Sunday 16th May,200411553العددالأحد 27 ,ربيع الاول 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الرد على شبهة تكفير العلماء والخروج عليهم الرد على شبهة تكفير العلماء والخروج عليهم
جمعة رجب إكوس/ جامعة أم القرى بكلية الدعوة وأصول الدين

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله أصحابه ومن تمسك بسنته وسار على نهجه إلى يوم الدين.
فإن ما وقع عليه شباب الغيورين في وقتنا الحاضر من قتل الأبرياء وسفك دماء بغير الحق وما يترتب في ذلك من تكفير العلماء والخروج عليهم لا يجوز. قال الله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً} (59) سورة النساء.
فهذه الآية نص في وجوب طاعة أولي الأمر وهم الأمراء والعلماء وقد جاءت السنة الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تبين أن هذه الطاعة لازمة وهي فريضة في المعروف .
ويجب على المسلمين طاعة ولاة الأمور في المعروف لا في المعاصي، ولا يجوز الخروج عليهم بأسبابها لقوله صلى الله عليه وسلم: فيما رواه الإ مام أحمد ومسلم (من ولي عليه والٍ فرآه يأتي شيئاً من معصية الله فليكره ما يأتي من معصية الله ولا ينزعنًّ يداً من طاعة) ولما سئل صلى الله عليه وسلم عن ولاة الأمر الذين لايؤدون ما عليهم قال صلى الله عليه وسلم: (أدوا الحق الذي عليكم لهم وسلوا الله الذي لكم) فالواجب على جميع المكلفين التعاون مع ولاة الأمور في الخير والطاعة في المعروف ، وحفظ الألسنة عن التكفير وأسباب الفساد والشر والفرقة والانحلال.
قال عليه الصلاة والسلام فيما رواه الإمام مسلم في صحيحه في كتاب الايمان (من قال لأخيه ياكافر أو يا منافق أو يا خبيث أو يا عدو الله وهو ليس كذلك إلا حار عليه) أي أن الكلام القبيح يرجع إلى القائل ولا يرجع إلى المقول فيه إذا كان لايستحق ذلك فكيف إذا كان ولاة الأمور حريصين على إقامة الحق وإقامة العدل ونصر المظلوم وردع الظالم والحرص على الأمن وعلى حفظه نفوس المسلمين ودينهم وأموالهم وأعراضهم؟ فيجب التعاون معهم على الخير وعلى ترك الشر ويحب الحرص على التناصح والتواصي بالحق حتى يقل الشر ويكثر الخير ويأمن البلد.
أما ما يفعلونه الآن من منازعة ولاة الأمور والخروج عليهم بدون أن يروا كفرا بواحاً عندهم.. وما ذاك إلا ما نراه الآن من فساد كبير وتضيع الحقوق وتختل السبل ولا تأمن.
والقاعدة الشرعية المجمع عليها: أنه لا يجوز إزالة الشر بما هو أشر منه بل يجب درء الشر بما يزيله أو يخففه فإن موضوع التكفير موضوع مهم جداً ولخطورته اهتم به العلماء فألفوا كتبا في بيان خطورته وعلى هذا لا يجوز أن يتكلم فيه من ليس عنده علم ومعرفة نواقض الإسلام المجمع عليها بين أهل العلم ويجب على المسلم أن يتعلم قبل أن يتكلم وأن لا يتكلم إلا عن علم, لأن التكفير حكم شرعي,مرده إلى الله ورسوله ، فكما أن التحليل والتحريم والإيجاب إلى الله ورسوله ، فكذلك التكفير وليس كل ما وصف بالكفر من قول أو فعل يكون كفرا أكبر مُخْرِجا عن الملة.
والتسرع في التكفير يترتب عليه أمور خطيرة من استحلال الدم والمال ومنع التوارث وفسخ النكاح وغيرها مما يترتب على الردة.. فكيف سوغ للمؤمن أن يقدم عليه لأدنى شبهة.. وإذا كان هذا في ولاة الأمور كان أشد, لما يترتب عليه من التمرد عليهم وحمل السلاح عليهم وإشاعة الفوضى وسفك الدماء وفساد العباد والبلاد وتفجير المساكن والمركبات وتخريب المنشآت، فهذه الأعمال وأمثالها محرمة شرعا بإجماع المسلمين لما في ذلك من هتك لحرمة الأنفس المعصومة وهتك لحرمة الأموال والأمن والاستقرار.
وقد حفظ الإسلام للمسلمين أموالهم وأعراضهم وأبدانهم، وقد توعد الله سبحانه من قتل نفسا معصومة بأشد الوعيد, فقال سبحانه في حق المؤمن {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا} (93) سورة النساء.
ونسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يكف البأس عن جميع المسلمين ونسأله أن يعيذنا وإياهم من شرور النفس وسيئات الأعمال واتباع الهوى وأن يعيذنا جميعا من مضلات الفتن. وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved