Sunday 16th May,200411553العددالأحد 27 ,ربيع الاول 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

« الجزيرة » تفتح ملفاً شائكاً يؤرق الفلسطينيين « الجزيرة » تفتح ملفاً شائكاً يؤرق الفلسطينيين
أجهزة الأمن الفلسطينية تكشف عن هوية عميلين متورطين في حادثة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها الرنتيسي في حزيران الماضي

* فلسطين المحتلة - بلال ابو دقة:
كشف مصدر أمني فلسطيني مسؤول عن اعتقال الأجهزة الأمنية الفلسطينية مواطنين فلسطينيين بتهمة التورط في محاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها الدكتور عبد العزيز الرنتيسي في العاشر من يونيو - حزيران عام 2003
وأكد المصدر أن المواطنين هما أب وابنه وان الأخير تم تجنيده للتعاون مع المخابرات الإسرائيلية بواسطة والده وانهما اعترفا خلال التحقيق معهما بالتورط في محاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها الشهيد الرنتيسي عبر رصد تحركاته ومراقبته وتزويد المخابرات الإسرائيلية بمعلومات عن السيارات التي يستقلها..
وعلمت (الجزيرة) أن اعتقال المشتبه بهما تم قبل شهرين، وان الإعلان عن القضية جاء بعد استكمال الأجهزة الأمنية تحقيقاتها بهذا الشأن وتحويلهما إلى النيابة العامة تمهيدا لتقديمهما إلى المحاكمة.
وقال نعيم أبو حسنين مدير التحقيقات في جهاز المخابرات العامة خلال مؤتمر صحفي عقده في سرايا غزة، شاركت فيه (الجزيرة): إن قيام الأجهزة الأمنية بالإعلان عن هذا الاعتقال جاء للرد على من اتهم الأجهزة الأمنية بالتقصير في معالجة موضوع العملاء، مؤكدا على أ ن الأجهزة الأمنية تعمل بمهنية عالية وليست بأهواء أو اتهامات لا أساس لها من الصحة تجاه أي مواطن..
وكشف أبو حسنين عن هوية العميلين المتورطين في حادثة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها الرنتيسي، والعميلان هما محمود محمود أبو قينص (52 عاما)، وابنه رامي، وقد أدليا باعترافاتهما حول مراقبة سيارة الرنتيسي وتوجهها وكيفية قصفها في العملية الفاشلة، وتم تحويل ملفهما للنائب العام..
ودعا مدير التحقيقات في جهاز المخابرات العامة القوى الفلسطينية إلى التعاون مع الأجهزة الأمنية، قائلا: لقد طلبنا منهم مرات عدة تزويدنا بمعلومات تفيد تحقيقات تجريها الأجهزة الأمنية في قضية الاغتيالات وغيرها إلا انهم رفضوا ذلك وهو الأمر الذي يعيق التحقيق في قضايا وملفات عدة.
مدير جهاز الأمن الوقائي في غزة: أجهزة الأمن الفلسطينية تقوم بجهد مكثف، خاصة فيما يتعلق بحادثتي اغتيال ياسين والرنتيسي..
إلى ذلك اعتبر العقيد رشيد أبو شباك، مدير جهاز الأمن الوقائي الفلسطيني في قطاع غزة انه ليس من حق أي فصيل فلسطيني أن يدعي بأنه سيتحمل مسؤولية معالجة ظاهرة العملاء..
وقال أبو شباك فى تصريحات صحافية رصدتها (الجزيرة): انه ما دامت هناك سلطة فلسطينية مسئولة عن الأمن الداخلي فانه يتوجب عليها أن تقوم بواجبها في محاربة هؤلاء وإلقاء القبض عليهم وتقديمهم للعدالة..
وأشار مدير جهاز الأمن الوقائي الفلسطيني إلى أن الجميع يتذكر جيدا أن الأجهزة الأمنية اتخذت الكثير من الإجراءات، بما في ذلك الاعتقال، ضد العملاء عندما تنامى دورهم واخذ شكلا خطيرا من خلال مساعدة الاحتلال في الوصول إلى أهداف حيوية خاصة استهداف قادة الفصائل والمناضلين..
وألمح ابو شباك إلى أن الأجهزة الأمنية ألقت القبض على عملاء لهم صلة بمساعدة أجهزة الأمن الإسرائيلية في اغتيال قادة فلسطينيين، لكنه استدرك قائلا: لسنا بصدد الإعلان عن كل ما لدينا من اعتقالات جرت في صفوف العملاء ولا نريد الكشف عن كثير من التفاصيل في هذا الجانب، خاصة وأن الآهلان عن إنجازات قد يضر بالعملية الأمنية..
وأوضح مدير جهاز الأمن الوقائي الفلسطيني إذا كان لدى البعض معلومات تتعلق بقضايا محددة فليقدمها لأي جهاز أمني حتى يصار إلى متابعتها حتى لا تتهم الأجهزة هذه بالتقصير بالقيام بمسئولياتها..
من جهة أخرى أعرب المسؤول الأمني عن أسفه لعدم وجود تعاون بين التنظيمات الفلسطينية والأجهزة الأمنية..
