات، على الأقل في ذلك الوقت.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved