مات فهد العريفي...
في الوقت الذي يضجُّ بالموت...
فعرفت أنَّه لم يمت...!
ياااااه...!
و... {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ }...
يا فهدُ كلُّنا لاحقون..
هذا الحائليُّ، النَّقيُّ، حدَّ البياض نقيٌّ...
أذكره، في مواقف مشاركة صامتة، ناطقة... صوتَ الأخ الأكبر...
أذكره، في مواقف صدق الكلمة، منطقَ الوضوح الأبلج...
أذكره، في مواقف الأبوَّة, فوزَ كانت قضيَّته..., كي تنعمَ بها عيناه...
أذكره، في مكان (تراكضْتُ) فيه ردحاً ليس من الزمن القليل...:
الرياض، اليمامة، (هي)، وتاريخ حافل بعرق البناء، وريادة الأولويات، والعطاء المتفاني، والصفاء الممتع... والصدق غير المشبوب...
وهو كان يحدبُ، أخاً، مسؤولاً، قارئاً، متابعاً...
النَّاهض في المواقف، ينثرُ البياضَ في هدوءِ تَسلُّلِ ضوءِ الفجر،
الممطرُ، قطراتٍ من غيمة الصَّفاء، يُطهِّر آثارَ العابثين بتربة البياض،
وفوزية كانت بين عينيَّ وعينيْه...
وبين يَدَيْ أوراقي الملمْلمة حدَّ الانتظار، شيءٌ من حبره، وشيءٌ من رسم خطِّه... كلمات منثورة، وأشعار مُرْسلة...
وفي لحظة مثل هذه لا وقت... لفضِّ الانتظار...
بعض قصيد له عندي...
وعبارات صدق في مواكب الصادقين
يدعوني كان: النَّقية...
وما النَّقاء سوى ما فُطر عليه، وجُبل...
الحائلي العفوي، يغادر مواكب الواقفين في طابور الانتظار...
يجتازُ عتبة الفصلِ بين ركضٍ واستقرارٍ، بين عملٍ، ونتيجةٍ، بين خوفٍ، واطمئنانٍ...
مات الحائلي العفوي كي يحيا...
هذا الممتدُّ في عجينة البياض، لا تستلُّه السنون، ولا المواقف، يركضُ في (الزَّمن) المكتظِّ بعكس الراكضين...
يُسقطُ من غيمة بياضه، ما يجلو غبار ركض الراكضين!!
يبقى بهيًّا خلف العتبة التي اجتازها، حيث الاستقرار، والنتيجة، ومكمن الاطمئنان...
*** فوزية... صبحية، و...، و....
قامته ناهضة كما كان في وجهِ دكنِ الحوْلِ من حولنا، بيضاءَ تلوح بالنُّور... فاستبشرا... وكلكم ليفعل لهذا النقيِّ...
*** ألا فليجلعه الله تعالى في نور الفردوس الأعلى... في رحمة أبدية...
ويحتويكم بالسَّكينة... ويمدكم بالصَّبر... فهو بعمله وبكم لم يمت...
وكلنا به لاحقون... رحمه الله رحمة الأبرار، الصادقين، والمَرْضيين..
وإنَّا له وإليه تعالى راجعون...
|