حول ما نشرته « الجزيرة » عن «ابن وزير النقل يحاور أباه»:
كنا ننتظر تطوير سكة الحديد بالخرج وفوجئنا بإغلاق خدمات نقل الركاب وعدم افتتاح إدارة للطرق

سعادة الأستاذ خالد بن حمد المالك
رئيس تحرير جريدة الجزيرة.. تحية طيبة وبعد:
اطلعنا على ما نشر في جريدتكم الغراء في العدد رقم (11402) في يوم الأربعاء 23- 10-1424هـ في محليات ص (5) بعنوان (ابن وزير النقل يحاور أباه: ثلاثة طرق جديدة للسكك الحديدية تربط مناطق المملكة.. مشروع النقل تحت الأرض غير مشجع وأقررنا بدائل أخرى غير مكلفة) بقلم المتدرب محمد جبارة الصريصري، نقدم لجريدتنا الجزيرة كل المحبة والتقدير والاحترام والثناء الكبير على تبنيها هذا المشروع الوطني الحيوي لرواد الصحافة في المستقبل بإذن الله. وإن هذا الحوار مع معالي وزير النقل حوار ذو شجون واتضح من خلاله ما يسعى له من إنشاء المشروعات العملاقة في الحاضر والمستقبل ولتطوير قطاع النقل في المملكة. ولفت نظرنا ما طرحه المحاور على معاليه (حول دور الإعلام في تجلية الحقائق وإبراز الصورة، وما هي خطة الوزارة نحو الإعلام).. وقد أشار معاليه قائلاً: نحن في الوزارة نسير وفق خطة إعلامية متزنة الحقائق كما هي دون تضخيم، كما أننا نستفيد من كل ما يطرح في وسائل الإعلام من قضايا تخص قطاع النقل. إننا أبناء الخرج نطرح بعضاً مما يعانيه قطاع النقل والمواصلات بالخرج عبر منبر جريدتنا الجزيرة، التي دائماً تسهم بشكل فعال ومتواصل بإيصال كافة الحقائق للمسئولين في الدولة -أعزها الله- بكل شفافية ووضوح.. وهنا نعرج على العاصمة الإدارية للخرج، فالخرج تعتبر اليوم واحدة من أهم المحافظات الرئيسية بالمملكة التي اكتسبت الكثير من الأهمية الإستراتيجية خلال السنوات الأخيرة.. وتعد (حاضرة الخرج) واحدة من أسرع المدن السعودية نمواً خلال العشرين عاماً الماضية التي شهدت قفزات متعددة وتطوراً ملحوظاً ونمواً كبيرا في مختلف القطاعات الحكومية المدنية منها والعسكرية، وما شهدته من ارتفاع ملحوظ في معدلات النمو السكاني والاقتصادي التي تجاوزت كل المؤشرات والتوقعات. وأمام مجموعة كبيرة من المعطيات شرعت (وزارة الشئون البلدية والقروية) مؤخراً في تنفيذ المخطط الإستراتيجي الشامل للخرج، ويشتمل على العاصمة الإدارية مدينة الخرج والعاصمة التاريخية مدينة الدلم والمدينة الحديثة الهياثم، والذي يهدف إلى إعداد مخطط هيكلي وسياسات حديثة تحكم نمو المدينة للسنوات الخمس والعشرين المقبلة. ويشتمل المخطط الإستراتيجي على مختلف النواحي الاجتماعية والثقافية والصحية والاقتصادية والبيئية، إضافة إلى العمرانية والتخطيطية. وتعتمد الرؤى المستقبلية للخرج على تحقيق الرغبات الإنسانية الحميدة والعيش الكريم في بيئة تعطي الأولوية لمتطلبات السكان الإنسانية والاجتماعية، وجعلها واحة معاصرة تنسجم تنميتها مع بيئتها وتحافظ على مواردها الطبيعية، إضافة إلى كونها مدينة جميلة لها شخصيتها المتميزة المتكاملة مع الحياة الاجتماعية والثقافية. إن المتتبع للخرج يلمس سباقها المحموم مع الزمن وأمام هذا التطور المستمر للمدينة بشكل خاص والمحافظة بمدنها وقراها بشكل عام.