وقال أبو شباك: صحيح انه يمكن أن يكون لهذه التنظيمات اعتباراتها الخاصة، ولكن اعتقد أننا نتحدث عن ظاهرة لها علاقة بالمجتمع الفلسطيني وبأمن الأفراد والقادة.. اعتقد أن تجربة الأجهزة الأمنية في هذا المجال تفوق تجربة كل التنظيمات المجتمعة، وهي الأقدر على الوصول إلى هؤلاء الأشخاص، لذلك فان مسألة التعاون ضرورة وطنية وضرورة موضوعية ستخدم مصلحة التنظيم، وتخدم المشروع الوطني الفلسطيني ولا تخدم جهة أخرى..
وحسب أبو شباك: فان الأجهزة الأمنية الفلسطينية تولي أهمية خاصة لملف العملاء منذ الفترة التي سبقت الانتفاضة، مضيفا: أن قضية العملاء تحولت في الانتفاضة الفلسطينية الأولى إلى قضية مركزية لكثير من الفلسطينيين لدرجة تسببت بالأذى لهم وكانت لها نتائج خطيرة دفع ثمنها المواطن الفلسطيني..
وفي تفسيره لاعلان كتائب القسام وكتائب شهداء الأقصى عن نيتهم فتح هذا الموضوع دون تنسيق مع السلطة الفلسطينية، قال مدير جهاز الأمن الوقائي الفلسطيني: أنا لا أريد إصدار أحكام مسبقة حول نوايا هؤلاء وكيفية تفكيرهم فيما يخص موضوع العملاء..
ورأى أبو شباك: انه على الأقل فان السلطة الفلسطينية لا تزال موجودة رغم حالة الضعف التي تعتريها إلا أنها قادرة تماما على القيام بواجبها في هذا المجال، وقال إن حركة حماس لم تساعد السلطة، منذ اغتيال الشيخ احمد ياسين وحتى اغتيال الدكتور عبد العزيز الرنتيسي، في متابعة ملفي الاغتيال رغم الجهود التي يبذلها جهاز الأمن الوقائي الذي يقوده لمتابعة قضيتهم والكشف عن المتورطين فيها..
وكانت كتائب شهداء الأقصى قد أعلنت قبل يومين مسئوليتها عن قتل أحد المشتبهين في تعاونهم مع أجهزة الأمن الإسرائيلية، فيما أعلن اكثر من مسؤول في حركة حماس نية الحركة فتح ملف العملاء الخطير الذي يعاني منه المجتمع الفلسطيني..
وأوضح أبو شباك: أن أجهزة الأمن الفلسطينية لديها يومياً نشاطات في هذا الجانب ولديها تحريات واعتقالات، الا أننا لا نكشف عن الاعتقالات التي لدينا لاسباب مختلفة..
كاشفا أن أجهزة الأمن الفلسطينية تقوم بجهد مكثف خاصة فيما يتعلق بحادثتي اغتيال الشيخ احمد ياسين والشهيد عبد العزيز الرنتيسي، معربا عن اعتقاده انه على الجميع أن يدرك بأننا يجب ألا نلقي كل شيء على ما يسمى بالعملاء حتى لا نسقط البوصلة وحتى لا نوحي للآخرين بأن المجتمع الفلسطيني مليء بالعملاء..
ونوه مدير جهاز الأمن الوقائي الفلسطيني إلى أن كافة التنظيمات الفلسطينية تعيش أزمات ولا أحد يستطيع أن يقول إن تنظيما به هذا الكم من الأفراد لديه هذا الجيش من الأنصار وهذه الجماهير.. لا اعتقد أن هناك تنظيما نقيا بنسبة 100% ونحن في فتح واجهنا هذه الظاهرة ووصلنا إلى كثير من العملاء..
مصدر مسؤول حماس: التسريبات التي تبثها أجهزة المخابرات الإسرائيلية عبر وسائل إعلامها المسموم تهدف إلى النيل من الحركة وكان مصدر مسؤول في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، قال مؤخراً: إن ظاهرة العملاء لا أحد ينكرها في المجتمع الفلسطيني، موضحاً أن حماس حذرت من خطورة العملاء وطالبت السلطة الفلسطينية بضرورة تعقبهم وفتح هذا الملف بجدية، إذ لولا وجودهم في صفوف الشعب الفلسطيني لما تمكنت قوات الاحتلال من الوصول إلى أي من قادة الشعب الفلسطيني ومقاوميه..
وكان المصدر يعقب على تصريح أدلى به قائد قوات حرس الحدود الإسرائيلي، يوم السبت الماضي، ألمح فيه إلى قيام إسرائيل بزرع عملاء في حركة حماس.
وقال المصدر: إن إسرائيل تحاول التضخيم من ظاهرة العملاء وأعدادهم وذلك في إطار الحرب النفسية المتواصلة التي تشنها على شعبنا المرابط، موضحا: أن حركة حماس تؤكد بأن العملاء هم من يقف خلف استهداف القادة وان المعلومات التي تقدم للصهاينة هي التي تمكنهم من الوصول إلى أهدافهم..
وأشار المصدر إلى أن التسريبات التي تبثها أجهزة المخابرات الاسرائيلية عبر وسائل أعلامها المسموم والتي تهدف إلى النيل من حركة حماس، لن تفت في عضد الحركة أو تزعزع ثقة الجماهير فيها، فحماس الشهداء والمقاومة ماضية في مشروعها التحرري بإذن الله..
مؤكداً على أن التصريحات الإسرائيلية تهدف إلى إحداث البلبلة والتشكيك في صفوف الحركة والتي يشهد لها بالنقاء، مشيرا إلى أن نجاح إسرائيل في اغتيال الشيخ احمد ياسين والدكتور عبد العزيز الرنتيسي لم يكن بسبب اختراقات أمنية في صفوف الحركة، وإنما بفضل العملاء الذين يراقبون ويتابعون..


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved