سجلت إسرائيل فشلاً آخر في أسبوع مليء بالإخفاقات والهزائم بقطاع غزة، فقدت خلاله 13 جندياً في عمليات فدائية نوعية، لكنها قتلت العشرات ودمرت أكثر من مائة منزل وأخفقت في اغتيال أحد زعماء تنظيم الجهاد.
وأكدت تجربة الأسبوع الدامية في غزة أن إسرائيل لا قدرة لها في الاحتفاظ بالقطاع، وإنها ستخرج منه عاجلاً وليس آجلاً وأنها ستفعل ذلك لا لأنها تريد السلام بل لأنها فشلت في إخضاع القطاع بقوة السلاح.
ورغم قناعة حكومة شارون بأن من الخير لها الانسحاب من غزة، إلا أنها تريد أن يكون هذا الانسحاب بعد (انتصار) على المقاومة في القطاع. وهي في سبيل سعيها إلى ذلك (الانتصار) لا تواجه غير الهزائم المتتالية، بل إن استفزازاتها العدوانية حفزت المقاومة الفلسطينية على تحويل غزة إلى مقبرة للدبابات والآليات الإسرائيلية التي انصهرت أجزاؤها فوق الجنود الوجلين الذين أذهلهم سقوط العدد الكبير قتلى في فترة وجيزة.
المواجهة النوعية للمقاومة الفلسطينية أعادت إلى الأذهان تكتيكات وعمليات المقاومة اللبنانية التي جعلت جيش إسرائيل يتقهقر أمام ضرباتها في أحد أيام شهر مايو عام 2000م.
ولا تدرك عقلية إسرائيل الاستعمارية المحتلة استحالة إنزال انتصار حاسم بالمقاومة رغم أنها تحاول ذلك منذ أكثر من خمسة عقود، وهي لا تدرك أيضاً إمكانية التعايش مع الشعب الفلسطيني لأنها تفتقر إلى ما يجعلها تطمئن إلى مثل هذا العيش حيث تنتابها المخاوف وتقض مضجعها هواجس انتقام الآخر وتعصف بها مشاعر الشعور بالذنب، ولا تجد خلاصاً من ذلك سوى بإطلاق العنان لرغباتها المريضة في القتل والتنكيل بالآخرين سعياً وراء انتصارات مزيفة.
|