بات من الضروري إعادة النظر في خدمات (وزارة النقل) التي سجلت غياباً غير مسبوق عن الخرج في شتى خدماتها، فبعد أن كنا ننتظر تطوير خدمات المؤسسة العامة للخطوط الحديدية جاءت الوزارة لتقرر إغلاق خدمات نقل الركاب عبر محطة الخرج دون سابق إنذار بحجة اختصار مسافة الطريق بين الرياض والمنطقة الشرقية دون مراعاة لمصالح المواطنين، حيث كانت هذه المحطة تخدم مدن الخرج وقراها ما يزيد عن ثلاثين عاما، ولم تفلح كل المحاولات والنداءات والاستغاثات لثني الوزارة عن تنفيذ هذا القرار.. ونحن نتحدث بلغة المنطق والعقل وبعيداً عن العاطفة فبعد هذا التطور الكبير الذي شهدته الخرج كنا ننتظر من (وزارة النقل) أن تعيد النظر في غيابها غير المبرر على الأقل في الوقت الراهن.. إلا أن الوزارة ظلت تتجاهل كل المطالبات المتكررة والملحة سواء عبر القنوات الرسمية أو الصحف المحلية.
ونود في هذا السياق أن نستعرض بعض الملاحظات والاحتياجات في العاصمة الإدارية للخرج التي رأينا ضرورة إشعار مقام وزارة النقل بها وعلى رأسهم معالي وزير النقل الدكتور جبارة بن عيد الصريصري وأصحاب السعادة وكلاء الوزارة وجميع المسئولين في وزارة النقل للمصلحة العامة التي ينشدها ولاة الأمر (حفظهم الله جميعاً) وكافة المسئولين في بلادنا المباركة وهي على النحو التالي:
أولاً: فقد طالبنا وتساءلنا كثيراً ولا زلنا نتساءل عن السر الكبير في إحجام (وزارة النقل) عن افتتاح إدارة للطرق والنقل في الخرج برغم انتشار فروعها في مختلف المناطق وفي مدن ومحافظات، وليست الخرج بأقل شأنا وأهمية من تلك المناطق والمحافظات التي شملتها رعاية وزارة النقل بافتتاح تلك الإدارات بها.. ونعتقد أنه حان الوقت لافتتاح إدارة للطرق والنقل في الخرج، على أن تكون هذه الإدارة ذات نفوذ وصلاحيات بحكم اتساع الخرج وتعدد طرقها.. فالخرج والمدن والقرى التابعة لها بحاجة إلى تخطيط مشاريع طرق جديدة رئيسية وفرعية وزراعية، وصيانة مستمرة وإعادة هيكلة للطرق القائمة حالياً. والسؤال الذي يتبادر إلى ذهن أهالي الخرج كافة (لوزارة النقل): هل الخرج لا تستحق إدارة طرق؟؟؟!!!
ثانياً: العاصمة الإدارية للخرج (مدينة الخرج- السيح):
(أ):- إننا نعود ونتساءل من جديد حول مبررات تأخر تنفيذ الطريق الدائري المنتظر في الخرج والذي انتهت الوزارة من تصاميمه منذ عدة سنوات إلا انه لا يزال حبيس الأدراج رغم المطالبات المتكررة والملحة بسرعة تنفيذ المشروع لأهميته الاستراتيجية التي تفرضها الظروف التي تعيشها محاور الطرق، وما تشهده بشكل يومي من اختناقات مرورية لا سيما المنطقة المركزية وسط المدينة في ظل الزيادة والنمو السكاني الذي تجاوز (النصف مليون نسمة) منذ عدة سنوات وفقاً لآخر إحصائية صادرة من مصلحة الإحصاءات العامة في وزارة التخطيط والاقتصاد.
(ب):- تشهد المنطقة المركزية وسط المدينة معاناة حقيقية من اختناقات مرورية بسبب تزايد أعداد الشاحنات وناقلات القطاعات العسكرية، كما تكثر ناقلات مصانع الألبان المنتشرة في الخرج وتوابعها، وأصبحت الحاجة ماسة بل ملحة لإحداث عدد من الطرق المساندة شمال الخرج.. ونقترح في هذا الصدد ما يلي:
أ) فتح طريق مزدوج يربط طريق الملك عبدالعزيز بطريق الملك فهد مخترقاً بلدة اليمامة.
ب) فتح طريق يبدأ من ميدان فرزان في شمال الخرج ويتجه شرقاً حتى يلتقى بطريق حرض بالسهباء، ويمثل امتداد طريق الرياض الشرقية مروراً بشمال الخرج وسيخدم هذا الطريق المسافرين إلى المنطقة الشرقية ودول الخليج، وكذلك يخدم أبناء دول الخليج المسافرين للأراضي المقدسة، وسيحقق هذان الطريقان عدة منافع أهمها: نقل حركة الشاحنات بعيداً عن وسط المدينة وتخفيف الضغط الحاصل حالياً على طريقي ثمامة وحرض، والأخير يخدم أفراد وموظفي قاعدة الأمير سلطان الجوية وقاعدة الخرج العسكرية إلى جانب العديد من منسوبي الجهات الحكومية المختلفة في شرقي الخرج.
ج) فتح طريق يتجه جنوباً لخدمة المخططات السكنية في أحياء مشرف حيث لا يوجد في الوقت الحاضر طريق رسمي ومعتمد يخدم سكان هذه الأحياء.
د) هناك شكاوي متصاعدة جراء توقف (وزارة النقل) عن إكمال ازدواجية مدخل الخرج الشرقي وتحديداً من تقاطع طريق الملك فهد وحتى تقاطع طريق قاعدة الأمير سلطان الجوية.. فعابرو الطريق يعانون كثيراً نتيجة الازدحام المتواصل كون الطريق ذا مسار واحد فقط وتعبره مئات الشاحنات الكبيرة والمتوسطة والصغيرة على مدار الساعة، خصوصاً أن الطريق يعتبر المنفذ الوحيد للمشاريع الزراعية في السهباء التي تحتضن كبرى الشركات الزراعية ومصانع الألبان في المملكة، ولعل أكبر المتضررين هم منسوبو قاعدة الأمير سلطان الجوية الذين يعبرون الطريق بشكل يومي.
هـ) هناك حاجة ماسة بل وملحة تفرضها الظروف التي تعيشها محاور الطرق في مدينة الخرج وتتمثل في إنشاء عدد في الجسور عند عدد من التقاطعات الرئيسية للطرق منها:
أ - إنشاء جسر عند تقاطع طريق الملك عبدالعزيز بطريق ثمامة لخدمة طريق ثمامة السريع. (ويمثل طريق ثمامة المحور الرئيسي بالمدينة من الشرق إلى الغرب وبالعكس).
ب - إنشاء جسر عند ميدان اليمامة (لخدمة طريق ثمامة السريع).
ج- إنشاء جسر عند ميدان الملك خالد (لخدمة طريق حرض السريع).
د- إنشاء جسر عند تقاطع الملك سعود بطريق ثمامة لخدمة مخططات مشرف وما حولها.
نحن أهالي الخرج كافة نتوجه إلى الله سبحانه وتعالى، ثم لمعالي وزير النقل الدكتور جبارة بن عيد الصريصري بتوجيه ما هو مناسب للجهات المختصة في الوزارة بدراسة كافة الاقتراحات والملاحظات المرفوعة لأنظار معاليه، مع النظر بتكوين لجنة على مستوى عال لوضع المسوحات الميدانية على أرض الواقع للعاصمة الإدارية للخرج (مدينة الخرج- السيح) لوضع المخططات اللازمة لتلك الاقتراحات والملاحظات لتنفيذها على مراحل متعددة لتنفيذها حسب برنامج زمني ضمن الميزانيات العامة للدولة في السنوات القادمة إن شاء الله، وتنفيذ ما هو عاجل وملح منها خاصة افتتاح إدارة للطرق والنقل ووضع كافة الترتيبات بصورة عاجلة لتنفيذ الطريق الدائري للخرج المعتمد منذ عدة سنوات، ووضع اللمسات الفنية والتقنية على مخططات الطريق الدائري لتعديل بعض مراحل الطريق الدائري بسبب ما تم من مستجدات على العاصمة الإدارية للخرج من التوسع الأفقي والرأسي، وإنشاء المدينة الصناعية جنوب غربي الخرج وغيرها من المستجدات الأخرى التي طرأت على المدينة في السنوات العشر الأخيرة.